لصاحبة الجلالة ذاكرة طويلة لا ترحم:
إليزابيث الثانية وعائلتها: قبضة حديدية في قفاز حريري...!
-- رغم وجودها الناعم، فإن إليزابيث الثانية تزن أفراد أسرتها جيدًا، دون أي وهم أو تساهل مفرط
-- من وجهة نظر الملكة، يجب أن يعلو الواجب ويتفوق على المشاعر في جميع الظروف
-- تكتفي بتقديم موافقتها أو رفضها للحلول المقترحة دون الخوض في التفاصيل
في يوم اعتلائها العرش، 2 يونيو 1953، رسم الشهير سيسيل بيتون، تلك الصورة بالأبيض والأسود للملكة الجديدة. في الصورة، تمسك إليزابيث الثانية، 26 عامًا، الصولجان بيدها، وعلى راسها التاج الإمبراطوري. كانت تبدو هشة، رقيقة، ويسهل التلاعب بها... انطباع مضلل. تتمتّع الملكة الجديدة بسلطة أقوى لأنها هادئة. انها رئيسة دولة بلا غلظة، وبدون عيب واضح، ولا تستسلم أبدًا. ولكن، لئن قورنت من قبل بفكاهي بوسادة، فإنه سيكون من الوهم الاعتقاد بأنه يمكن غرزها. هذا التصميم والحزم يعمل بشكل خاص في شؤون الأسرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإعادة الى الصف والانضباط أفراد العشيرة الذين يضحون بواجبهم على مذبح رغباتهم الذاتية. ولأنهما تجاهلا هذه الصفة، وقع هاري وميغان في التسلّل. من وجهة نظر الملكة، يجب أن يعلو الواجب ويتفوق على نبضات القلب والمشاعر في جميع الظروف. فخلال فترة حكمها الطويلة، نجحت إليزابيث الثانية في تحييد ميول التمرد لدى أعضاء عشيرة وندسور، تاركة لهم فقط الخيار بين الولاء أو الخزي. وبدون مزاج، عزلت وأحالت الى غياهب النسيان كل الذين كانوا يمتنعون عن الدخول في القالب الملكي الكلاسيكي: أختها، الأميرة مارغريت، وعمها، دوق وندسور، وزوجها السابق، والأميرة ديانا، وسارة، دوقة يورك، والأمير أندرو، ومنذ 8 يناير، الزوجان هاري وميغان.
قبضة حديدية في قفاز حريري
تكره إليزابيث الثانية المواجهة المباشرة. هادئة ومتوازنة، تقبل الملكة بالقرارات التي يتخذها مستشاروها، فهي رئيسة غير توجيهية ولا تتعاطى بالتعليمات، ولديها ثقة تامة بمرؤوسيها. وتؤكد جميع الشهادات انحيازها للتنظيم في العمل.
يتم إرجاع المستندات المرسلة إليها بسرعة وقد تم توضيحها وتوقيعها حسب الأصول. وتتمتع بذاكرة ممتازة، فهي تكتفي بتقديم موافقتها أو رفضها للحلول المقترحة دون الخوض في التفاصيل. ويجب ان تعرف معها كيف تفسّر شفرة وتفككّها. على سبيل المثال، “هل أنت متأكد؟، يعني الرفض النهائي. “في ماذا يمكن أن يساعد هذا؟”، تعني فكرة سخيفة. لهذا السبب، عندما اقترح سكرتيرتها الخاص، إدوارد يونغ، بالاتفاق مع الأمير تشارلز، أن ينشر على انستاغرام صورة نرى فيها الملكة مع أمير ويلز، ووليام وابنه جورج بمناسبة العقد الجديد، أعطت على الفور موافقتها. كانت الرسالة واضحة: لقد تقلصت الملكية في حدود رموزها الاساس لتقليل التكلفة... ولم يعد لدوق ودوقة ساسكس مكانهما في الشبكة الجديدة.
من خلال محاولته ان يفرض على جدته قبول خارطة طريق معيّنة حول دور جديد “بدوام جزئي”، نسي هاري أن القرارات عند ال وندسور مدروسة جيدًا. تخضع رئيسة الدولة للمتغيرات بدل المبادرة بها. ولماذا تغيير ما يعمل إذا كان يسير بشكل جيد؟ هذا هو شعارها. إنها تبجل الاعراف المعمول بها، وترى أن أي تجديد وابتكار يزعج النظام الحالي ويربكه. كما يجب استشارة رئيس الوزراء، وايضا قادة الكومنولث، العائلة الكبيرة في الخارج التي ترأسها.
