تظاهر عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في مدينة كراتشي، أكبر مدن باكستان، في إطار حملة للإطاحة برئيس الوزراء عمران خان الذي يقول المعارضون إن الجيش وضعه في هذا المنصب بعد انتخابات مزورة عام 2018. وهذه هي ثاني مظاهرة حاشدة في كراتشي في ثلاثة أيام تنظمها حركة باكستان الديمقراطية التي شكلتها تسعة أحزاب معارضة رئيسية لتدشين حملة مناهضة للحكومة في مختلف أنحاء البلاد. وتعاني باكستان في ظل حكم خان من رقابة متصاعدة على وسائل الإعلام وتشهد حملة على المنشقين والمنتقدين والمعارضة. لكن الحملة المناهضة له سعت إلى الاستفادة من الاستياء من إدارته للاقتصاد الذي كان يتراجع بشدة حتى قبل جائحة فيروس كورونا. وقالت مريم نواز ابنة نواز شريف، الذي تولى في السابق رئاسة الحكومة ثلاث مرات، ووريثته السياسية خلال الاحتجاج “سلبتم الناس وظائفهم. سلبتم الشعب قوت يومه». وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين ألقت الشرطة القبض على زوجها محمد سافدار بعد بلاغات من حزب “تحريك إنصاف” الذي يتزعمه خان بأنه رفع شعارات سياسية في ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح، وهو ما يُعد مخالفة قانونية. وقالت مريم نواز على تويتر “اقتحمت الشرطة غرفتي في الفندق الذي أقيم فيه بكراتشي وألقت القبض على الكابتن سافدار”. وقال متحدث باسم حكومة الإقليم إنها لم تصدر أوامر للشرطة بذلك. وخلال احتجاج الأحد، تبادلت مريم نواز المنصة مع بيلاوال بوتو زرداري التي شغلت والدتها الراحلة بينظير بوتو منصب رئيس الوزراء مرتين. وقالت بيلاوال التي يحكم حزبها، حزب الشعب الباكستاني، كراتشي الواقعة في جنوب البلاد “فلاحونا جائعون في بيوتهم... شبابنا ساخطون”. ولمست رسالتها وترا لدى أنصار المعارضة في دولة تعاني حاليا من معدل تضخم في خانة العشرات وانكماش اقتصادي. وقال متظاهر يدعى فقير بلوخ (63 عاما) في مظاهرة كراتشي “التضخم قصم ظهر المواطنين الفقراء وأجبر كثيرين على التسول لإطعام أطفالهم... حان الآن وقت رحيل هذه الحكومة”. وفي تلك الأثناء كان المحتجون يهتفون “ارحل يا عمران ارحل». ومن المقرر أن تجري باكستان الانتخابات المقبلة عام 2023. ونظمت المعارضة يوم الجمعة احتجاجا حاشدا في مدينة جوجرانوالا في إقليم البنجاب بشرق البلاد وهو معقل لحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف. واتهم شريف الذي تحدث إلى الحشد عبر الفيديو من لندن قائد الجيش قمر جاويد باجوا بتزوير انتخابات 2018 وتدبير الإطاحة به في عام 2017 قائلا إن اتهامات الفساد التي وجهت إليه ملفقة.


ولم يصدر بعد رد عن الجيش، الذي ينفي التدخل في السياسة، على اتهامات شريف. ودافع خان، الذي ينفي مساعدة الجيش له، عن المؤسسة العسكرية وهدد يوم السبت بشن حملة جديدة على قادة المعارضة.