مع اقتراب موعد عودة النشاط باتحاد الإمارات للرماية نظم الاتحاد ورشة الإعداد الفني لرماية الخرطوش " تراب واسكيت" والتي شهدت تجاوبا كبيرا محليا وخارجيا وشهدت مشاركة أكثر من 50 شخصا وأكدت أن رماية الخرطوش لم تعد كما كانت في الماضي مجرد رمي و" اجتهاد " بل أصبحت علماً ومع تطور السلاح والأرقام التي وصل  إليها الرماة أصبحت الحاجة ملحة وحتمية  لاستخدام العلم لاستثمار الموهبة والقدرات والفروق الفردية لدى الرماة كل على حدة وقد أحسن الاتحاد صنعا في الاستفادة من هذا الجانب واستثماره بالشكل الأمثل في فترة توقف النشاط بسبب جائحة كوفيد 19 وترجم هذا الاستثمار الى برنامج حافل يضم 16 ورشة عمل لجميع صنوف الرماية أعد بعناية للارتقاء بالمستوى المعرفي لدى الإداريين والمدربين والحكام والرماة ليس على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب بل وبمشاركة عربية واسعة .

ولعل ورشة الإعداد الفني لرماية الخرطوش والتي شهدت مشاركة 55 شخصا من الجنسين يمثلون عشر دول هي الإمارات ومصر والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والعراق والأردن واليمن والمغرب والجزائر والتي نجحت بامتياز تترجم وبصدق الجهود المخلصة التي يبذلها اتحاد الرماية في هذه الفترة العصيبة .
ويرجع نجاح الورشة الى المحاضر الدولي عمرو شرف الذي نقل المعلومات إلى الحضور عبر تقنية  الاتصال بالفيديو من خلال تطبيق برنامج "زوم" بسلاسة وغزارة مستندا إلى عدة مدارس متقدمة "علميا وميدانيا" في مجال الرماية عامة والأطباق خاصة وفي مقدمتها المدرسة الإيطالية والأمريكية والروسية والألمانية ولذلك مرت الورشة التي تجاوزت ساعتين وكأنها دقائق .

البداية تناول المحاضر صنوف الرماية التراب والدبل تراب والاسكيت والزوجي المختلط في التراب بعد تجميد الدبل تراب أولمبيا ثم الأطباق المروحية واستند عمرو شرف إلى أهمية التحليل العلمي للعوامل السبعة الأساسية للرامي والتي تتلخص في وضع الاستعداد والنداء على الهدف وبداية الحركة والوصول إلى الهدف وتجاوز الهدف وسرعة سحب الزناد والمتابعة للهدف ثم العودة إلى وضع الاستعداد مشيرا إلى أن هذه العوامل مجتمعة تشكل طريقة أداء الرامي "بصمة تعريف الرامي" وأن البند الأول وهو وضع الاستعداد يشكل 80 % من الأداء العام للرامي .

وقام المحاضر بتناول وضع الاستعداد بالتحليل الفني منوها إلى أن هناك سبعة عناصر أيضا وهي وضع الجسم ووضع الذراعين والأيدي ووضع السلاح في حضن الكتف ووضع الرأس وومكان توجيه البندقية ومكان تثبيت العين متناولا ثلاثة أوضاع هي الوضع المعياري وهو الأفضل والوضع القائم ووضع الجثو وسرد أمثلة واقعية لأبطال عالميين منوها إلى أن لكل قاعدة شواذ فقد يكون وضع الاستعداد لدى رام مختلفا تماما ويتميز بالصعوبة عن باقي زملائه إلا أنه اعتاد عليه وتفوق عليهم  .

وكان عمرو شرف قد تناول التحليل لكل جزئية بالصور والأمثلة الميدانية في كل من التراب والاسكيت ولم يترك شاردة إلا وعرج عليها مثل طريقة الضغط على الزناد وأهميتها وطريقة وضع اليد الأمامية ومسافتها ووضع البندقية في الكتف وطريقة التركيب في التراب وتثبيت البندقية على الأبراج في الاسكيت واتزان البندقية "زاوية النتر" ووضع القدمين وتأثيرهما على مركز الثقل واختيار طول الماسورة وغيرها من الأمور الفنية إلى جانب التغذية ونسبة الأوكسجين في الدم وتأثيرهما على مدى رؤية الرامي للطبق وقوة التركيز .