اعترف البابا فرانسيس بدولة فلسطين عام 2015 ، صلى على كوفية بيضاء و سوداء و توجه بكتاب لأهل غزة : الأمل لن يخذلكم أبدا ...
أمام كنيسة القيامة، في قلب الحي المسيحي في القدس، يتحدث غسان مخالفة، 60 عاماً، بصوت لطيف عن وفاة البابا فرنسيس، ووصفه بأنه «خسارة للكنيسة»، ولكنها خسارة للفلسطينيين أيضاً. لقد عبّر عن تعاطفه مع الجميع، مع كل من يعاني. مع الرهائن في غزة، ومع الأطفال الذين يموتون في غزة تحت وطأة القصف. «دون انحياز لأي طرف»، يُصرّ هذا المسيحي البالغ من العمر 60 عامًا. ويضيف الرجل، الذي يعمل في قطاع السياحة: «نحن بأمسّ الحاجة إلى أصوات تُطالب بوقف إطلاق النار والسلام». يعلم الفلسطينيون أن دعمهم محدود. وقد أدان البابا فرنسيس الحرب بعبارات شديدة اللهجة. ففي رسالته بمناسبة عيد الفصح، التي قرأها أحد زملائه يوم الأحد 20 أبريل-نيسان، ندد مجددًا بـ»الوضع الإنساني المأساوي والمُزري» في غزة، مُحذّرًا من «مناخ معاداة السامية المُتنامي». في ديسمبر-كانون الأول 2024، وبعد قصف الجيش الإسرائيلي لغزة، والذي أسفر عن مقتل سبعة أطفال من عائلة واحدة، عبّر عن تأثره وغضبه قائلًا: «بالأمس، قُصف أطفال. هذه قسوة، هذه ليست حربًا. أريد أن أقول هذا لأنه يلمس قلبي. رمزيًا، صلى البابا أمام مشهد ميلاد المسيح، حيث كان المسيح يستريح على كوفية سوداء وبيضاء، رمز المقاومة الفلسطينية. كان الوضع في غزة يُقلق رجل الدين الأرجنتيني. ففي كتاب نُشر في نوفمبر-تشرين الثاني 2024 «صدر في فرنسا تحت عنوان «الأمل لا يُترك لك يومًا» ذكر اتهامات الإبادة الجماعية الموجهة إلى إسرائيل: «وفقًا لبعض الخبراء، فإن ما يحدث في غزة يحمل سمات الإبادة الجماعية. ويجب دراسة هذا الأمر بعناية لتحديد ما إذا كان «الوضع يتوافق مع التعريف الفني الذي صاغه الخبراء القانونيون والمنظمات الدولية.
إن دعمه للفلسطينيين دفعه في عام 2015 إلى الإعلان عن اعتراف الفاتيكان الرسمي بدولة فلسطين. وفي عام 2014، وخلال زيارة إلى القدس والضفة الغربية، قام بسلسلة من الأفعال الرمزية، أبرزها توقفه أمام الجدار العازل الذي بنته إسرائيل حول مدينة بيت لحم، ثم وضع يده على الخرسانة. وفي دعوته للسلام على درجات كنيسة القيامة، وضع غسان مخالفة آماله على الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الذي ورد اسمه أحياناً بين المرشحين المحتملين لخلافة البابا فرنسيس. وفي مقطع فيديو باللغة الإنجليزية نُشر على موقع يوتيوب، أعلن الكاردينال الإيطالي البالغ من العمر 60 عامًا عن قداس تكريمي يوم الأربعاء 23 أبريل: «في الفترة الأخيرة، وفي هذه اللحظات الرهيبة من الحرب التي لا نزال نعيشها، لم يتوقف أبدًا عن سؤالنا، والتعبير عن قلقه وتضامنه»، قال الراهب، قبل أن يضيف: «كانت غزة أحد رموز حبريته: كان دائمًا قريبًا من الفقراء، ضد الجدران، من أجل السلام والحوار. «