اختتم المؤتمر بالتوصيات والسلام الوطني الإماراتي

الأرشيف الوطني يختتم مؤتمر الترجمة مؤكداً أنه أضحى محفلاً أكاديمياً، وملتقى للثقافات والتنوع الحضاري

الأرشيف الوطني يختتم مؤتمر الترجمة مؤكداً أنه أضحى محفلاً أكاديمياً، وملتقى للثقافات والتنوع الحضاري


اختتم الأرشيف الوطني مؤتمر الترجمة الذي نظمه تحت شعار (الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي)، وفي كلمته التي اختتم فيها المؤتمر، أكد سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي للأرشيف الوطني أن هذا المؤتمر الذي شارك فيه كبار الباحثين المتخصصين من أعرق الجامعات وجمعيات الترجمة والمراكز البحثية الذين يمثلون جميع قارات العالم، قد تحوّل من حدث علمي بحثي إلى ملتقى للثقافات والتنوع الحضاري اللذين يعكسان روح الصداقة والأخوة الإنسانية التي تشكل الثقافة الإماراتية.

وأضاف: لقد حقق هذا المؤتمر العلمي نجاحاً منقطع النظير لأنه تحول إلى محفل أكاديمي يجسد التعددية اللغوية والثقافية التي تتميز بها الحضارة الكونية في القرن الحادي والعشرين والتي يجسدها المجتمع الإماراتي المعاصر؛ مشيراً إلى أن المؤتمر قدم عشر جلسات علمية مكثفة، اجتمعت فيها كوكبة من خيرة الباحثين وأساتذة الجامعات المتخصصين في شتى فروع الترجمة حيث قدموا بحوثاً قيمة ناقشت أطروحات متنوعة تتعلق بدور الترجمة في تعزيز حوار الحضارات ونشر ثقافة التسامح التي تتبناها حكومة الإمارات العربية المتحدة.

وشكر سعادته القائمين على تنظيم هذه الفعالية العلمية الدولية الرائدة وشكر سعادته الشريك الإعلامي شركة أبوظبي للإعلام وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، وثمن عالياً جهود المتحدثين في المؤتمر التي مهدت للمؤتمر لكي يحقق هذا النجاح الباهر.

وقد حفلت الجلسة الختامية – التي أدارها السيد حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني- بالتوصيات التي استعرضها البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة في الأرشيف الوطني، وقد أجمع المشاركون على عدد من التوصيات، أهمها: ضرورة عقد المؤتمر بشكل سنوي، مع توسيع وزيادة عدد محاور المؤتمر لتضم المزيد من القضايا التي تتعلق بالترجمة وتخصصاتها ودورها في تعزيز قيم التسامح والحوار الحضاري بين الثقافات، نشر البحوث في دورية علمية، وجمعها في كتاب خاص، مشاركة الأرشيف الوطني لكبريات الجهات المتخصصة ذات السمعة العالمية في عقد مؤتمرات متنوعة في الترجمة مستقبلاً.    

وقدم المؤتمر في ثالث أيام المؤتمر جلستان مكثفتان؛ الأولى بعنوان: "مشكلات الترجمة من اللغات الأجنبية: اليابانية والألمانية والعبرية والبرتغالية" وقد أدارتها السيدة غادة العشري من الأرشيف الوطني، وفي هذه الجلسة تحدث الدكتور ماهر الشربيني أستاذ علوم اللغة اليابانية في جامعة القاهرة- عن الإشكاليات التي تواجه المترجمين من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية، وتناولت الدكتورة سمر منير علي خليل، الأستاذ في كلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة، في ورقتها العلمية التي حملت عنوان: «إشكاليات الترجمة الأدبية بين اللغة الألمانية والعربية: ترجمة المجموعة القصصية «الأقمار الساكنة» للكاتب الألماني كليمنس ماير نموذجًا»، وناقشت فيها إشكاليات ترجمة الأعمال الأدبية من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية، ولا سيما ترجمة المصطلحات التي تحمل طابعًا ثقافيًا، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة والثقافة والمجتمع.

وفي الورقة العلمية للدكتورة إلهام محمود محمد بدر، أستاذ مساعد بقسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الألسن في جامعة عين شمس المصرية، والتي كانت بعنوان: «إشكاليات ترجمة قصة «ليئه نيو» للكاتب شالوم عليخم من اللغة اليديشية إلى اللغة العبرية»، أكدت فيها أهمية إجراء مقارنة النص الأدبي الأصلي باللغة اليديشية (لغة المصدر) مع النص المترجم إلى اللغة العبرية (لغة الهدف)، وذلك لتعرّف صعوبات الترجمة.

