أمام رئيس الدولة.. ثلاثة وزراء في حكومة الإمارات يؤدون اليمين الدستورية
الحرب في أوكرانيا:
إلى متى يمكن للجيش الأوكراني أن يصمد...؟
-- لا تزال ميزانية الجيش الروسي أعلى عشر مرات من تلك الخاصة بالجار الأوكراني
-- قدرة القوات الأوكرانية على الحصول على أسلحة من الغرب ستكون حاسمة
-- الدخول في حرب استنزاف ستستمر حتى لا يستطيع أحدهما الصمود
-- يعمل الروس على تدمير صناعة الدفاع الأوكرانية
الحرب الخاطفة التي كان بوتين يأملها لم تنجح، لكن الحرب لا تزال بعيدة عن نهايتها. بعد شهر من غزو أوكرانيا، يبدو أن الجيش الروسي يفضل الآن شن حملة من الضربات الجوية والقصف المدفعي الثقيل للمدن. وفي جوف حرب الاستنزاف هذه، التي تعد بأن تكون طويلة ومميتة، يبرز السؤال عن قدرة القوات الأوكرانية على الصمود على المدى الطويل في مواجهة الضغط الروسي.
«نرى أنه في أجزاء معينة من الجبهة، وخاصة في الشمال، تعمل القوات الروسية على تحصين مواقعها وحفر الخنادق”، يؤكد إيلي تينينباوم، مدير مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، والهدف هو تمسك الروس بمكاسبهم الإقليمية، ومواصلة الضغط، وتوفير الوقت لإعادة التنظيم قبل شن الهجوم مجددا عندما يجددون قواتهم «.
ورغم المقاومة الشرسة للقوات الأوكرانية، لا يبدو أن موسكو قد خفضت أهدافها الاستراتيجية. ولئن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه مستعد لمناقشة “حل وسط” مع فلاديمير بوتين بشأن دونباس وشبه جزيرة القرم لإنهاء الأعمال العدائية، رد الكرملين، الذي لم يكن مرنًا، بأن المحادثات الجارية مع كييف لم تكن “جديّة” بما يكفي.
التهديد بالتطويق
في دونباس
راهنا، تركز موسكو جهودها في الجنوب، حيث حقق الجيش الروسي، على عكس الركود النسبي للجبهة الشمالية، بعض النجاحات من خلال إدارته للسيطرة على مدينتي خيرسون ومليتوبول. ويبدو أن هدم ميناء ماريوبول الاستراتيجي -المحاط بقصف شديد -بأسرع ما يمكن الآن هو هدف ذو أولوية.
«يريد الروس تقليص المقاومة العسكرية في المدينة بالكامل، حتى يتمكنوا بعد ذلك من شن الهجوم شمالًا دون الاضطرار إلى القتال خلفهم، يشير أوليفييه كيمبف، مدير المكتب الاستراتيجي لا فيجي، والباحث المشارك في مؤسسة البحث الاستراتيجي، وقد يكون الهدف هو تحقيق تقاطع مع القوات الروسية الموجودة في الشمال، من أجل تطويق، في مناورة كماشة، القوات الأوكرانية الموجودة بكثافة في دونباس.
وضع من شأنه أن يؤدي، بحكم الأمر الواقع، إلى قطع الوجود العسكري الأوكراني الكثيف في المنطقة عن بقية البلاد، مما يحرمه من الإمدادات في نفس الوقت. “عندما تكون محاصرًا، عليك أن تتمسك بمخزونك. ويمكن أن تستمر، لكن في النهاية، تجد نفسك في وضع غير مستقر ورثّ بشكل متزايد”، يقول أوليفييه كيمبف.
خاصة أنه بالتوازي مع ذلك، يعمل الروس على تدمير صناعة الدفاع الأوكرانية. استهدفت الغارات الجوية الروسية مصنعي طائرات أنتونوف وأرتيم للأسلحة بالقرب من كييف الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت، تم تدمير ورشة لإصلاح الطائرات أيضًا في لفيف، بينما استهدفت الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، التي استخدمتها موسكو لأول مرة قبل أيام قليلة، مستودعًا للذخيرة للجيش الأوكراني في غرب البلاد، واحتياطي وقود في الجنوب.
