إيرلنج هالاند .. «الحلقة المفقودة» لاستكمال منظومة الإبداع في كتيبة جوارديولا

إيرلنج هالاند .. «الحلقة المفقودة» لاستكمال منظومة الإبداع في كتيبة جوارديولا


بعد ترقب استمر لشهور طويلة، ومحاولات من أندية عديدة لضم اللاعب إلى صفوفها، نجح مانشستر سيتي في التعاقد مع المهاجم النرويجي الشاب إيرلنج هالاند لتدعيم صفوف الفريق بداية من الموسم المقبل.

وأثبت مانشستر سيتي بهذه الصفقة حرصه على الاستعداد بقوة لمواصلة إنجازاته في المواسم المقبلة، ورغبته في التتويج بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا بعدما أضاف العنصر الذي كان يفتقده كثيرا في الموسم الحالي وهو رأس الحربة الصريح والمميز في مواجهة دفاع الفرق المنافسة. وعلى مدار الموسمين الماضي والحالي، نجح مانشستر سيتي في مواصلة نتائجه المبهرة على الصعيدين المحلي والأوروبي رغم افتقاد الفريق لجهود نجمه الشهير الأرجنتيني سيرخيو أجويرو الذي رحل في نهاية الموسم الماضي بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والأرقام القياسية.
ومع استمرار نجاحات مانشستر سيتي وأرقامه المميزة وفوزه بأكثر من بطولة في غياب أجويرو، قد يتساءل البعض عن جدوى التعاقد مع هالاند.

وكان الموسم الأخير لأجويرو مع مانشستر سيتي متواضعا للغاية حيث شارك اللاعب في عدد قليل من المباريات قبل انتقاله إلى برشلونة الإسباني ثم اعتزاله وسط الموسم الحالي.
ولم يستطع المهاجمون المتواجدون في مانشستر سيتي سد الثغرة التي تركها أجويرو نظرا لاختلاف طبيعة أداء كل منهم عن أجويرو الذي كان رأس حربة من الطراز المميز، مهمته الأولى هي هز الشباك فيما اعتمد الإسباني جوسيب جوارديولا على طريقة لعب ترتكز على لاعبي خط الوسط وامتلاك الكرة بشكل مكثف مثلما كان الحال عندما كان مديرا فنيا لكل من برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني.

وأجاد جوارديولا والفريق في تطبيق هذه الطريقة والدليل أن أهداف الفريق موزعة على العديد من اللاعبين سواء من المهاجمين أو لاعبي خط الوسط إضافة إلى كون الفريق مع ليفربول هما الأقوى هجوميا في الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 89 هدفا لكل منهما حتى الآن.
ولكن مع ضم هالاند /21 عاما/، حصل جوارديولا على الحلقة المفقودة في فريقه خاصة وأن إمكانيات جوارديولا تؤهله لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من المهاجم النرويجي.

ويستطيع هالاند تحت إشراف جوارديولا تغيير طريقة لعبه التي تعتمد على التركيز فقط في هز الشباك وأن يدخل في أسلوب لعب الفريق من حيث العمل على اللعب الجمالي ثم تسجيل الأهداف ليستكمل اللاعب بهذا العنصر الذي افتقده الفريق في الموسم الحالي.
ومنذ انتقاله إلى دورتموند في منتصف الموسم الماضي قادما من ريد بول سالزبورج النمساوي، سجل اللاعب 85 هدفا في 88 مباراة خاضها مع الفريق بمختلف البطولات، وفرض نفسه كأحد أبرز الهدافين في العالم ليكون النجم الذي تتهافت عليه الأندية الكبرى في أوروبا .. ويترقب عشاق اللعبة ما سيقدمه هالاند في الدوري الإنجليزي الذي يعتبر أقوى الدوريات في العالم.

وخلال الموسم الحالي، نجح 6 لاعبين من مانشستر سيتي في اجتياز حاجز العشرة أهداف في كل المسابقات، وفي مقدمتهم الجزائري رياض محرز الذي سجل 24 هدفا، كما يتصدر رحيم ستيرلنج قائمة هدافي الفريق في الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 12 هدفا، ولكن هذا لم يمنح الفريق لقب دوري الأبطال الذي يصبو إليه منذ سنوات.

وفيما يصدر جوارديولا حكمه على نجاح الفريق من خلال تقييم الأداء الجمالي والاستحواذ على الكرة، ترى إدارة النادي وجماهيره أن النجاح الكبير سيكون من خلال الفوز باللقب الأوروبي الأول .. ولهذا قد يكون ضم هالاند هو القرار المثالي في هذا التوقيت لما يتمتع به المهاجم الشاب من قوة وسرعة وطول قامة وتمركز سليم، وتحرك جيد في المناطق الهجومية أمام مرمى المنافس وكذلك دقة وقوة التصويب على المرمى من أصعب الزوايا.

ويميل هالاند إلى اللعب المباشر على المرمى والتركيز على هز الشباك أكثر من المشاركة مع زملائه في امتلاك الكرة والاستحواذ عليها بشكل مكثف، وربما يمنح هذا فريق مانشستر سيتي المزيد من الأهداف في ظل وجود خط وسط قوي قادر على توصيل الكرة بشكل سريع إلى رأس الحربة، وبالتالي فمن المنتظر أن يكون الأداء أفضل والأهداف أكثر من خلال نجاح جوارديولا في دمج هالاند ضمن أسلوب لعب الفريق.
وسيكون على جوارديولا دفع هالاند إلى المشاركة بشكل أكثر فاعلية في النواحي الخططية في ظل قدرة اللاعب بإمكانياته البدنية وسرعته وتحركاته الدؤوبة على شغل مدافعي الفريق المنافس وإتاحة الفرصة والمساحة لباقي زملائه من أجل هز الشباك، وهذا بالطبع إلى جانب قيامه بدوره الرئيسي وهو تسجيل الأهداف.

ومن المؤكد أن هذا سيكون أكثر إفادة لهالاند على المدى البعيد حيث أكدت الفترة التي قضاها مع دورتموند أنه يعاني أحيانا من تراجع في مستوى اللياقة بسبب ضغط المباريات وكثرة الجهد الذي يبذله داخل الملعب.
ولكن هالاند من خلال التعاون مع باقي زملائه في مانشستر سيتي في إطار استراتيجية جوارديولا سيكون قادرا على تخفيف الضغط البدني على نفسه لاسيما وأن عدد مباريات الدوري الإنجليزي أكثر منها في الألماني وأكثرها قوة كما أن مانشستر سيتي يشارك في عدد من البطولات يفوق نظيره في دورتموند.

ومن المؤكد أيضا أن اعتماد مانشستر سيتي على عدد كبير من اللاعبين المميزين في خط الوسط سيخفف من حاجة هالاند لبذل جهد كبير سواء في الهجوم أو الشق الدفاعي.

جدير بالذكر أن هالاند، الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ 22 في يوليو المقبل، فرض نفسه بقوة على منتخبات النرويج في مختلف المراحل السنية وسبق له أن توج هدافا لمونديال الشباب 2019 برصيد 9 أهداف أحرزها جميعا في مباراة واحدة قاد فيها الفريق للفوز على منتخب هندوراس 12-0 .. كما خاض هالاند 17 مباراة حتى الآن مع المنتخب النرويجي الأول وسجل خلالها 15 هدفا.