إيران تتفادى ساعة العقاب بالتهدئة مع ترامب في انتظار بايدن
تعيش إيران مرحلة دقيقة، بسبب احتمال تعرضها لهجوم حذر منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانتشار تقارير عن توجه غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج، وذلك بالتزامن مع اقتراب ذكرى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، ومصرع المسؤول في البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، ضغطت طهران على ميليشياتها في العراق لتفادي أي إجراءات قد تدفع ترامب للرد العسكري، بينما كشف القيادي في حركة حماس محمود الزهار تفاصيل الدعم المالي الإيراني للحركة.
مخاوف
قالت صحيفة العرب اللندنية، إن طهران، تعيش على إيقاع الخوف بعد تنامي التهديدات واقترابها منها، إثر الأنباء عن توجه غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج، بالتزامن مع وصول الغواصة الأمريكية “يو.إس.إس جورجيا تي».
وأوضحت الصحيفة أن سبب مخاوف إيران من هجوم محتمل، هو تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصريح بضربها إذا تعرضت المصالح الأمريكية ورعايا واشنطن للهجوم في العراق، فضلاً عن التقارير عن توجه غواصة خليجية إلى مياه الخليج، ورغم أن تل أبيب لم تؤكد أو تنفي صحة المتداول من تقارير عن غواصتها.
ويكشف تحذير إيران من تجاوز “خطوط حمراء” بعد التقارير عن تحركات الغواصة الإسرائيلية، رفع درجة الاستنفار في إيران، التي قالت إنها ستدافع عن نفسها ضد أي “مغامرة” تقدم عليها إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة، على خلفية اقتراب ذكرى سليماني القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير “كانون الثاني” 2020.
شبح سليماني
وفي السياق ذاته ، يرى بعض المحللين الذي يراقبون السياسة الإيرانية عن كثب، أن طهران تسعى إلى نزع فتيل المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالضغط على الميليشيات التابعة لها في العراق ومطالبتها بالامتناع عن المجازفة، وتفادي أي إجراءات قد تدفع الرئيس دونالد ترامب للرد العسكري.
وفي هذا السياق قال هشام ملحم في موقع “الحرة”، إن “الرئيس الأمريكي ترامب اعتمد خلال سنواته الأربع في الحكم، سياسة “الضغوط القصوى” ضد إيران، لتكبيدها خسائر اقتصادية فادحة لإرغامها على تغيير سلوكها، لكن ذلك لم يرغم طهران على تعديل سياستها المتطرفة والتخريبية في العراق وسوريا، ولبنان، واليمن” ورغم أن هذه السياسة لم تنجح عملياً في تحقيق أهدافها إلا أن ذلك لم يمنع ترامب من المضي فيها، إلى آخر ولايته.
وأضاف “أصدر ترامب تحذيرا لإيران بأنه سيحاسبها “إذا قتل أميركي واحد” في الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها السفارة الأميركية في بغداد يوم الأحد الماضي. تحذير ترامب جاء في سياق تغريدة تضمنت “نصيحة صحية لإيران” للتوقف عن هذه الهجمات الصاروخية التي تقوم بها ميليشيات تابعة لإيران. وجاء التحذير عقب اجتماع لكبار مساعدي ترامب المعنيين بالسياسة الخارجية والأمنية لمناقشة الوضع الأمني المتدهور في بغداد». ولم تجد طهران رداً على الخطر الأمريكي المتنامي، حسب الكاتب، سوى دعوة ميليشياتها في العراق، لتجنب التصعيد، في انتظار مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، البيت الأبيض، و”تفادي أي تطور يمكن أن يقيد من حرية تحرك الرئيس المنتخب بايدن في المستقبل. الأسابيع الأربعة المقبلة قد تشهد تطورات مفاجئة وخطيرة، وخاصة إذا كان هناك فلتان أمني في العراق. ولكنها يمكن أيضا أن تبقى حافلة بالتوتر، وألا يترجم هذا التوتر إلى عمل عسكري». وعلى صعيد آخر، كشف القيادي في حركة حماس محمود الزهار في مقابلة تلفزيونية، تفاصيل مجهولة عن الدعم المالي الإيراني للحركة. ونقل موقع “ميدل إيست أونلاين”، عن الزهار أنه “تسلم في 2006 من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في مطلع العام الحالي في غارة أمريكية على موكبه ببغداد، 22 مليون دولار». وأوضح الزهار، أن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أحاله إلى سليماني لتسلم المبلغ المذكور، وقال الزهار: “وجدت في المطار 22 مليون دولار في عدة حقائب. كان اتفاقنا مع سليماني أكثر من هذا المبلغ، لكن كنا 9 ولا نستطيع أن نحمل أكثر من ذلك، لأن وزن كل حقيبة كان 40 كيلوغراما».
أوكار تجسس
مع محاكمة دبلوماسي الإيراني في فيينا أسد الله أسدي، المتهم بالتخطيط لهجوم إرهابي على معارضين للنظام في باريس، قال علي شاهين الجزاف ف صحيفة “الوطن” البحرينية، إن”دول الاتحاد الأوروبي مطالبة بأن تضع دبلوماسية هذا النظام تحت مجهرها بكل دقة وحذر». وأضاف أن “هذه المحاكمة التي حدد موعد النطق بالحكم فيها يوم 22 يناير المقبل، تؤكد وتدل على أن سفارات النظام الإيراني لم تكن مجرد سفارات تؤدي أعمالاً دبلوماسيةً معتادة بحسب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961، وإنما هي أوكار للتجسس على دول، ومقار تحضر فيها وتخطط تحت أسقفها أعمال إرهابية اعتادت إيران على تنفيذها في دول عدة». وتابع “الحكم الذي سيصدره ضده القضاء البلجيكي، يتوقع أن يكون 20 عاماً بحسب مصادر، لا بد أن تتبعه خطوات جادة من دول لا تزال ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إيران، وتحديداً دول الاتحاد الأوروبي، فلا ينفع استمرار علاقات دول هذا الاتحاد مع دولة يمارس نظام الحكم فيها الأعمال الإرهابية مستتراً تحت غطاء دبلوماسي، وإلا فإن تلك الدول معرضة للإرهاب أكثر إن ترك الحبل الإيراني على غارب دولها».