إعادة تزويد حاسمة
وإدراكًا لخطر استنفاد الموارد العسكرية، دعا رئيس أركان الرئيس الأوكراني الغرب إلى زيادة شحنات الأسلحة: “قواتنا المسلحة ومواطنينا يتشبثون بشجاعة خارقة، لكن لا يمكننا أن ننتصر في حرب بدون أسلحة هجومية، بدون صواريخ متوسطة المدى، والتي يمكن أن تكون وسيلة ردع”، قال في مقطع فيديو نُشر على تلغرام.
على الورق، لا تزال ميزانية الجيش الروسي (61 مليار دولار عام 2020) أعلى بعشر مرات من تلك الخاصة بالجار الأوكراني.
بعد خطاب فولوديمير زيلينسكي أمام الكونجرس الأمريكي، أعلن جو بايدن عن إرسال 800 مليون دولار كمساعدات عسكرية إضافية إلى كييف. وتشمل عملية التسليم أنظمة صواريخ أرض -جو روسية، و100 طائرة بدون طيار تسمى “كاميكاز”، و800 نظام دفاع مضاد للطائرات من طراز ستينغر، و9000 نظام مضاد للدبابات، وحوالي 7000 سلاح خفيف و20 مليون ذخيرة.
«احتياطي معدات القوات الأوكرانية أضعف بكثير من ذاك الموجود في الجيش الروسي. وبالتالي فإن قدرتها على تجديد الإمدادات من دعمها الغربي ستلعب دورًا حاسمًا في القتال طويل الأمد القادم”، يرى إيلي تينينباوم.
في الوقت الحالي، لا تعطي الروح المعنوية بأي حال من الأحوال الشعور بالضعف لدى السكان. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مجموعة راتينغ، نُشر الأحد، فإن 93 بالمائة من الأوكرانيين يؤمنون بقدرتهم على صد الغزو الروسي. وإضافة إلى ذلك، يعتقد 77 بالمائة أن الوضع يسير بالاتجاه الصحيح.
لئن تظل الخسائر البشرية موضع تساؤل في أزمنة الحرب، يبدو أن الجيش الروسي يدفع ثمنا باهظا. ووفق التقديرات الأمريكية، مات أكثر من 7000 جندي روسي في ثلاثة أسابيع. من جانبه، أشار فولوديمير زيلينسكي في 12 مارس إلى أن الخسائر الأوكرانية بلغت “حوالي 1300” بين العسكريين. ويخلص أوليفييه كيمبف إلى أنه “نحن ندخل حرب استنزاف، والتي ستستمر حتى لا يستطيع أحدهما الصمود”... العقوبات ضد روسيا ستدخل أيضا في المعادلة.
-- قدرة القوات الأوكرانية على الحصول على أسلحة من الغرب ستكون حاسمة
-- الدخول في حرب استنزاف ستستمر حتى لا يستطيع أحدهما الصمود
-- يعمل الروس على تدمير صناعة الدفاع الأوكرانية
الحرب الخاطفة التي كان بوتين يأملها لم تنجح، لكن الحرب لا تزال بعيدة عن نهايتها. بعد شهر من غزو أوكرانيا، يبدو أن الجيش الروسي يفضل الآن شن حملة من الضربات الجوية والقصف المدفعي الثقيل للمدن. وفي جوف حرب الاستنزاف هذه، التي تعد بأن تكون طويلة ومميتة، يبرز السؤال عن قدرة القوات الأوكرانية على الصمود على المدى الطويل في مواجهة الضغط الروسي.
«نرى أنه في أجزاء معينة من الجبهة، وخاصة في الشمال، تعمل القوات الروسية على تحصين مواقعها وحفر الخنادق”، يؤكد إيلي تينينباوم، مدير مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، والهدف هو تمسك الروس بمكاسبهم الإقليمية، ومواصلة الضغط، وتوفير الوقت لإعادة التنظيم قبل شن الهجوم مجددا عندما يجددون قواتهم «.
ورغم المقاومة الشرسة للقوات الأوكرانية، لا يبدو أن موسكو قد خفضت أهدافها الاستراتيجية. ولئن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه مستعد لمناقشة “حل وسط” مع فلاديمير بوتين بشأن دونباس وشبه جزيرة القرم لإنهاء الأعمال العدائية، رد الكرملين، الذي لم يكن مرنًا، بأن المحادثات الجارية مع كييف لم تكن “جديّة” بما يكفي.
التهديد بالتطويق
في دونباس
راهنا، تركز موسكو جهودها في الجنوب، حيث حقق الجيش الروسي، على عكس الركود النسبي للجبهة الشمالية، بعض النجاحات من خلال إدارته للسيطرة على مدينتي خيرسون ومليتوبول. ويبدو أن هدم ميناء ماريوبول الاستراتيجي -المحاط بقصف شديد -بأسرع ما يمكن الآن هو هدف ذو أولوية.
