ضمن فعاليات ملتقى (تطوع الغد الإفتراضي)

اتيكيت العمل التطوعي في جلسة لـ (كلنا الإمارات)

اتيكيت العمل التطوعي في جلسة لـ (كلنا الإمارات)


يواصل ملتقى (تطوع الغد الإفتراضي) الذي تنظمه جمعية كلنا الإمارات جلساته الهادفة التي تسلط الضوء على ثقافة التطوع وقيمته الاجتماعية والوطنية وكيفية إدارته ودوره الهام خلال الأزمات والطوارئ والظروف الخاصة.
وفي اليوم الرابع للملتقى الذي ينفذه فريق كلنا الإمارات الثقافي، عن طريق تقنية "الإتصال المرئي" واختتم أعماله أمس الخميس، ركز الملتقى في جلسته الرابعة على موضوع (اتيكيت العمل التطوعي) ودور هذه الثقافة في إنجاح الأعمال التطوعية وترك آثار إنسانية مميزة في نفوس كافة الشرائح والمجتمعات التي يستهدفها العمل التطوعي.

وتحدث خلال الجلسة المهندس خالد حبيب العطار، مؤسس مبادرات قدها شباب، وحظيت الجلسة بمتابعة واسعة من الجمهور والمهتمين بشؤون وثقافة التطوع في الإمارات ومن كافة الجنسيات.
وتحدث العطار عن ثقافة الاتيكيت في العمل التطوعي، أسسها وأساليبها ودورها وآثارها وضرورة التزام المتطوع بها، وقال: إن الاتيكيت أسلوب حياة ولا يختلف في العمل التطوعي عنه في الحياة العامة وأن المتطوع هو الذي يسخر نفسه طواعية لمساعدة ومؤازرة الآخرين للقيام بعمل بنّاء يخلق روح الإنسانية في المجتمعات المختلفة ولذلك فإن هناك ارتباط كبير بين فن الاتيكيكت والعمل التطوعي؛ فالاتيكيت هو فن الخصال الحميدة والسلوك بالغ التهذيب.

وأكد أن الاتيكيت لا يخالف المنطق ولا يحتاج إلى تدريب فهو خصال حميدة موجودة في مجتمعنا من خلال احترام النفس البشرية وتقديرها وإذا كان العمل التطوعي من أرقى الأعمال الإنسانية فمن الواجب أن يؤدى هذا العمل باحترام النفس البشرية.

وأوضح العطار أن الاتيكيت يساعد بشكل كبير في التعبير عن الذات والمجتمع فالانسان مجرد أن يدخل في العمل التطوعي يكون سفيرا لبلده ونفسه وبيته، ولذلك يجب أن يكون خير ممثل لدولته. وتناول مفاهيم الاتيكيت في القرآن والسنة بالآيات والأحاديث وأكد أن الدين الإسلامي هو أكثر دين يراعي الخصال الحميدة، وأشار إلى أن هناك حدود للاتيكيت بحيث لا يتجاوز القرآن والقانون والعادات والتقاليد وأن أي شيء يخالف القوانين والعادات والتقاليد يلغى ولا يطبق وهذا ما يجب أن يطبق اتيكيت العمل التطوعي.

وفي حديثه عن عناصر وأوجه الاتيكيت قال المهندس خالد العطار: أن المجاملة من أهم عناصر الاتيكيت بحيث لا تتجاوز حاجز الكذب ولا تنزل إلى مستوى غلظة القلب، يجب أن تكون مجاملا صادقا. كما تحدث عن آداب الاتيكيت وأكد أن من آدابه أن يكون المتطوع بشوشا مبتسما وأن يتمتع بالبساطة بحيث يرتدي ملابسا تراعي ظروف ومشاعر الجهة التي يخدمها وأن يظهر بمظهر لائق ليس فيه تكلف أو استعراض. وأكد على ضرورة ارتداء اللباس الوطني خلال تنفيذ الأعمال التطوعية وابراز الهوية الوطنية بحيث يكون المتطوع خير سفير لبلده أينما ذهب. وشدد على أن البساطة من الأمور المحببة عند كثير من الناس وأشار إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات ضربت أفضل الأمثلة في البساطة ويجب أن نقتدي بقيادتنا الرشيدة.

