اسطنبول تطلق اسم مؤيد للنازية ومؤيد للإبادة العرقية على حديقة عامة

اسطنبول تطلق اسم مؤيد للنازية ومؤيد للإبادة العرقية على حديقة عامة

أطلقت مدنية اسطنبول اسم كاتب اشتهر بمناصرة الحركة النازية المعادية للسامية على حديقة عامة فيها.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن اسطنبول أطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني)، حديقة حسين نيهال أتسز، توفي في 1975، أحد الكتاب الأتراك المعروفين بعنصريتهم ونزعتهم النازية والمعادية للسامية.

ونقلت الصحية أن الصحافي والباحث التركي البارز في معهد غاتستون، أوزاي بولوت، عمد إلى توثيق عدد من خطابات أتسز ضد اليهود.
ومن أشهر ما نُقل عن أتسز أن “اليهودي هنا مثل اليهودي الذي نراه في كل مكان. ماكر، وقح، خبيث، جبان، لكنه انتهازي، الحي اليهودي هو مركز الصخب والضجيج والقذارة هنا حيث الأحياء اليهودية في كل مكان آخر... لا نريد أن نرى هذه الأمة الغادرة والفاسدة من التاريخ كمواطنين بيننا بعد الآن».

وتابع “المخلوق اليهودي في العالم لا يحبه أحد غير اليهود والضعفاء، إن عبارات في لغتنا على سبيل المثال، مثل اليهودي، لا تتصرف مثل اليهودي، يهودي بازار، “لتبدو مثل كنيس يهودي، ... تُظهر القيمة التي يعطيها جنسنا لهذه الأمة الحقيرة».
وحسب جيروزاليم بوست، تعكس كتابات أتسز النهج المعادي للسامية الذي اشتهر به  أدولف هتلر.

وكتب أتسز في 1934 “بما أن الطين لن يكون حديداً حتى لو وضع في الفرن، فلا يمكن أن يكون اليهودي تركياً مهما حاول ذلك».
وتابع “التتريك امتياز. لا يُمنح للجميع، وخاصة لمثل اليهود ... إذا غضبنا، فلن نبيد اليهود فقط كما فعل الألمان، بل سنذهب إلى أبعد من ذلك».
وتكشف المحاضرة في جامعة بار إيلان، إفرات أفيف ، أن “لأتسز العديد من المعجبين في تركيا اليوم. يقيم شباب من حزب İyi Parti في اسطنبول تظاهرات لإحياء ذكراه واجتذاب مؤيدين لأفكار أتسز». ويقول الدكتور نيكوس ميخايليديس، الأستاذ المساعد في الأنثروبولوجيا والدراسات المتوسطية بجامعة سانت لويس الأمريكية، حسب الصحيفة: “باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، وبعض السياسيين الليبراليين وبعض السياسيين الديمقراطيين الاجتماعيين، فإن كل الأحزاب الأخرى في البرلمان التركي مؤيدة، بدرجات مختلفة، لأيديولوجيات عنصرية صريحة إما بواجهة إسلامية أو كمالية”،أي الأيديولوجيا التي تأسست عليها لتركيا الحديثة العلمانية، بعد سقوط الامبراطورية العثمانية.

ويتابع “إذا نظرنا إلى خطاب إعلام نظام أردوغان، فإن الوضع يصبح مقلقاً. يبدو أنها أيديولوجيا تتجاوز حزبا واحدا وتحتضن نظام الدولة بأكمله. إن العنصرية وخطاب الكراهية ضد اليهود، وضد اليونانيين، والأرمن، وبالطبع الأكراد، وجميعهم ضحايا إبادة جماعية وتطهير عرقي في تركيا، سمة ثابتة في الخطاب والأيديولوجيا الإسلامية القومية التركية».

وعندما سئل عما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد تمجيد أتسز، قال ميخيليديس، الذي يتحدث التركية: “في المقام الأول، من خلال عقوبات واسعة النطاق وباستخدام أدوات دبلوماسية واقتصادية وتعليمية وثقافية مبتكرة أخرى، فإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمكنهما تصميم وتنفيذ سياسات نزع النازية، عن النظام السياسي التركي وأيديولوجيته القومية الوحدوية».
وأضاف “يمكن للإدارة الأمريكية الحالية الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والمسيحيين الآخرين في آسيا الصغرى التي ارتكبها العثمانيون وخلفاؤهم”، معتبراً أن “إنكار الدولة التركية المستمر لفظائع  الماضي يعزز ويعيد إنتاج خطاب الكراهية والعنصرية والسلوك العدواني ضد الأكراد، والعلويين، وغيرهم، والدول المجاورة اليوم».