إسرائيل مرتاحة لنتائج عمليتها في غزة

اشتباكات نابلس.. سقوط 3 نشطاء بينهم قائد

اشتباكات نابلس.. سقوط 3 نشطاء بينهم قائد


بعد ثلاثة أيام من القتال في قطاع غزة، تشعر المنظومة الأمنية في إسرائيل بالارتياح تجاه إنجازات العملية العسكرية، ولكنها في الوقت نفسه تستعد لاحتمال انتهاك وقف إطلاق النار وتجدد القتال مرى أخرى.

وتقول القناة الـ”12” الإسرائيلية، إن العملية برمتها هذه المرة كانت ضد حركة “الجهاد الإسلامي” التي تعرضت لضربة قاسية فقدت فيها سلسلة من قيادتها العليا بعد اغتيال اثنين من كبار أعضاء التنظيم، وهم “قائد منطقة غزة وشمال قطاع غزة في سرايا القدس تيسير الجعبري، وقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس وخالد منصور”، لافتة إلى أنه قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ سارعت “الجهاد الإسلامي” إلى الإعلان بأن إسرائيل تتراجع وأنها أطلقت مئات الصواريخ في إطار إنجازها، إلا أنه بتحليل الجولتين الأخيرتين من القتال اللتين نفذتهما المؤسسة الأمنية في إسرائيل، فإن عمية “الفجر الصادق” إنجاز كبير مقارنة بعملية “حارس الأسوار” العام الماضي.

وتقول القناة إنه بالإضافة إلى القضاء الفعلي على اثنين من كبار أعضاء الحركة في قطاع غزة و10 عناصر أخرى، فإن أحد الإنجازات المهمة للعملية الأخيرة هو الجانب المعلوماتي، موضحة أنه في الضربة الافتتاحية للعملية التي فاجأت الحركة تمكن الشاباك من إصابة مسؤولين كبار في شقق سرية كانت موجودة سراً في أبراج سكنية في قلب السكان المدنيين، حيث إنهم يرون أن هذه مواقع معزولة، ولكن أرسل الشاباك إشارة واضحة إلى غزة: “لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة من وجهة نظر تلك العناصر».
وترى الصحيفة إن تلك المعركة أدت إلى تحسين الردع الإسرائيلي مشيرة إلى اغتيال اثنين من كبار أعضاء حركة الجهاد، وأنه سيتم زيادة إلحاق الضرر بقدرتها طالما عملت ضد إسرائيل.

إنجازات الجهاد
بالمقابل، من جهة غزة، تحاول الجهاد تقديم الجولة الأخيرة على أنها إنجاز يتألف من جزأين، الأول هو القيود المفروضة على سكان قطاع غزة في الأيام الثلاثة التي سبقت العملية، حيث تصف الحركة هذه القيود بأنها “شلل للجنوب” بدون إطلاق رصاصة واحدة، والثاني هو إطلاق حوالي 1100 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل على الرغم من أنه في الحقيقة ثلث تلك الصواريخ لم تخترق أراضي إسرائيل وانفجرت داخل قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته القناة الإسرائيلية.
وشهد قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، عملية عسكرية إسرائيلية استمرت لـ3 أيام شهدت استهدافاً لمواقع حركة “الجهاد الإسلامي” والجناح العسكري لها “سرايا القدس”، والتي كانت تطور لتوترات بين الحركة وإسرائيل إثر قيام الأخيرة باعتقال أحد أبرز القادة، بسام السعدي، في الضفة الغربية يوم الإثنين من الأسبوع الماضي.

هذا وقتل ثلاثة فلسطينيين أحدهما قائد في كتائب شهداء الأقصى الثلاثاء بعدما اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بعد يومين على انتهاء عملية إسرائيلية دامية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية “بارتقاء شهداء نابلس الثلاثة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية العام الحالي إلى 129 شهيداً، بينهم 46 شهيداً ارتقوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة».
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى مقتل فلسطينيين اثنين هما ابراهيم النابلسي القيادي في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح في حركة فتح ومقاتل آخر.

ونعت كتائب شهداء الأقصى النابلسي (26 عاما) “أحد قادة كتائبها البارزين في مدينة نابلس” و سلام صبوح (25 عاما وحسين جمال طه(16 عاما) “الذين استشهدوا في عملية اغتيال جبانة بعد اشتباك مسلح” مع الجيش الإسرائيلي.
وتوعدت كتائب الاقصى “الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود».

وحمل رجال مسلحون جثمان ابراهيم النابلسي في مستشفى الرافدية في نابلس حيث تجمع مئات الفلطسينيين.
وبدأت العملية صباحا مستهدفة منزل ابراهيم النابلسي في نابلس القديمة في شمال الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية أعلنت  أمس الثلاثاء انها شنت عملية على منزل يقيم فيه النابلسي في نابلس.
وأضاف الجيش الذي أعلن انتهاء العملية “يشتبه في أن النابلسي ارتكب عددا من الهجمات بالرصاص ضد مدنيين وجنود في منطقة نابلس ومحيطها، بما في ذلك عمليات إطلاق نار في مجمع قبر يوسف».

وقالت الشرطة إن عناصر الجيش “أطلقوا النار على المنزل واستخدموا وسائل خاصة من بينها صواريخ محمولة على الكتف».
واوضح الجيش “اندلعت مواجهات عنيفة مع مثيري شغب القوا الحجارة والمتفجرات باتجاه القوات (الإسرائيلية) التي ردت باطلاق النار. وغادرت القوات المدينة ولم يسجل أي جريح في صفوفنا».
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في مكان الحادث عن قتال عنيف في مدينة نابلس القديمة.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه “تعاملت في محافظة نابلس مع 69 اصابة بالرصاص الحي نقلوا إلى المستشفيات إصابة 7 منهم خطرة».

وتنفذ قوات الأمن الإسرائيلية عمليات شبه يومية في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، ركزت على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي.
وأتت العملية الإسرائيلية بعد يومين على انتهاء عملية عسكرية إسرائيلية دامية استهدفت حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة اسفرت عن سقوط 46 قتيلا فلسطينيا بينهم 15 طفلا، وإصابة أكثر من 360 بجروح بحسب وزارة الصحّة في غزّة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل 12 من مقاتليها في الضربات الإسرائيلية بينهم القياديان في غزة خالد منصور وتيسير الجعبري. وأطلقت الحركة خلال العملية أكثر من ألف صاروخ باتجاه إسرائيل.

واعترضت الأنظمة الإسرائيلية غالبية الصواريخ التي سقط بعضها في إسرائيل وتسبب بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار مساء الأحد بوساطة مصرية ما سمح الاثنين بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة الخاضع لحصار أسرائيلي منذ اكثر من 15 عاما.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد مساء الاثنين إن الضربات في غزة “وجهت ضربة مدمرة للعدو».
ثم تحادث هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتعبير عن “تقديره” و”دوره المهم للغاية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي” بحسب بيان صادر عن مكتبه .