في ورشة تدريبية نظمها لمعلمي الإمارات الوطنية والمدرسة الإسبانية
الأرشيف الوطني يثري ثقافة المعلمين الجدد بتاريخ الإمارات وتراثها
نظم الأرشيف الوطني ورشة تدريبية افتراضية بهدف رفع درجة وعي المعلمين الجدد في كل من مدارس الإمارات الوطنية والمدرسة الإسبانية - بتاريخ وثقافة مجتمع الإمارات العريق وتراثه وعاداته التي تسهم بترسيخ الهوية الوطنية، وتعزز الولاء والانتماء لدى أجيال الطلبة، وذلك ما يقرّب المسافة بين الطلبة وذويهم ومعلميهم.
وقد اهتمت الورشة -التي نظمها الأرشيف الوطني عبر تقنيات التواصل التفاعلية- بتعريف المعلمين وموظفي الجهاز الإداري الجدد - بالقيم الوطنية المستمدة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ومن تراثها، وبتعزيز خبراتهم بمآثر المجتمع الإماراتي التي يتوجب غرسها في نفوس الطلبة.
حفلت الورشة -التي جاءت تأكيداً على الشراكة الاستراتيجية، وبناء على مذكرة التفاهم المبرمة بين الأرشيف الوطني ومدارس الإمارات الوطنية - بفعاليات تُعنى بمئوية الإمارات، وتبرز قوة دولة الاتحاد، ودور الآباء المؤسسين في التخطيط الفعال الذي أسهم في تتويج كل مرحلة بابتكاراتٍ وإبداعات أدت إلى التطوير والنهضة الشاملة والمتكاملة على مدار الخمسين عاماً الماضية، ومن هذه الرؤية تستكمل «مئوية الإمارات 2071» مسار الريادة والاستدامة في الخمسة عقود القادمة.
بدأت الورشة بمعرض للصور التي يحتفظ بها الأرشيف الوطني في أرشيفاته الخاصة بالصور، وقد أظهرت الصور مدى الاهتمام الذي لقيه التعليم في دولة الإمارات على أيادي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وإخوانه الآباء المؤسسين، والمتابعة التي حظيت بها مسيرة التعليم المتطورة بتوجيهات قيادتنا الرشيدة في عصرنا الحالي- تم عرض فيلم وثائقي بعنوان: "بناء أمة" يرصد قصة بدايات تطور التعليم في الإمارات، والإنجازات التي شهدها هذا الميدان في زمن قياسي.
وقدمت الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف الوطني محاضرة مكثفة بعنوان: "تاريخ دولة الإمارات وثقافتها" تطرقت فيها إلى محطات في تاريخ نشوء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطورها وازدهارها، وأبرز رموزها كالعلم والنشيد الوطني، ثم أسهبت في الحديث عن رحلة التعليم في الإمارات، والتي بدأت من الكتاتيب ووصلت إلى التعليم الذكي، ودور المجتمع الإماراتي في حركة التعليم، و ما قدمه تجار اللؤلؤ وغيرهم من أبناء المجتمع في دعم التعليم وتطويره، حتى أن فعل الخير كان جزءاً من الثقافة الإماراتية، ثم التعليم شبه النظامي وتلاه التعليم النظامي، ودور دولة الكويت الشقيقة في بناء المدارس النظامية وتدريس المنهج الكويتي فيها.
وسلطت الضوء على الدور الكبير للباني والمؤسس المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) -حفظها الله- في توطين التعليم، وكيف تم اعتماد المناهج الإماراتية التي تعبّر عن هوية الوطن، وتحدثت الورشة عن دوره – رحمه الله- في تمكين المرأة، وإرشاده لها بأن تتلقى كل علم يقود إلى عمل، ليكون لها دورها الفعال في المجتمع، وتوجيهات الشيخ زايد، ومتابعة سمو الشيخة فاطمة هي التي جعلت المرأة تدخل بثقة واقتدار في مختلف ميادين العمل.
واهتمت المحاضرة بتأصيل فعل الخير عند الأطفال في الإمارات، وهذا جزء من الموروث الشعبي حيث كان الآباء والأجداد يربون الأبناء على مبادئ الكرم والفزعة، وإغاثة الآخرين، وتكريم المرأة والتوازن بين الجنسين في المجلس الوطني الاتحادي.
وأشارت إلى أن وصول دولة الإمارات في هذه المرحلة إلى التعليم الذكي، وفتحت الأبواب لميادين التعليم وغيرها على الذكاء الاصطناعي والعلوم الحديثة، فقد صاحب ذلك استقطاب العقول الذكية، وتحفيز الإبداع والابتكار، ودخول عصر الفضاء، وعند الإمارات الاستعداد التام للخمسين عاماً القادمة التي رسمت القيادة أهدافها واستراتيجياتها، وقد جعلتها استمراراً للخمسين عاماً الماضية التي كان الشيخ زايد قد رسمها وخطط لها.
وأيدت الدكتورة عائشة بالخير ما جاء بالورشة من أفكار ببعض القصص التي تؤكد أن قيادة الشيخ زايد مستدامة، ونهجه مستمر، ولا تزال رؤاه التي سبقت عصره تتجسد في حاضرنا، فقد اتسم نهجه بالإنسانية والتسامح، والأمن والأمان، واحتواء الآخر والكثير من القيم التي لا تزال الإمارات تفخر بها.
واصطحبت الورشة جمهور المشاركين في جولات افتراضية في أروقة الأرشيف الوطني للتعريف بمرافقه وخدماته، وهذه المرافق والخدمات متاحة لجمهور المستفيدين بما فيها من السجلات والوثائق التاريخية؛ وبدأت الجولات بالأرشيف الرقمي للخليج العربي AGDA، والذي يعدّ مصدراً مهماً لما يقدمه من الوثائق ذات القيمة التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، ما جعله رافداً من روافد المعلومات النادرة والوثائق الفريدة من نوعها، في إطار دعم وتطوير الوعي الكافي بتاريخ المنطقة.
واستمرت الجولة الافتراضية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان بمقر الأرشيف الوطني، النافذة التي يطلّ منها الزائر على جوانب من تاريخ الإمارات، ومنها إلى مكتبة الإمارات، وهي جزءٌ مهمٌ من البرنامج العلمي والبحثي للأرشيف الوطني؛ إذ تتيح للباحثين والدارسين وطلاّب المعرفة خدمات الاستفادة من مجموعاتها الغنية والمتخصصة التي تغطي تاريخ الإمارات ومنطقة الخليج بمختلف أوعيتها الورقية والإلكترونية، واكتملت الجولة بقاعة إسعاد المتعاملين التي ترفد الباحثين بما يطلبونه من وثائق تاريخية من الأرشيف الوطني.