إكسبرت الروسية: بايدن ضعيف أمام إيران وفقد التأثير على الشرق الأوسط
اعتبر غيفورغ ميرزايان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة المالية الروسية، أن واشنطن بدأت تفقد أدوات التأثير على الشرق الأوسط، وباتت ضعيفة أمام إيران، وبات على رئيسها اللحاق بركب قطار الشرق السريع. في السابق، أراد بايدن تحقيق نصر صغير في هذا الملف عشية انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. إلا أنه الآن يحتاج، وبقوة، إلى عودة النفط الإيراني إلى السوق.وكتب ميرزايان، لصحيفة “اكسبرت رو” الروسية، أن الولايات المتحدة، التي تعاني من ارتفاع الأسعار والاستياء الداخلي، تواجه مشاكل جدية في الشرق الأوسط، تفاقمت بسبب الحظر الأمريكي للنفط الروسي. وسيكون لهذه المشاكل بعد سياسي داخلي وتأثير على انتخابات الخريف المقبل.
ووفقاً للباحث، تتمثّل المشكلة الأولى في موقف السعودية، بعد رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرد على مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيادة إنتاج النفط لتعويض الخسارة المحتملة للنفط الروسي من السوق. ورأى ميرزايان: “إن لم يتحد ولي العهد السعودي مع الإدارة الأمريكية، فهو يقوم بدور في تفكيك النظام العالمي الأمريكي، بالتفاوض النشط مع بكين لتحويل مدفوعات جزء من صادرات النفط، على الأقل، من السعودية إلى الصين من الدولار إلى اليوان». أما المشكلة الثانية فهي إيران، أو بالأحرى مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني والتي أصبحت أكثر تعقيداً. وأوضح ميرزايان أن اهتمام الولايات المتحدة بنجاح المفاوضات قد تصاعد.
وفي السابق، أراد بايدن تحقيق نصر صغير في هذا الملف عشية انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. إلا أنه الآن يحتاج، وبقوة، إلى عودة النفط الإيراني إلى السوق، وبات مستعداً لرفع العقوبات عن إيران، في جزء من صفقة شاملة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وليس مستغرباً أن يشعر الإيرانيون باهتمام الولايات المتحدة، لذلك أصبحوا أكثر صرامة في التمسّك بموقفهم، وتحديداً بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية بعد أن أدرجته واشنطن فيها منذ 2019. وبالفعل، تدرس واشنطن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، لكنها، وفقًا لميرزايان، تواجه مقاومة شديدة من حلفائها الإقليميين، السعودية بالدرجة الأولى، وإسرائيل.
والبلدان واثقان أن الحرس الثوري الإيراني وراء الهجمات الإرهابية المنظمة ضدهما، وأن رفع العقوبات عن التنظيم الإيراني سيكون بمثابة دعماً لمزيد من الهجمات الإرهابية. كما ستهدد إيران باستمرار باستخدام الأسلحة النووية ضد الذين يقفون في طريق السيطرة الإيرانية على سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وأي محاولة لتحدي هذه السيطرة، ستعتبرها طهران “تهديداً وجودياً». وأوضح ميرزايان أن بايدن وجد نفسه بسبب ذلك في مأزق، فإذا فشل في إحياء الاتفاق النووي، سيتهم بالفشل في حل المشكلة بوسائل دبلوماسية،الحها. أما إذا أحيا الاتفاق، فسيتهمونه بالضعف، وبالخوف والاستسلام لآيات الله. وختم ميرزايان أن جبهة السياسة الخارجية في الشرق الأوسط تزيد تعقيداً عند الرئيس الأمريكي، فبتخليها عن النفط الروسي ومحاولة إقناع مستوردين آخرين بفعل الشيء نفسه، تغادر واشنطن منطقة الانتظار المريح للحظة المثلى لحل “المسألة الإيرانية”، ولا يبقى أمامها سوى محاولة القفز إلى “قطار الشرق السريع” الذي بدأ يغادر المحطة.