إعادة التدوير.. الوسيلة المثلى لاستغلال النفايات
يبذل مركز أبوظبي لإدارة النفايات “ تدوير” جهوداً مشهودة للحفاظ على البيئة من خلال إعادة تدوير المخلفات بكل أصنافها وقطاعاتها والجزء الأساسي منها المخلفات المنزلية والتي يتم التعامل معها من أكثر جانب لتحقيق الاستفادة القصوى منها لصالح الأسرة والمجتمع والبيئة عموماً. وأكد سعادة الدكتور سالم خلفان الكعبي مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات “تدوير” في حوار لوكالة أنباء الامارات “وام” .. أن المركز يسعى باهتمام كبير لأن يكون المجتمع على وعي تام بأهمية وكيفية الاستغلال الأمثل للنفايات المنزلية وإعادة تدويرها واستخدامها بالشكل الذي يصب في صالح الأسرة والمجتمع صحياً وبيئياً على حد سواء وهو ما ينسجم مع رؤية أبوظبي 2030 واستراتيجية القيادة الرشيدة في التركيز على العامل البشري في قيادة الجهود التنموية التي تساهم في الارتقاء بالمجتمع والبيئة.
وذكر أن المخلفات المنزلية تتنوع فهناك مخلفات تشمل الكثير من الأخشاب أو البلاستيك أو علب الألومنيوم أو الزجاج أو الكرتون والورق في حين أن مخلفات أخرى معظمها من مخلفات المزارع والحيوانات النافقة ويراعي “تدوير” عند وضع خططه للتعامل مع المخلفات المنزلية كيفية التصرف مع كل صنف وتوعية الأسر بالتعامل السليم والمفيد مع تلك المخلفات في إطار عملية إعادة التدوير.
وأضاف أن “ تدوير” يركز على معالجة المخلفات المنزلية لتحويلها لمنتجات جديدة كلياً ذات فائدة للبيئة والمجتمع على حد سواء وذلك ينقسم إلى شقين الأول يتعلق بالأسرة ومخلفاتها المنزلية والآخر بالمركز وكيفية تعامله مع المخلفات المراد إعادة تدويرها والتي تتم عبر تجميع القمامة والنفايات ثم فرزها وتنظيفها ثم معالجتها وتصنيعها إلى منتجات يتم استهلاكها ليتم إعادة تدويرها مجدداً وهكذا.
وعن أهم الأفكار الإبداعية التي من شأنها أن تحافظ على الموارد ..
قال المنازل فيها العديد من الأشياء التي نريد التخلص منها وتتراكم دون فائدة مثل الملابس القديمة أو الصناديق أو الأثاث والذي ينصح “تدوير” بالتبرع بما صلح منها أولاً لصالح الفئات المستهدفة أو يتم عقد ورش تعليمية حول كيفية الاستفادة منها .
ولفت إلى أن الأفكار التي تشرف عليها إدارة التوعية العامة في “ تدوير” بشأن التعامل مع المخلفات المنزلية تشمل إعادة استخدام الكرتون والجرائد والورق والبلاستيك والزجاج.
وعن أهم الفعاليات والحملات التوعوية .. أوضح سعادته أن إدارة التوعية العامة في المركز تنظم على مدار العام العديد من الورش تستهدف أولياء الأمور وسيدات المجتمع وطلبة المدارس والجامعات والموظفين والجمهور عامة إلى جانب المشاركة في المهرجانات أو المعارض التي تنظم في إمارة أبوظبي من خلال أجنحة توعوية بهدف التثقيف والتعليم وزيادة الوعي البيئي حول كل ما يتعلق بكيفية إعادة استخدام النفايات المنزلية من خلال العمل اليدوي البسيط بجانب عقد ورش تعليمية حول إعادة تدوير المخلفات المنزلية مثل فن “الديكوباج» .
وأضاف الكعبي أطلق “تدوير” سابقا في إطار دعمه للجهود التوعوية “الجائزة التوعوية للمدارس والجامعات في إمارة أبوظبي” والتي تهدف إلى الوصول إلى جيل يدرك أهمية الحفاظ على البيئة ولديه القدرة على الإبداع والابتكار للمساهمة في تقديم حلول فاعلة قادرة على تقليل حجم النفايات المنتجة والاستفادة منها من خلال إعادة الاستخدام وتحويلها إلى مجسمات أو قطع فنية يمكن الاستفادة منها في حياتنا.
وبين أن الجائزة تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلاب والطالبات في إمارة أبوظبي وغرس ثقافة إعادة الاستخدام وتنمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية لديهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار وبث روح التنافس الإيجابي بين طلبتنا استمراراً في الجهود الحثيثة واستثماراً للخبرات المتراكمة من أجل تنشئة جيل واع ومؤمن بأهمية الحفاظ على البيئة.
وأشار إلى أن “تدوير” أطلق في العام 2020 وخلال جائحة كورونا حملة توعوية افتراضية شاملة استهدفت الطلبة في مختلف المراحل التعليمية من رياض الأطفال والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات إلى جانب الهيئات التدريسية وأولياء الأمور في كافة أرجاء إمارة أبوظبي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة وهدفت الحملة إلى تعميق الوعي بالثقافة البيئية وترسيخ القيم الإيجابية لدى الطلبة بمختلف المراحل الدراسية والجامعية تجاه البيئة وتوعيتهم بالسلوكيات الصحيحة التي يلزم تبنيها في التعامل مع النفايات بكافة أشكالها وآفات الصحة العامة باعتبارها أحد أهم ركائز رؤية أبوظبي 2030 لتعزيز مسيرة الاستدامة.
وعن أهم المشاركات والأحداث الدولية “ لتدوير” .. قال إن “تدوير” شارك كمنظم وشريك استراتيجي في معرض ومنتدى “إيكوويست” الذي تستضيفه الدولة كل عام في إطار فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” المعرض الدولي المتخصص في مجال الحلول المتكاملة لإدارة النفايات والذي تتضمن فعالياته توفير جناح توعوي وتثقيفي خاص للحضور والمشاركين من مختلف فئات المجتمع وذلك بهدف عرض المواد التي تم تدويرها إلى مواد مفيدة من المخلفات المنزلية وتوعية الجمهور حول الطرق المثلى لكيفية الاستفادة من النفايات وأهمية الالتزام بالنظافة وسلامة البيئة.
وعن الخطط والشراكات الاستراتيجية .. أضاف مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات أن الشراكات الاستراتيجية مع القطاعين الحكومي والخاص تتيح لنا أن نكون في موقع السبق والريادة نظراً لما تقدمه الدولة من دعم وتمكين حكومي لنا ولمختلف المؤسسات وهو ما يدعم جهودنا في سبيل التعامل السليم والارتقاء بعمليات إعادة تدوير المخلفات.
وأكد الكعبي أن المركز مستمر في جهوده التوعوية من أجل الارتقاء بفكر وثقافة الأسرة، وتحفيزها على إدراك أهمية التعامل الإيجابي مع النفايات المنزلية والتركيز على الاستفادة منها في المنزل قدر الإمكان وهو ما يقنن الجهود ويوفر الإمكانات.