رئيس الدولة ورئيس تشاد يؤكدان العمل على تعزيز السلام والاستقرار والتنمية لدول المنطقة
اختتام المنتدى العالمي للإنتاج المحلي في أبوظبي
اختتمت أمس الأول فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى العالمي للإنتاج المحلي، والتي أقيمت تحت شعار "تعزيز الإنتاج المحلي من أجل العدالة الصحية والأمن الصحي العالمي والتنمية المستدامة".
وفي ختام فعاليات المنتدى، تم تسليم شعلة الاستضافة رسميًا إلى جمهورية إندونيسيا، التي ستحتضن الدورة الرابعة من المنتدى العالمي للإنتاج المحلي في عام 2026.
وشهد المنتدى، الذي أقيم خلال الفترة من 7 إلى 9 أبريل الجاري في مركز أدنيك أبوظبي، مشاركة واسعة من كبار المسؤولين وقادة الأعمال والخبراء التقنيين والصناعيين في مجال الرعاية الصحية والصناعات الدوائية من مختلف أنحاء العالم.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للدواء، في كلمته الختامية، أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها مركزا عالميا رائدا في مجال الابتكار الدوائي والتقنيات الصحية، مشددًا على أن الإنتاج المحلي لم يعد مجرد أولوية صحية، بل أصبح ضرورة تنموية إستراتيجية.
وقال معاليه إن استضافة هذا المنتدى العالمي بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية يعكس التزام دولة الإمارات العميق بتوسيع قدرات التصنيع المحلي، ودعم منظومات البحث والتطوير، والحفاظ على أعلى معايير الجودة في إنتاج وتوزيع المنتجات الطبية.
وأضاف أن إستراتيجيتنا الوطنية للابتكار المتقدم تُمكننا من دمج التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتصنيع الذكي، في جميع مراحل إنتاج الرعاية الصحية، مع الالتزام بالاستدامة البيئية.
وأكد أن التعاون الدولي الهادف هو الطريق لتحقيق التغيير البنّاء، ويمكن من خلال ربط الاستثمار بالابتكار والسياسات بالتأثير، بناء منظومة صحية أكثر شمولاً ومرونة تخدم المجتمعات في كل مكان.
من جانبها، أكدت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، مدير عام مؤسسة الإمارات للدواء، أن المنتدى شكّل منصة عالمية لترسيخ التزام الإمارات ببناء منظومات دوائية مرنة ومبتكرة، قادرة على الاستجابة الفعالة للاحتياجات الصحية المتغيرة.وقالت إن استضافة الدولة لهذا المنتدى تعد دليلاً على ما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور في قطاع التصنيع الدوائي، مؤكدة أن الاستثمار في القدرات المحلية هو السبيل لضمان الأمن الصحي والعدالة في الوصول إلى العلاج.
من ناحيتها قالت الدكتورة يوكيوكو ناكاتاني، مساعد المدير العام لشؤون إتاحة الأدوية والمنتجات الصحية في منظمة الصحة العالمية، إن المنتدى يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه الأنظمة الصحية العالمية تحديات متزايدة في سلاسل التوريد والوصول العادل وفي الوقت المناسب إلى المنتجات الصحية الأساسية، ويمثل تعزيز الإنتاج المحلي ركيزة أساسية في بناء نظم صحية أكثر مرونة، وتُعد الإمارات نموذجاً يحتذى في هذا المجال .
وشهدت فعاليات المنتدى عقد جلسات ومناقشات ثرية تناولت 8 محاور رئيسة، منها تعزيز منظومات الإنتاج المحلي: السياسات والأطر التنظيمية والأسواق ورأس المال البشري، وإستراتيجيات مبتكرة لتمويل واستثمار منظومات الإنتاج المحلي، وتعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا لدعم الإنتاج على امتداد سلسلة القيمة.
وشاركت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي في جلسة حوارية تناولت موضوع "توطين الابتكار الدوائي"، بحضور مجموعة شركات فارماج التي تضم 29 شركة أدوية عالمية متخصصة في البحث والتطوير، إلى جانب رابطة ميكوميد التي تمثل نحو 70 شركة في قطاع الأجهزة والمعدات الطبية.
و استعرضت سعادتها خلال الجلسة رؤية مؤسسة الإمارات للدواء الهادفة إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزا عالميا للابتكار الدوائي، من خلال جذب المواهب والتقنيات والاستثمارات، وتعزيز هذا القطاع الحيوي الذي يتجاوز دوره كمحرك للنمو والتنوع الاقتصادي والتحول نحو اقتصاد المعرفة، ليصبح دعامة أساسية لضمان كفاءة ومرونة النظام الصحي في مواجهة التحديات المستقبلية.
من جانبها استعرضت الدكتورة أسماء إبراهيم المناعي المديرة التنفيذية لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة – أبوظبي، رؤية أبوظبي الإستراتيجية للابتكار الصحي، مؤكدة التزام الإمارة بتعزيز ريادتها في البحث والتطوير، والتجارب السريرية، وتطوير التكنولوجيا الصحية.
و أشارت إلى مجموعة من المبادرات المستقبلية، بما في ذلك تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتحديث الأنظمة التنظيمية، واعتماد الحلول الصحية المعتمدة على البيانات، منوهة بالأداء المتميز للدولة خلال جائحة كوفيد-19، حيث تم تصنيف أبوظبي كأكثر مدينة مرونة في إدارة الأزمات الوبائية، مشيرة إلى أن الإمارات عملت على تيسير تسليم وإدارة أكثر من 260 مليون جرعة من اللقاحات للدول المحتاجة، مما يظهر تضامنها العالمي. وضمن جولاتها واجتماعاتها مع المصانع الطبية المحلية، عقدت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي اجتماعًا مع إدارة مصنع "أدكان"، تم خلاله مناقشة سبل التنسيق والتعاون بين المؤسسة والمصنع، بهدف تعزيز استدامة وتطوير التصنيع المحلي ودعم قطاع المصانع الطبية.
وشارك في المنتدى العالمي للإنتاج المحلي، 4077 مشاركا من 141 دولة ، بجانب 16 وزيرا و 229 متحدثًا دوليًا من الجهات الحكومية، والمنظمات الصحية، والقطاع الخاص.