رئيس الدولة يبحث مع رئيس وزراء كندا علاقات التعاون ويشهد توقيع اتفاقية تشجيع الاستثمارات بين البلدين
إيرباص تدعو لـ «ناتو نووي» تكتيكي لردع بوتين
حذر رئيس مجلس إدارة شركة “إيرباص”، رينيه أوبرمان، من وجود فجوة خطيرة في منظومة الردع الأوروبية أمام الترسانة النووية التكتيكية الروسية؛ ما أثار صدمة حقيقية في بروكسل، ودفعها للمرة الأولى منذ عقود للتفكير في بناء ردع نووي مستقل خوفًا من ضربة محدودة لا تملك القارة وسيلة لمواجهتها.وبحسب “بوليتيكو”، فإن قيام الكرملين بنشر أكثر من 500 رأس نووي تكتيكي قرب حدود الناتو وفي بيلاروسيا، أثار مخاوف من أن يلجأ بوتين لتنفيذ ضربة محدودة على أوروبا في أي وقت، وهو سيناريو بات يُناقش بجدية غير مسبوقة داخل الدوائر الأمنية الأوروبية.من جهته، أوبرمان، الذي تحدث خلال مؤتمر الأمن في برلين، طرح سؤالًا غير معتاد في سياق الخطاب الأوروبي: “ما ردّنا إذا نفّذت روسيا ضربة نووية تكتيكية محدودة؟”؛ الأمر الذي لطالما تجنبه القادة الأوروبيون.فبينما تمتلك كلٌّ من فرنسا وبريطانيا أسلحة نووية، لكنها استراتيجية الطابع.فإن أوروبا جميعها تفتقر تمامًا إلى أسلحة نووية تكتيكية توازي ما تمتلكه موسكو، أمَّا ألمانيا، فهي تعتمد على ترتيبات “المشاركة النووية” في الناتو دون امتلاك ترسانة خاصة بها.
ومن اللافت أن دعوة أوبرمان لإنشاء “برنامج ردع نووي أوروبي مشترك” جاءت في لحظة تتزايد فيها الشكوك حول الالتزام الأمريكي طويل الأمد بأمن القارة، خصوصًا مع الحديث المتكرر في أوروبا عن احتمال تغيّر الموقف الأمريكي تحت قيادة ترامب.
وهذا القلق يترافق مع تحذيرات ألمانية رسمية من احتمال تعرض دولة عضو في الناتو لهجوم روسي بحلول عام 2028، ومع خطوات من دول مثل بولندا لبحث الوصول إلى قدرات نووية.
وبحسب مراقبين، فإن طرح فكرة “الناتو النووي الأوروبي” ينسف أحد آخر التابوهات السياسية في الاتحاد الأوروبي، ويعكس تحوّل المزاج الأمني داخل القارة؛ فالنقاش الذي كان محظورًا لعقود بات الآن خيارًا دفاعيًا تبحثه العواصم الأوروبية في ظل صعود التهديد الروسي وتزايد الاعتماد على القدرات الذاتية.
ومع حدّة الجدل المتوقعة، يبقى السؤال الأساسي معلّقًا: هل تمتلك أوروبا الإرادة السياسية والموارد العسكرية لتجاوز الخط الأحمر وبناء ردع نووي مشترك يغيّر معادلة الأمن في القارة؟