«يريد الروس تقليص المقاومة العسكرية في المدينة بالكامل، حتى يتمكنوا بعد ذلك من شن الهجوم شمالًا دون الاضطرار إلى القتال خلفهم، يشير أوليفييه كيمبف، مدير المكتب الاستراتيجي لا فيجي، والباحث المشارك في مؤسسة البحث الاستراتيجي، وقد يكون الهدف هو تحقيق تقاطع مع القوات الروسية الموجودة في الشمال، من أجل تطويق، في مناورة كماشة، القوات الأوكرانية الموجودة بكثافة في دونباس.
وضع من شأنه أن يؤدي، بحكم الأمر الواقع، إلى قطع الوجود العسكري الأوكراني الكثيف في المنطقة عن بقية البلاد، مما يحرمه من الإمدادات في نفس الوقت. “عندما تكون محاصرًا، عليك أن تتمسك بمخزونك. ويمكن أن تستمر، لكن في النهاية، تجد نفسك في وضع غير مستقر ورثّ بشكل متزايد”، يقول أوليفييه كيمبف.
خاصة أنه بالتوازي مع ذلك، يعمل الروس على تدمير صناعة الدفاع الأوكرانية. استهدفت الغارات الجوية الروسية مصنعي طائرات أنتونوف وأرتيم للأسلحة بالقرب من كييف الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت، تم تدمير ورشة لإصلاح الطائرات أيضًا في لفيف، بينما استهدفت الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، التي استخدمتها موسكو لأول مرة قبل أيام قليلة، مستودعًا للذخيرة للجيش الأوكراني في غرب البلاد، واحتياطي وقود في الجنوب.
إعادة تزويد حاسمة
وإدراكًا لخطر استنفاد الموارد العسكرية، دعا رئيس أركان الرئيس الأوكراني الغرب إلى زيادة شحنات الأسلحة: “قواتنا المسلحة ومواطنينا يتشبثون بشجاعة خارقة، لكن لا يمكننا أن ننتصر في حرب بدون أسلحة هجومية، بدون صواريخ متوسطة المدى، والتي يمكن أن تكون وسيلة ردع”، قال في مقطع فيديو نُشر على تلغرام.
على الورق، لا تزال ميزانية الجيش الروسي (61 مليار دولار عام 2020) أعلى بعشر مرات من تلك الخاصة بالجار الأوكراني.
بعد خطاب فولوديمير زيلينسكي أمام الكونجرس الأمريكي، أعلن جو بايدن عن إرسال 800 مليون دولار كمساعدات عسكرية إضافية إلى كييف. وتشمل عملية التسليم أنظمة صواريخ أرض -جو روسية، و100 طائرة بدون طيار تسمى “كاميكاز”، و800 نظام دفاع مضاد للطائرات من طراز ستينغر، و9000 نظام مضاد للدبابات، وحوالي 7000 سلاح خفيف و20 مليون ذخيرة.
«احتياطي معدات القوات الأوكرانية أضعف بكثير من ذاك الموجود في الجيش الروسي. وبالتالي فإن قدرتها على تجديد الإمدادات من دعمها الغربي ستلعب دورًا حاسمًا في القتال طويل الأمد القادم”، يرى إيلي تينينباوم.
في الوقت الحالي، لا تعطي الروح المعنوية بأي حال من الأحوال الشعور بالضعف لدى السكان. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مجموعة راتينغ، نُشر الأحد، فإن 93 بالمائة من الأوكرانيين يؤمنون بقدرتهم على صد الغزو الروسي. وإضافة إلى ذلك، يعتقد 77 بالمائة أن الوضع يسير بالاتجاه الصحيح.
لئن تظل الخسائر البشرية موضع تساؤل في أزمنة الحرب، يبدو أن الجيش الروسي يدفع ثمنا باهظا. ووفق التقديرات الأمريكية، مات أكثر من 7000 جندي روسي في ثلاثة أسابيع. من جانبه، أشار فولوديمير زيلينسكي في 12 مارس إلى أن الخسائر الأوكرانية بلغت “حوالي 1300” بين العسكريين. ويخلص أوليفييه كيمبف إلى أنه “نحن ندخل حرب استنزاف، والتي ستستمر حتى لا يستطيع أحدهما الصمود”... العقوبات ضد روسيا ستدخل أيضا في المعادلة.