واختتمت الجلسة الأولى في اليوم الثالث الأستاذة هاجر عزاز المحاضر بقسم اللغة البرتغالية في كلية الألسن بجامعة عين شمس المصرية، ورقتها "ترجمة المصطلحات التاريخية من البرتغالية إلى العربية بين الحساسية الثقافية ومصداقية النص"، وفيها تناولت الإشكاليات والمعوّقات التي تواجه المترجمين عند ترجمة الوثائق التاريخية من البرتغالية إلى العربية. وتتلخص الإشكاليات في ندرة المعاجم التي تجمع بين اللغتين العربية والبرتغالية، إضافة إلى أن ترجمة المصطلحات السياسية والتاريخية تحتاج إلى دقة وحذر شديديْن.

وبدأت الجلسة الثانية التي كانت بعنوان: "الترجمة بين الماضي والحاضر: قضايا وتحديات"، وأدارتها السيدة فاطمة الهديدي من الأرشيف الوطني، بورقة بحثية عنوانها: "الترجمة الفورية في العصر الرقمي في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد"، قدمتها الأستاذة الدكتورة أمل حسن الصبان من قسم اللغة الفرنسية في جامعة عين شمس المصرية، وفيها أكدت أن الترجمة الفورية أصعب أنماط الترجمة الشفهية، وتنجز باستخدام أجهزة خاصة حتى يتسنى للمترجم الترجمة في وقت متزامن لخطاب المتحدث، وأن الترجمة الفورية تستخدم الترجمة بصورة عامة في سياق رسمي في الاجتماعات الرسمية والندوات والمؤتمرات على المستوى الدولي، وقدمت البروفيسورة يُمنى عزمي جمال عبد الرحمن من  قسم اللغة الإسبانية في جامعة عين شمس المصرية، ورقة بعنوان:  "إشكالية ترجمة القفزات اللغوية بين الفصحى والعامية/الكلمات الأجنبية والتناص: رواية مي خالد “جيمنازيوم” نموذجاً" وفيها بينت أن الرواية كانت بين القاهرة وسويسرا، وهذا يشكل تحديات للمترجم إلى جانب العديد من التحديات المهمة.

وفي الورقة العلمية " خطاب العتبات والترجمة ما بعد الكولونيالية، ترجمة رؤوبين سنير لقصائد محمود درويش إلى العبرية"، تحدثت كل من: الدكتور ناهد راحيل والدكتور نهلة راحيل من قسم اللغة العبرية في جامعة عين شمس المصرية، كشفتا أنه عند الحديث عن الفعل الترجمي بين اللغتين العربية والعبرية لا يمكننا تجاهل السياق ما بعد الكولونيالي الذي نشأت داخله محاولات الترجمة بين الطرفين، وأيضاً الخطاب المهيمن الذي توجهت به المؤسسة الحاكمة إلى العرب واليهود العرب، في نطاق علاقات الأكثرية والأقلية وما تفرضه من قضايا.

وفي الورقة البحثية التي قدمتها الدكتورة شيماء محمد عبد الفتاح رضوان، أستاذ الترجمة المشارك في كلية الألسن بجامعة عين شمس المصرية، بعنوان: (الترجمة الآلية بين العربية والإسبانية: إشكاليات، وحلول)، وفيها أشارت إلى أنه في عصر الثورة المعلوماتية، وسيطرة الحواسيب الآلية ونظمها، وشبكة الإنترنت ومواقعها وبرامجها- تبرز الحاجة الملحّة إلى بيئة تعلّم وتعليم تهيئ الطلبة، وتنمي مهاراتهم لعصر تتغير فيه الوسائل والأدوات، وتتطور فيه المفاهيم والمعارف، وهنا يتضح ضرورة تأكيد الوعي بأهم المفاهيم والمصطلحات الحديثة في مجال الرقمنة وآليات توظيفها في التعليم.

واختتمت كل من الجلستين بعدد من الاستفسارات والمناقشات التي أثرت البحوث التي شهدها اليوم الثالث والأخير من المؤتمر.
وتجدر الإشارة إلى أن وقائع مؤتمر(الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي) قد اختتمت بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot