تعطّل الحوار برا وبحرا وجوا في تونس

اتحاد الشغل: نجاح الإضراب بنسبة فاقت 96 بالمئة

اتحاد الشغل: نجاح الإضراب بنسبة فاقت 96 بالمئة

--الطبوبي: لبّ الموضوع... اتفاق صندوق النقد الدولي

نفذت المركزية النقابية في تونس أمس الخميس، إضراباً عن العمل في القطاع العام رداً على رفض الحكومة مطالبه بزيادة رواتب العمال والموظفين، وأُلغيت كل رحلات الطيران وتوقفت وسائل النقل العمومي وأُغلقت معظم مكاتب البريد
   وأكّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، خلال كلمة ألقاها ، أنّ الإضراب في القطاع العام نجح بنسبة 96 فاصل 22 بالمئة.

   وقال الطبوبي في كلمة ألقاها أمام تجمّع عمّالي أمام المقرّ الوقتي للاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة الإضراب العام بالقطاع العام، إنّ “العمال ضربوا اليوم موعدا مع التاريخ رغم الهجمة التي تستهدفهم من قبل الميليشيات والمرتزقة».
   وقال الطبوبي، إن نسبة النجاح منقطعة النظير للإضراب العام في القطاع العام، والتي بلغت 96 فاصل 22 بالمائة، “كذّبت كل المشككين”، وسفّهت من أسماهم بـ “الصبايحية” الذين يقدمون خدمات مجانية للسلطة، بحسب تعبيره.
   وحذّر الطبوبي، في تصريح إعلامي عقب التجمع العمالي، من محاولات تكميم الأفواه ومصادرة الحق المشروع في الإضراب، وهو ما سيجبر الاتحاد على خوض معارك أخرى، وفق قوله.

   من جانب آخر أعرب الطبوبي عن مساندة الاتحاد لكافة التحركات النضالية، بما في ذلك تحركات القضاة، منددا بما وصفه بـ “شيطنة صورة القاضي”، ووصمهم بالفاسدين، ومضيفا القول “إذا كان كل الناس فاسدين، ارموا بكل الشعب في البحر واتوا بشعب آخر».    وردا على تصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة نصر الدين النصيبي، الاربعاء، قال فيه ان الحكومة اتفقت مع اتحاد الشغل منذ شهر مايو الماضي، على تطبيق الاتفاقيات “البالغ قيمتها 1000 مليار” في حدود عام 2024، قال نور الدين الطبوبي “أتحدّاه أن ينشر محضر الجلسة الذي يفيد بهذا الاتفاق».

  وحذر نور الدين طبوبي من أي محاولة للمس من حق الإضراب. وقال: “مؤخرا تم نشر وثيقة بإحدى الصحف عن مشروع دستور... وأقول حذار من أي محاولة للمس بحق الإضراب وعليهم الاعتبار من التاريخ».
  واعتبر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أنّ الحوار الوطني المقامّ في دار الضيافة لا يمثّل مخرجا أو حلاّ لتونس. وقال: “رفضنا المشاركة في الحوار لأنّنا لا نرى فيه أيّ حلّ لتونس».

  وألمح نور الدين الطبوبي الى اتخاذ إجراءات ضد نقابيين اتهمهم بالتقرب من السلطة القائمة على حساب منظمتهم، مذكرا بأن الفترة الحالية هي فترة فرز داخل الاتحاد، وبان اية محاولات لضربه لن تزيده الا قوة.
   وقال الطبوبي انه ليس هناك مكان داخل الاتحاد لمن أسماهم بـ “الوشاة” ممن قال إنهم يقومون بدور مستشارين في حواشي القصر، واصفا النقابيين بالأحرار وبأسود النضال.

   ونعت الطبوبي من اصطفوا ضد منظمتهم دون أن يسميهم بـ “الوشاة” و”الانتهازيين” و”المخاتلين».
   وأكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، ان المكتب التنفيذي سيجتمع خلال الساعات القادمة وسيتم دعوة الهيئة الإدارية الوطنية للانعقاد من اجل تحديد الخطوات الاحتجاجية القادمة.

   وأشار نورالدين الطبوبي، في تصريح اعلامي الى، أنّ “ضغطا مسلّطا على اتحاد الشغل بسب رفضه للإصلاحات المضمّنة في اتفاقية صندوق النقد الدولي”، قائلا: “لبّ الموضوع، كلّ الضغوطات مسلّطة على الاتحاد... تعالى وقّع معانا اتفاقية صندوق النقد الدولي، مطالبا الحكومة باطلاع الاتحاد بصفة رسمية على الوثيقة التي تقدّمت إلى النقد الدولي بجميع تفاصيلها.

   من جهته، أكد الأمين العام المساعد والناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري أمس الخميس على أن مواصلة التفاوض مرهون في تفاعل الحكومة، مشيرا إلى أن الاتحاد سيصعد إذا لم تتفاعل الحكومة مع مطالبه الـ 5 المتعلقة بتطبيق الاتفاقيات السابقة والتراجع عن المرسوم عدد 20 والترفيع في الأجر الأدنى وغيرها. وبيّن أن التصعيد سيشمل إضرابا عاما في الوظيفة العمومية وقد يصل إلى إضراب عام في كل القطاعات.

   ودعا الطاهري الحكومة إلى تحكيم العقل وتغليب مصلحة البلاد والعودة إلى المفاوضات والاستجابة لمطالب الشغالين والعمال، مبينا أنه في حال تواصلت سياسة التسويف والمماطلة من طرف الحكومة فإن الاتحاد سينفذ إضرابا في الوظيفة العمومية ثم سينفذ إضرابا في القطاع العام والوظيفة العمومية معا وفق تعبيره.