بالتعاون بين منظمة ملاريا نو مور وديوان ولي عهد أبوظبي ومبادرة بلوغ الميل الأخير

إطلاق معهد الملاريا وحلول المناخ على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة

إطلاق معهد الملاريا وحلول المناخ على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة

• المعهد الجديد للملاريا وحلول المناخ يعد مركزاً افتراضياً للتميز يهدف إلى تكريس ودعم النهج متعددة التخصصات لاستراتيجيات مكافحة الملاريا
• المعهد جزء من مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي التي أطلقتها منظمة ملاريا نو مور بالتعاون مع مبادرة بلوغ الميل الأخير في عام 2020 لدفع عجلة الابتكار والاستثمارات في إيجاد حلول لقضايا الصحة العالمية


أعلنت منظمة "ملاريا نو مور" - لا ملاريا بعد اليوم - بالتعاون مع ديوان ولي عهد أبوظبي ومبادرة بلوغ الميل الأخير أمس.. إطلاق معهد عالمي جديد يعنى بمكافحة الملاريا في مواجهة تغير المناخ وتقلبات الطقس.
وجاء إطلاق "معهد الملاريا وحلول المناخ" على هامش فعاليات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، خلال جلسة حوارية عقدت في " معرض إكسبو 2020 دبي " سلطت الضوء على تغير المناخ، وتأثيراته على صحة الإنسان، وعمليات التكيف اللازمة للتصدي له بفعالية.

ويعد المعهد الجديد للملاريا وحلول المناخ مركزاً افتراضياً للتميز يهدف إلى النهوض بالنهج متعدد التخصصات لاستراتيجيات مكافحة الملاريا التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات المتعلقة بالمناخ، ودعم اعتمادها من قبل برامج مكافحة الملاريا حول العالم.

وتعد الملاريا إحدى أقدم الأمراض وأكثرها فتكاً بالإنسان، وتعرض الأسر لأضرار شديدة وتؤدي إلى استدامة دورات الفقر في المجتمعات والدول المتأثرة حول العالم.. ورغم وجود الوسائل والتكنولوجيات اللازمة لمكافحة المرض، فإن تغير المناخ تسبب في إبطاء التقدم ، فالظواهر المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار والأوضاع المناخية الشديدة، تعطل النظم الصحية وتؤثر في الوقت ذاته على نطاق العدوى بالملاريا وموسمية العدوى. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تغير المناخ سيتسبب قريباً بنحو 60 ألف حالة وفاة إضافية نتيجة للملاريا سنوياً، تضاف إلى الـ600,000 حالة وفاة الواقعة حالياً، وخاصة بين النساء والأطفال.

وتضم مبادرة بلوغ الميل الأخير - التي تحظى بدعم من ديوان ولي عهد أبوظبي - مجموعة من البرامج الصحية العالمية الهادفة إلى القضاء على الأمراض، والتي يدفعها الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتلتزم المبادرة من خلال برامجها وشراكاتها متعددة القطاعات ببلوغ المرحلة النهائية أو ما يعرف بـ "الميل الأخير" في رحلة استئصال الأمراض التي يمكن القضاء عليها، من خلال تسخير أحدث التقنيات والابتكارات التي تشمل الذكاء الاصطناعي لمكافحة تداعيات تغير المناخ، ومنعها من عرقلة التقدم في القضاء على الأمراض المعدية.

ويمتد تاريخ التزام دولة الإمارات بالعمل على الحد من تداعيات التغير المناخي عبر ثلاثين عاماً حيث أعلنت مؤخراً مبادرتها الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، واستضافتها الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP28/، في عام 2023. ويواصل ديوان ولي عهد أبوظبي من خلال معهد الملاريا وحلول المناخ التزامه بمسيرة الدعم حيث قدم الديوان جائزة أولية قدرها 1.5 مليون دولار لمنظمة "ملاريا نو مور" في عام 2020، بهدف تقييم جدوى إستراتيجيات الوقاية من الملاريا من خلال مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي. كما انضمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بوصفها شريكاً تقنياً جديداً للبناء على الإنجازات الأولية " لمبادرة التنبؤ بمستقبل صحي " التي تم تحقيقها حتى الآن.

