على الرغم من الاهتمام البالغ الذي يوليه علماء الحشرات بالعناكب القافزة، ظل جنساً كاملًا منها "غامضاً" طوال السنوات الماضية، كونه يعيش في المناطق الجبلية الصخرية بجزيرة نيوزيلندا الجنوبية.
وفي اكتشاف علمي جديد، تمكن العلماء من العثور على 12 نوعاً مختلفاً، من هذه العناكب المُثيرة للدهشة والتي تمتلك قدرة عالية على التمويه.
وبحسب ما نشره موقع "ساينس ألرت"، تعيش هذه العناكب المُكتشفة حديثاً في بيئة ألبية قاسية تتجاوز الأشجار وتقلّ فيها درجات الحرارة وتشتدّ الرياح؛ ما يجعل اكتشافها صعباً للغاية.
يُطلق على المجموعة الجديدة اسم "Ourea"، نسبة إلى آلهة الجبال في الأساطير اليونانية، حيث طورت قدرة مدهشة على التمويه، وتتطابق ألوانها مع الصخور المغطاة بالأشنة التي تعيش عليها.
وبحسب العلماء، يعيش عشرة أنواع منها حصرياً في المناطق الجبلية، بينما يوجد نوعان آخران على ارتفاعات أقل.
تمكن الفريق العلمي من جمع 170 عنكبوتاً خلال رحلات ميدانية مضنية، وتميّزت هذه العناكب بخفة حركتها وملاجئها الحريرية التي تبنيها تحت الصخور. وبفضل الفحص الدقيق، خاصة للأعضاء التناسلية التي تُميز كل نوع، تمكن العلماء من توصيف هذه الأنواع الغامضة، وفتحوا بذلك نافذة جديدة لفهم التنوع البيولوجي في المناطق الألبية، وهي مناطق جبلية تقع فوق خط الأشجار، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير ويقل الأكسجين.