الغريب، أنه رغم وجودها الناعم، فإن إليزابيث الثانية تزن أفراد أسرتها جيدًا، دون أي وهم أو تساهل مفرط.
“يجب كسب ثقتها... كان ينبغي على الدوق والدوقة شرح المشكلة والحل، والسماح لها أن تقرر بهدوء، دون تسرّع. فإذا كان هناك شيء تكرهه، فهو المفاجآت السيئة”، يشدّد متعاون سابق.
الملكة لا تنسى
من الواضح أن ميغان، الممثلة السابقة في هوليوود، التي تعمل دائمًا، أي مشغولة ومتوترة، في التمثيل والأعمال، لم تفهم أن المؤسسة الملكية عبر الازمان تتطور ببطء. عند عودته من كندا، طالب هاري بالرد الفوري على اقتراحه الحصول على وظيفة بدوام جزئي. طلبت الملكة، التي كانت تقضي عطلتها في عيد الميلاد في ساندرينغهام (شرق إنجلترا)، الانتظار، بحجة حصول تداعيات مالية ومؤسسية وحماية امنية جراء هذا الوضع الجديد. علاوة على ذلك، فإن استخدام الأنشطة الخيرية لأغراض تجارية يطرح مشاكل أخلاقية. ونصحته أن يناقش الأمر أولاً مع والده الأمير تشارلز ومع شقيقه ويليام. تجاهل ميغان وهاري التعليمات الملكية، وأعلنا رحيلهما عن العائلة المالكة على انستاغرام دون إخطار الملكة. وتم إشعار والده وشقيقه قبل عشر دقائق من إرسال الخبر. سيتعلّم دوق ودوقة ساسكس الدرس على حسابهما: المشكلة ليس في أن يُغفر لمثل هذه الأشياء؛ المشكلة هي أنها لا تُنسى أبدًا. وبكل بساطة، كإنجليزية اصيلة، لصاحبة الجلالة ذاكرة طويلة لا ترحم.
-- من وجهة نظر الملكة، يجب أن يعلو الواجب ويتفوق على المشاعر في جميع الظروف
-- تكتفي بتقديم موافقتها أو رفضها للحلول المقترحة دون الخوض في التفاصيل
في يوم اعتلائها العرش، 2 يونيو 1953، رسم الشهير سيسيل بيتون، تلك الصورة بالأبيض والأسود للملكة الجديدة. في الصورة، تمسك إليزابيث الثانية، 26 عامًا، الصولجان بيدها، وعلى راسها التاج الإمبراطوري. كانت تبدو هشة، رقيقة، ويسهل التلاعب بها... انطباع مضلل. تتمتّع الملكة الجديدة بسلطة أقوى لأنها هادئة. انها رئيسة دولة بلا غلظة، وبدون عيب واضح، ولا تستسلم أبدًا. ولكن، لئن قورنت من قبل بفكاهي بوسادة، فإنه سيكون من الوهم الاعتقاد بأنه يمكن غرزها. هذا التصميم والحزم يعمل بشكل خاص في شؤون الأسرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإعادة الى الصف والانضباط أفراد العشيرة الذين يضحون بواجبهم على مذبح رغباتهم الذاتية. ولأنهما تجاهلا هذه الصفة، وقع هاري وميغان في التسلّل. من وجهة نظر الملكة، يجب أن يعلو الواجب ويتفوق على نبضات القلب والمشاعر في جميع الظروف. فخلال فترة حكمها الطويلة، نجحت إليزابيث الثانية في تحييد ميول التمرد لدى أعضاء عشيرة وندسور، تاركة لهم فقط الخيار بين الولاء أو الخزي. وبدون مزاج، عزلت وأحالت الى غياهب النسيان كل الذين كانوا يمتنعون عن الدخول في القالب الملكي الكلاسيكي: أختها، الأميرة مارغريت، وعمها، دوق وندسور، وزوجها السابق، والأميرة ديانا، وسارة، دوقة يورك، والأمير أندرو، ومنذ 8 يناير، الزوجان هاري وميغان.
