استثمارات أوروبا العسكرية.. خطوة حاسمة لتحقيق استقلالها الدفاعي

استثمارات أوروبا العسكرية.. خطوة حاسمة لتحقيق استقلالها الدفاعي


تمضي أوروبا بخطى متسارعة نحو تعزيز استقلالها الدفاعي، من خلال ضخ استثمارات ضخمة في الصناعات العسكرية، وسط تصاعد التهديدات الأمنية على حدود الاتحاد الأوروبي.
اعتبر خبراء، أن الاستثمارات الأوروبية في الصناعات الدفاعية تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقلالية الاستراتيجية، خاصة في ظل تنامي التهديدات الأمنية على حدود الاتحاد الأوروبي.
وتسعى أوروبا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، عبر ضخ مليارات اليوروهات في الصناعات العسكرية، وذلك في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا ، وفقًا للخبراء.
وقال الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، الدكتور جان بيير لوران، إن الاستثمارات الأوروبية في الصناعات الدفاعية تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقلالية الاستراتيجية. وأشار في حيدثه لـ»إرم نيوز» إلى أن «هذه الاستثمارات ليست فقط رد فعل على التهديدات الحالية، بل هي أيضًا استثمار في مستقبل أوروبا كقوة دفاعية مستقلة». بدورها، قالت الباحثة في مركز الدراسات الأوروبية (CEU) الدكتورة ماري كلير دوبوا: إنه «من دون تنسيق فعال، قد تؤدي هذه الاستثمارات إلى تكرار الجهود وإهدار الموارد».
وشددت في حديثها لـ»إرم نيوز» على ضرورة أن يكون هناك استراتيجية موحدة لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه الاستثمارات».
وأكدت دوبوا أهمية التنسيق بين الدول الأوروبية في مجال الصناعات الدفاعية، موضحة أن أوروبا تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال استثمارات ضخمة في الصناعات العسكرية، مدفوعة بالتحديات الجيوسياسية المتزايدة.
من ناحيته، قال الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) الدكتور جان-لوك مارتان، إن هذه الاستثمارات تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الدفاعية الأوروبية. وأشار في حديثه لـ»إرم نيوز» إلى أن «أوروبا تدرك الآن ضرورة الاعتماد على نفسها في تأمين دفاعها، خاصة في ظل التحديات الحالية».
من جهته، رأى الخبير الفرنسي ميشيل ديلان، الباحث في مركز «مونتين» للدراسات الاستراتيجية، أن «التحول الأوروبي في مجال الدفاع لا يُمكن عزله عن إعادة تشكيل موازين القوى الدولية».
ولفت في حديثه لـ»إرم نيوز» إلى أن «الاتحاد الأوروبي لم يعُد مجرد تكتل اقتصادي، بل أصبح فاعلًا جيوسياسيًا يسعى لتأمين حدوده والدفاع عن مصالحه».

جيش أوروبي موحد
وتتسابق الدول الأوروبية في رفع ميزانياتها الدفاعية، حيث أعلنت ألمانيا عن تخصيص 100 مليار يورو إضافية لتحديث جيشها، في حين شرعت بولندا في شراء أنظمة دفاع جوي وصواريخ طويلة المدى متقدمة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. كما أعلنت فرنسا في مارس/ أذار الماضي، عن تخصيص حوالي 1.7 مليار يورو إضافية لدعم شركات الدفاع. وأطلق الاتحاد الأوروبي، خطة «الاستعداد 2030/Readiness 2030»، الرامية إلى تعبئة ما يصل إلى 800 مليار يورو لتعزيز البنية التحتية الدفاعية الأوروبية. ولم تعد فكرة «جيش أوروبي موحد» مجرد شعار سياسي كما كانت في العقود الماضية، بل بدأت تكتسب زخمًا ملموسًا في ظل الأزمات المتلاحقة، من الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد في الشرق الأوسط والتوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي. ويرى العديد من المحللين أن هذه الاستثمارات الكبرى لا تقتصر فقط على تحديث العتاد العسكري، بل تُشكّل خطوة أولى نحو بناء اتحاد دفاعي أوروبي فعّال، قادر على العمل بشكل مستقل أو ضمن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بحسب الحاجة.