سخاء الشيخ زايد وقيادته الذكية وحبه لوطنه وشعبه كان ضمان استمرار المجلس ونجاحه

الأرشيف الوطني يستعرض دور مجلس حكام الإمارات المتصالحة ودور أبوظبي الريادي

الأرشيف الوطني يستعرض دور مجلس حكام الإمارات المتصالحة ودور أبوظبي الريادي


نظم الأرشيف الوطني محاضرة افتراضية بعنوان: (مجلس حكام الإمارات المتصالحة، ودور إمارة أبوظبي الريادي فيه 1952-1971م) أكد فيها الدور القيادي والأبوي الذي تميز به الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- تجاه شعب الإمارات قاطبة؛ منذ تسلم حكم إمارة أبوظبي عام 1966م، والجهود التي بذلها عبر هذا المجلس في سبيل تنمية الإمارات وتطوير البنية التحتية.

وناقشت الأستاذة خولة عبد الله العليلي -التي قدمت المُحاضرة- الدور الذي أداه مجلس حكام الإمارات المتصالحة، ودور إمارة أبوظبي الريادي فيه؛ مشيرة إلى أن تأسيس مجلس الإمارات المتصالحة وبدء اجتماعاته عام 1952 كانت نقطة تحوّل كبيرة في مجتمع الإمارات، وقد كان ذلك المجلس بداية للقاءات دورية بين الحكام السبعة، بحثوا فيها تطوير الإمارات وتنسيق الأعمال بينهم، ولذلك فإنه يعدّ خطوة كبيرة ومرحلة جديدة مهدت لقيام الاتحاد، فاللقاءات المباشرة رسخت العلاقات بين الحكام وزادتها تماسكاً.

وناشدت الأستاذة خولة العليلي الباحثين والمهتمين بتاريخ الدولة بإعادة النظر في الوثائق البريطانية، وتثبيت الحقائق التاريخية، بعيداً عن التزييف الذي لحق بها، ومنه أن الحكام كانوا ملزمين بحضور اجتماعات المجلس، وهذا بعيد عن الحقيقة؛ لأن الحكام كانت لديهم الرغبة باللقاء والمناقشة في شؤون الإمارات، وقد أدركوا مبكراً أن مثل تلك اللقاءات هي قاعدة إدارية لتوحد آرائهم وأفكارهم، ومنها انطلقوا في خدمة أبناء وطنهم، وأشارت العليلي إلى أن فكرة المجلس كانت مطروحة منذ 1932م، وقد أسفرت لقاءات الحكام في المجلس عن معرفتهم الحقيقية ببعضهم، وبأولياء عهودهم، وعبر تلك اللقاءات أدركوا أن إماراتهم متكاملة في جميع المجالات.

عرفت المحاضرة مجلس حكام الإمارات المتصالحة بأنه مؤسسة استشارية أسستها الحكومة البريطانية عام 1952 وضمت فيه حكام الإمارات لمناقشة الأمور التي تتعلق بشؤون التنمية والتطوير وإنشاء المشاريع اليومية التي تخدم المواطنين في تلك الفترة، وقد تشكلت في المجلس عدداً من اللجان كلجنة التعليم، ولجنة الصحة، واللجنة الاستشارية. وتتطلع أهداف مجلس حكام الإمارات المتصالحة إلى العمل على وضع خطط تنموية لتأهيل البنية التحتية للإمارات المتصالحة، وتشجيع الإمارات المتصالحة على التواصل والاتحاد، وتحمّل مسؤوليات مشتركة، وتقديم الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم، ومواكبة الإمارات الأخرى المجاورة (البحرين والكويت) في التطور، والحدّ من آثار تدهور تجارة اللؤلؤ.

وتناولت المحاضرة -التي جرى بثها (عن بعد) عبر تقنيات التواصل التفاعلية- الدور الريادي الذي أدته إمارة أبوظبي بوصفها الإمارة الكبرى، ولها وزنها السياسي والاقتصادي المهم ولا سيما بعد ظهور النفط، وتمثل ذلك الدور بما أداه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- وبالدور الكبير المميز للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والذي عُرِف بكرمه وسخائه، ووصفته الوثائق البريطانية بأنه كان يتمتع بحضور كبير في اجتماعات المجلس، وكانت لديه القدرة على الطرح والمناقشة بذكاء، وقد شجع على أهمية انضمام الإمارات إلى المنظمات الدولية.

ونوهت المحاضرة إلى أن القائد الخالد الشيخ زايد قد غطى بسخاءٍ نفقات مشاريع في الإمارات المتصالحة، وقد دفع الفروق الناشئة عن استهلاك المواطنين للماء والكهرباء في الفجيرة وعجمان وأم القيوين، واهتم بأحوال المواطنين في الإمارات الأخرى، وكان يسهم في ميزانية الصندوق الخاص بالمجلس، حتى أن مساهمات أبوظبي بلغت 90% من إجمالي مساهمات المجلس، وقد اختتمت المحاضرة بعدد من الأسئلة والاستفسارات والنقاشات التي طرحها المشاركون.