وأوضح أهمية احترام المواعيد في اتيكيت العمل التطوعي والحياة العامة، وضرورة الاعتذار عند الخطأ، مؤكدا أن الاعتذار ليس عيبا وهو من شيم الرجال. ثم تحدث عن طرق المصافحة والعادات التي يجب على المتطوع عدم ممارستها وهي العبث ولمس كل ما يرتبط بالأنف والفم والآذن، كما أشار إلى بعض العادات التي تعتبر عيبا في ثقافة الاتيكيت مثل وضع المكياج في الأماكن العامة ومضغ اللبان، طلاء الأظافر، التحدث أثناء مضغ الطعام، خلع الحذاء بدون حاجة، وعدم تغطية الوجه أثناء العطس والسعال.
كما أشار العطار إلى أن إجادة الحديث من الضروريات المهمة بالنسبة للمتطوع لأنه يمثل قدوة وواجهة في المجتمع، لذلك يجب أن يكون لديه مهارات بالحديث وأهمها الأسلوب في الكلام بحيث يكون نابع من أعماق النفس البشرية، وعدم التحدث بأكثر من لغة أو لهجة فخلط اللغات أو اللهجات ليس من باب الاتيكيت.
كما بيّن أهمية الإنصات والاستماع التي تعد من أساسيات العمل التطوعي حيث يجب على المتطوع الإنصات أكثر من الكلام وأن يطبق مقولة (خير الكلام ما قلّ ودلّ).

كما تناول العطار مفهوم الإخلاص في العمل التطوعي والصدق مع النفس وعدم البحث عن الشهرة أو التكريم، وغرس هذه المفاهيم وتعليمها للأطفال منذ نشأتهم، مؤكدا أن المغفور له الشيخ زايد بن سطان، طيب الله ثراه يعد قدوة ومثلا أعلى في هذا الجانب فلا أحد يعلم كمية العمل الخيري الذي قام به على مستوى العالم، ويجب علينا أن نقتدي بنهجه.

وفي ختام محاضرته، تحدث المهندس خالد العطار، عن ضرورة فهم العمل التطوعي واكتشاف الفرد لقدراته في العمل التطوعي والتعلم بالطريقة الصحيحة من تجارب من هم أكبر وأكثر خبرة، فالعمل التطوعي فيه كمية فرص هائلة لتعلم المهارات وأن التركيز في مشاريع العمل التطوعي سوف تفتح للمتطوع باب رزق وباب خير. وقدم العطار النصيحة للمتطوع بالقول: (قبل الإقدام على العمل التطوعي ثقف نفسك وتمعن بالمفهوم الحقيقي للعمل التطوعي وابني مفهومك الشخصي للعمل التطوعي وابحث عن المجال الذي تجد لديك شغف به، وابني نفسك من خلال التطوع).

من جانبه، أثنى السيد عبدالله العلي، عضو مجلس  إدارة جمعية كلنا الإمارات، المشرف العام على الملتقى، على النجاح الذي حققه الملتقى عامة والجلسة الخاصة بثقافة الاتيكيت وأشاد بأداء المحاضر وكثافة الحضور واهتمام الجمهور بحضور ومتابعة جلسات الملتقى ما يؤكد على ارتفاع نسبة الوعي والمعرفة بثقافة العمل التطوعي لدى الجمهور وأهدافه وثماره التي تعود بالنفع على المجتمعات والأسر والأفراد، مؤكدا أن هذا الملتقى سوف يعزز مفهوم العمل التطوعي ويساهم في غرس حب العمل التطوعي والأعمال الإنسانية في النفوس لتبقى ثقافة راسخة ومتجذرة في مجتمع الإمارات وطن التسامح والإنسانية والقيم العليا.