قبضة حديدية في قفاز حريري
تكره إليزابيث الثانية المواجهة المباشرة. هادئة ومتوازنة، تقبل الملكة بالقرارات التي يتخذها مستشاروها، فهي رئيسة غير توجيهية ولا تتعاطى بالتعليمات، ولديها ثقة تامة بمرؤوسيها. وتؤكد جميع الشهادات انحيازها للتنظيم في العمل.
يتم إرجاع المستندات المرسلة إليها بسرعة وقد تم توضيحها وتوقيعها حسب الأصول. وتتمتع بذاكرة ممتازة، فهي تكتفي بتقديم موافقتها أو رفضها للحلول المقترحة دون الخوض في التفاصيل. ويجب ان تعرف معها كيف تفسّر شفرة وتفككّها. على سبيل المثال، “هل أنت متأكد؟، يعني الرفض النهائي. “في ماذا يمكن أن يساعد هذا؟”، تعني فكرة سخيفة. لهذا السبب، عندما اقترح سكرتيرتها الخاص، إدوارد يونغ، بالاتفاق مع الأمير تشارلز، أن ينشر على انستاغرام صورة نرى فيها الملكة مع أمير ويلز، ووليام وابنه جورج بمناسبة العقد الجديد، أعطت على الفور موافقتها. كانت الرسالة واضحة: لقد تقلصت الملكية في حدود رموزها الاساس لتقليل التكلفة... ولم يعد لدوق ودوقة ساسكس مكانهما في الشبكة الجديدة.
من خلال محاولته ان يفرض على جدته قبول خارطة طريق معيّنة حول دور جديد “بدوام جزئي”، نسي هاري أن القرارات عند ال وندسور مدروسة جيدًا. تخضع رئيسة الدولة للمتغيرات بدل المبادرة بها. ولماذا تغيير ما يعمل إذا كان يسير بشكل جيد؟ هذا هو شعارها. إنها تبجل الاعراف المعمول بها، وترى أن أي تجديد وابتكار يزعج النظام الحالي ويربكه. كما يجب استشارة رئيس الوزراء، وايضا قادة الكومنولث، العائلة الكبيرة في الخارج التي ترأسها.
الغريب، أنه رغم وجودها الناعم، فإن إليزابيث الثانية تزن أفراد أسرتها جيدًا، دون أي وهم أو تساهل مفرط.
“يجب كسب ثقتها... كان ينبغي على الدوق والدوقة شرح المشكلة والحل، والسماح لها أن تقرر بهدوء، دون تسرّع. فإذا كان هناك شيء تكرهه، فهو المفاجآت السيئة”، يشدّد متعاون سابق.
الملكة لا تنسى
من الواضح أن ميغان، الممثلة السابقة في هوليوود، التي تعمل دائمًا، أي مشغولة ومتوترة، في التمثيل والأعمال، لم تفهم أن المؤسسة الملكية عبر الازمان تتطور ببطء. عند عودته من كندا، طالب هاري بالرد الفوري على اقتراحه الحصول على وظيفة بدوام جزئي. طلبت الملكة، التي كانت تقضي عطلتها في عيد الميلاد في ساندرينغهام (شرق إنجلترا)، الانتظار، بحجة حصول تداعيات مالية ومؤسسية وحماية امنية جراء هذا الوضع الجديد. علاوة على ذلك، فإن استخدام الأنشطة الخيرية لأغراض تجارية يطرح مشاكل أخلاقية. ونصحته أن يناقش الأمر أولاً مع والده الأمير تشارلز ومع شقيقه ويليام. تجاهل ميغان وهاري التعليمات الملكية، وأعلنا رحيلهما عن العائلة المالكة على انستاغرام دون إخطار الملكة. وتم إشعار والده وشقيقه قبل عشر دقائق من إرسال الخبر. سيتعلّم دوق ودوقة ساسكس الدرس على حسابهما: المشكلة ليس في أن يُغفر لمثل هذه الأشياء؛ المشكلة هي أنها لا تُنسى أبدًا. وبكل بساطة، كإنجليزية اصيلة، لصاحبة الجلالة ذاكرة طويلة لا ترحم.
