الأول على مستوى الدولة والمنطقة

اجتماعية الشارقة تطلق برنامجا مهنيا لكبار السن

اجتماعية الشارقة تطلق برنامجا مهنيا لكبار السن


للمرة الأولى على مستوى الدولة، تطلق دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة برنامجا مهنيا لكبار السن بالتعاون مع مركز التعليم المستمر والتطوير المهني في جامعة الشارقة، والذي يعد البرنامج الجامعي الأول للجامعة أيضا.
وبالفعل تم ترشيح 24 مسن ومسنة من دار رعاية المسنين التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية صاحبة فكرة البرنامج، تتراوح أعمارهم بين 60- 75 من المستفيدين من خدمات الدائرة، للانضمام إلى البرنامج.
 
الأول من نوعه
وتشرح مريم القطري مدير دار رعاية المسنين عن البرنامج وتفاصيله، قائلة، الحمدلله نحن على مشارف الانتهاء من المرحلة الأولى، والتي تعد من ضمن استراتيجية الدائرة بإطلاق برنامج تعليم للمنتسبين من كبار السن لدى الدائرة، وهذه المرحلة والتي كانت بعنوان "صحتي حياتي" تقضي إلى مرحلة البرنامج المهني، بعد التأكد من نجاحها وفعاليتها للطلبة من كبار السن، والتي بحقيقة الأمر تبشر بالخير، كون ردود الفعل جيدة جدا، وفي هذه الحالة سيتم بإذن الله اعتماد وتنفيذ البرنامج الأول من نوعه على مستوى الدولة، من الإدارة العليا لدائرة الخدمات الاجتماعية تحت عنوان برنامج كبار السن كوننا نأمل في استمرار هذا التوجه المهني الأكاديمي لكافة كبار السن مستقبلا.
 
خدمة نفسه بنفسه
والهدف من طرح البرنامج، بحسب القطري، هو خدمة كبير السن بنفسه بالدرجة الأولى، ورفع مستوى الاستقرار النفسي والتمكين الأسري لدى المشاركين من كبار السن من خلال إكسابهم المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق متطلبات الاستقرار والتمكين ما يسهم في رفع كفاءة أسرهم أو مؤسساتهم التي سينتمون إليها وتحقيق هدفها الأسمى في بناء مجتمع آمن ومستقر. وكذلك رفع ثقافتهم للحياة الاجتماعية والأسرية بناء القدرات الفكرية للتطوير المستمر لحياة أفضل، وأن يكونوا أشخاص فاعلين في المستقبل، إضافة إلى أمور أخرى.
 
تجربة ناجحة
وبدوره رأى الدكتور راضي الزبيدي مدير مركز التعليم المستمر والتطوير المهني، أن برنامج "صحتي حياتي" كان تجربة ناجحة لمركزنا كونه متفرد وله هوية خاصة، وشرح أن البرنامج يتضمن ثلاث محاور وهي: الصحة العامة ويندرج تحتها الصحة التغذوية لكبار السن، ومفهوم الغذاء الصحي وتطبيقاته، الحفاظ على وزن صحي، والتغذية وصحة العظام لدى كبار السن.
كما يتضمن الاحتياجات الغذائية لكبار السن ويندرج تحتها السلوكيات الغذائية الصحيحة التي تعزز صحتهم، والمكملات الغذائية، والتحديات الصحية والتغذوية.
ويتعلق المحور الثاني بالصحة النفسية وتغيراتها مع تقدم العمر ومظاهر الاضطرابات النفسية وكيفية التخلص منها، والأخطار الصحية الناجمة عن الضغوط النفسية وقدرة الفرد على مواجهة الأزمات المختلفة، والمحور الثالث يتعلق بصحتهم البدنية وكيفية الاعتناء بها والأنشطة المناسبة وتعزيز الكتلة العضلية وسلامة العظام. وأشار الزبيدي بأن البرنامج طبق بطريقتين افتراضية لكبار السن المقيمين في مناطق بعيدة مثل خورفكان ودبا الحصن وكلباء والزيد، أما بقية الطلبة فداوموا على مقاعد الدراسة لمدة 16 ساعة مقسمة على يومين بالأسبوع بمعدل ساعتين.    
 
