محمد بن راشد: سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم والتواصل معهم
اكتشاف سبب موت الشعاب المرجانية قبالة سواحل أستراليا
توصل علماء المحيطات الأستراليون إلى استنتاج مفاده بأن الموت الجماعي للشعاب المرجانية على الحاجز المرجاني العظيم كان مرتبطا بارتفاع درجة حرارة سطح الماء في المحيط الهادئ.
وذلك على مدى القرون الأربعة الماضية. أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة "ولونغونغ".
وأعلنت الأستاذة جامعة "ولونغونغ" هيلين ماكجريجور أن درجات حرارة المحيطات التي سجلت لم يسبق لها مثيل في القرون الأربعة الماضية. وأن الحاجز المرجاني العظيم على وشك الانهيار بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، والكائنات الحية، بما في ذلك الشعاب المرجانية التي عاشت هنا منذ قرون لا تزال في خطر كبير.
وحقق العلماء هذا الاكتشاف في أثناء دراسة عينات من الشعاب المرجانية التي نمت في منطقة الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا منذ بداية القرن السابع عشر. واستخدم العلماء الأصداف المتحجرة لهذه البوليبات القديمة لإعادة بناء عملية تغير درجات حرارة المياه السطحية في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
وأصبح الحصول على هذه المعلومات ممكنا نظرا لأن نسبة ذرات السترونتيوم والكالسيوم وكذلك نسبة الأكسجين "الثقيل" الـ18 في الأصداف الواقية للشعاب المرجانية، تعتمد إلى حد بعيد على مدى دفء الماء الذي نمت فيه هذه البوليبات. ويسمح ذلك باستخدام أصداف الشعاب المرجانية طويلة العمر من جنس Porites لدراسة كيفية تغير الظروف البيئية في أثناء حياة هذه البوليبات.
وقام العلماء بتحليل تكوين الطبقات السنوية في أصداف أقدم وأكبر الشعاب المرجانية من الحاجز المرجاني العظيم، مما سمح لهم بتتبع كيفية تغير درجات الحرارة في المحيط الهادئ من عام 1620 إلى يومنا هذا. وأظهرت هذه القياسات أن درجات الحرارة في العقود الأخيرة كانت أعلى بنحو 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه في أوائل القرن السابع عشر، حيث سجلت أعلى درجات الحرارة في الأعوام 2004 و2016 و2017 و2020 و2022 و2024.
خلال هذه المواسم نفسها، كما لاحظ الباحثون، كانت هناك عدة حلقات من الموت الجماعي للشعاب المرجانية على الحاجز المرجاني العظيم، مما يشير إلى وجود صلة مباشرة بين ارتفاع درجة حرارة المياه وهذه الأحداث. ويقول الباحثون إن درجات حرارة المحيط الهادئ في عام 2024 ستكون ساخنة بشكل خاص، أي ما يقرب من ثلاث درجات أكثر دفئا من أبرد السنوات في منتصف القرن السابع عشر. وخلص علماء المحيطات إلى أن سجلات درجات الحرارة هذه أثرت بالفعل على حالة الشعاب المرجانية وأدت إلى تدمير عدد كبير من المستعمرات.