وقالت تالا الرمحي، مديرة مساعدة في مكتب الشؤون الاستراتيجية بديوان ولي عهد أبوظبي: " إن قضايا الصحة العالمية ترتبط بشكل وثيق بقضايا تغير المناخ، مما يحتم علينا التصدي لها من منظور شامل وأن نوظف أحدث التقنيات والابتكارات من أجل إحداث التأثير المنشود والمستدام... وفي حالة الملاريا، يتعين علينا أن نطور أنظمة أكثر ذكاء للتنبؤ بالأحوال الجوية وما يترتب عليها من إصابات والتخطيط الدقيق لتوجيه الاستثمارات والموارد حيثما تشتد الحاجة إليهما.. ومن خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والمصادر الجديدة للبيانات البيئية والأحوال الجوية الحرجة، فإن معهد الملاريا وحلول المناخ سيساهم في تطوير العلوم وتمكيننا من حماية الفئات الضعيفة من السكان الأكثر عرضة لتغير المناخ وانتشار الأمراض المعدية. ويشكل التصدي لتحديات الصحة العالمية من خلال شراكات عالمية مبتكرة، مثل الشراكة مع منظمة "ملاريا نو مور"، أحد المبادئ التوجيهية الرئيسية لمبادرة بلوغ الميل الأخير".

ويعد معهد الملاريا وحلول المناخ جزءاً من مبادرة التنبؤ بمستقبل الصحي، وهو اتحاد أنشأه مبادرة بلوغ الميل الأخير ومنظمة "ملاريا نو مور" في عام 2020 لتشجيع ودعم الابتكارات والاستثمارات في الحلول الصحية العالمية في سياق تغير المناخ، بدءاً بمرض الملاريا الذي ينتقل بواسطة البعوض. وقامت مبادرة التنبؤ بمستقل صحي بالتعاون مع حكومة الهند بتصميم وتنفيذ مجموعة من الأدوات المتقدمة للغاية في مجال التخطيط والتنبؤ بالملاريا، والتي سيعمل معهد الملاريا وحلول المناخ على تكرارها في دول أخرى متضررة من داء الملاريا حول العالم.

وسيعمل المعهد بكونه أمانة عامة تحتضن عدداً متزايداً من الشركاء العاملين في مجال مكافحة الملاريا، ويسترشد بمجلس استشاري علمي يضم نخبة من الخبراء الدوليين المتخصصين في علوم المناخ والأمراض المعدية وعلم الحشرات والذكاء الاصطناعي. ويباشر موظفو المعهد ومستشاروه مهامهم من جميع الدول المتضررة بالملاريا حيث يتعاونون مع وزارات الصحة في مختلف الدول، دعماً لجهود مكافحة الملاريا.

وقال مارتن إدلوند، الرئيس التنفيذي لمنظمة "ملاريا نو مور": " إنه من الضروري أن يظل مجتمع الصحة العالمي متقدماً بخطوة واحدة عن التأثيرات الحتمية لكوكبنا المتغير على الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك وفيروس زيكا. وتهدف مبادرة التنبؤ بمستقبل صحي إلى تثقيف وتوعية القيادات العالمية وصناع السياسات، وتحفيز عملية ابتكار الحلول الاستباقية للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، مما سيحول العقبات إلى فرص. وسيكون معهد الملاريا وحلول المناخ بمثابة حلقة وصل بين الخبراء العالميين، من أجل تمكينهم من تحقيق غاية استئصال الملاريا ".

كما تقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات دعماً حيوياً للمعهد الجديد، من خلال تسخير الخبرات الفنية في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي .. وقال حسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "حقق الذكاء الاصطناعي إنجازات مبهرة على مدى العقد الماضي. ونحن حريصون على إيجاد الفرص المناسبة لتسخير خبراتنا في تحسين النتائج الصحية حول العالم، التي تشمل التعاون مع معهد مكافحة الملاريا وحلول المناخ من أجل القضاء على الملاريا." وسيدعم معهد الملاريا وحلول المناخ الابتكار في برامج مكافحة الملاريا القائمة على البيانات والتكنولوجيا، وسيعزز التعاون وتبادل المعرفة بين شبكة دولية من الخبراء. كما من المقرر أن يعقد المعهد مؤتمراً علمياً سنوياً لاستعراض أحدث النهج الواعدة لبناء القدرات فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ في النظم الصحية. كما سيدعم المعهد جهود ترجمة هذه النهج إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، من خلال تطبيق تقنيات متعددة التخصصات في الدول الموبوءة بالملاريا.

كما أعلن خلال الفعالية .. تعيين الدكتور كوشيك ساركار أول مدير للمعهد .. فيما عُيّن الدكتور وليام بان، الأستاذ المشارك للصحة البيئية العالمية بجامعة ديوك بالولايات المتحدة رئيساً للمجلس الاستشاري العلمي لمعهد الملاريا وحلول المناخ.