ينسجم وتوجهات الشارقة
أما الدكتور طارق عسيلي المشارك بالبرنامج، فقال أنه تفاجئ بإقبال كبار السن على البرنامج وشعورهم بالرضا عنه والاهتمام بالحضور والمشاركة وطرح الاسئلة، وأنه استفاد منها شخصيا، وعلى الصعيد الثاني أكد بأن البرنامج يعزز من لقب الشارقة مدينة مراعية للسن، والأهم من ذلك هو انسجامه مع توجهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الأخيرة والتي قدمت حلولا جديدة لكبار السن بالإمارة تساعدهم ماديا ومعنويا ومعيشيا.
وأعقب قائلا: بأن الاهتمام بكبار السن له فائدة على الدول، ومن شأنه التقليل من الكثير من الميزانيات والمصاريف خاصة في مجال الطبابة والأدوية، فالاهتمام بالصحة والتغذية يخفف من مرض كبار السن، ولا يعودون بحاجة إلى شراء الأدوية وإجراء العمليات، كما وأن تمكينهم من الاهتمام بصحتهم وممارسة الرياضة يمكنهم من استكمال أعمالهم ودورهم في الحياة العملية ما يزيد من انتاجياتهم وعدم إتكالهم على الدولة أو على الآخرين، لذا فالبرنامج يلبي كافة هذه المستلزمات.
 
توجه سبق الحكومات
من جانب آخر ثمن الدكتور رياض شاكر عبيد رئيس قسم التغذية العلاجية والحميات في كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، المشارك في البرنامج على أهمية طرحه لما له من تأثيرات إيجابية على كبار السن، وقال: دخلنا بمرحلة حياتية مختلفة فيها الاعتماد الكثير على التكنولوجيا بحيث أطلق على هذا العصر عصر الكسل، لأن جزء كبير منا يعمل من وراء مكتبه. وبالتالي فإن كبار السن، هم فئة حساسة ويجب الانتباه كثيرا على غذائها الصحي، وممارستها للرياضة.
وأضاف، بتصوري أن الجهات المعنية بكبار السن بالدولة وفي مقدمتهم دائرة الخدمات الاجتماعية، التفت إلى كبار السن بنظرة مختلفة، ولم تكتفي  برعايتهم صحيا بل التفت إلى جانب مهم وهو تمكينهم من خدمة أنفسهم لكي يكملوا حياتهم بفاعلية وإنتاجية وبمشاركة بالمجتمع واستغلال مقدراتهم وخبراتهم وإخراجهم من عزلتهم بإعادتهم إلى الحياة المجتمعية والاختلاط بالمجتمع. وهذا التوجه للمؤسسات المعنية سبق التوجهات الحكومية أو الرسمية بالدولة.
 
نظام حياتي مختلف
وبالنسبة للبرنامج، قال، أن فئة كبار السن هي فئة مهمة بالمجتمع، وبالتالي عندما يتعلق الأمر بسلامة صحتهم، فهم يحتاجون إلى برنامج غذائي مختلف عما نقدمه للمراحل العمرية الأخرى مثل الشباب. فعند التقدم بالعمر تتغير العمليات الفيسيولوجية عن عملها بفترة الشباب ويختلف نظامها الغذائي. وهذا التغيير يندرج تحته الكثير من المتغيرات بالجسم مثل احتياجاته للطاقة وتطوير العضلات ومعدل الدهون ونسب الكاربوهيدرات والمعادن والدهون والفيتامينات والبروتينات. والبرنامج الذي قدمناه يعرف كبار السن على التغذية الصحيحة وكيفية حسبة الاحتياج لكل المواد الغذائية والانتباه والابتعاد عن الاغذية المضرة والعادات السيئة مثل التدخين، معقبا بالقول أن التجاوب من قبل الطلبة كان لافتا، بل أن معظمهم لديهم معلومات صحية لكنها تحتاج إلى تنظيم.