الأرشيف الوطني يفتح نوافذ مجالسه الرمضانية على مآثر الشيخ زايد وجماليات الثقافة الإماراتية
يواصل الأرشيف الوطني محاضراته في مجالسه الرمضانية؛ إيماناً منه بأن هذه المجالس التي ينظمها في شهر رمضان المبارك تعكس منظومة القيم والتقاليد التي عُرف بها المجتمع الإماراتي، وتستحضر مآثر الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- ومبادئه الوطنية، وإرثه الطيب وإنجازاته الخالدة، وتشكل هذه المجالس نافذة يطلّ منها المشاركون على القيم المجتمعية الإيجابية، وعلى قيم الآباء والأجداد التي ينبغي غرسها في نفوس الأجيال، مما يعزز الولاء والانتماء، ويرسخ الهوية الوطنية.
وقد فتح الأرشيف الوطني نوافذ مجالسه الرمضانية على محاضرتين الأولى بعنوان: "رمضان وجماليات الثقافة الإماراتية"، قدمتها الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف الوطني، والثانية بعنوان: " زايد والعمل الإنساني" قدمها محمد اسماعيل عبد الله أخصائي برامج تعليمية في الأرشيف الوطني بمناسبة "يوم زايد للعمل الإنساني" قال فيها: إن شعب الإمارات يعيش مناسبة عزيزة على نفوس الجميع، في يوم الوفاء والولاء لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- ورؤاه الحكيمة، وقيمه الوطنية والإنسانية التي خلدها التاريخ في سجل العمل الإنساني؛ وأكد فيها أن القائد المؤسس قد استطاع أن يغرس بذور العمل الإنساني في نفوس أبناء شعبه، وسارت قيادتنا الحكيمة على نهجه، حتى شهدت التقارير العالمية لدولة الإمارات بالريادة عالمياً على صعيد العطاء الإنساني النبيل.
وأضاف المحاضر في محاضرته التي بثها الأرشيف الوطني عبر التقنيات التفاعلية: إننا على يقين بأن الأجيال ستظل تذكر بكل الفخر ما تحقق على أيادي الشيخ زايد الكريمة، وستظل تتناقل مآثره الفريدة لتستلهم منها أرقى الأساليب في مدّ يد العون للفقراء والمحتاجين، وفي بناء جسور المحبة والتعاون بين شعوب العالم حتى يسود التسامح ويعمّ السلام والازدهار.
وسلطت المحاضرة الضوء على نماذج من العطاء الإنساني لدولة الإمارات في مواجهة جائحة كورونا، وحرص قيادتها الحكيمة وتوجيهاتها بتقديم العون والمساعدة للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما يؤكد من جديد ريادة الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم.
ولفتت المحاضرة إلى دور الأرشيف الوطني في توثيق العمل الإنساني في فكر المغفور له – بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ إذ عمل على توثيق جوانب كثيرة منه في إصداراته ومحاضراته، ولا سيما في كتاب (ذاكرتهم تاريخنا) وفي كتاب (زايد رجل بنى أمة) الصادرين عن الأرشيف الوطني، اللذين يستعرضان العديد من مواقف القائد الخالد ذات الطابع الإنساني، وما يستعرضانه ليس إلا غيض من فيض وقليل من كثير؛ إذ إن الشيخ زايد قد حرص على أن تكون أعماله الخيرية والإنسانية الجليلة والكثيرة بعيدة عن الأضواء، فقد كان مؤمناً بأهمية ألا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
وقدمت الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث في الأرشيف الوطني محاضرة بعنوان: "رمضان وجماليات الثقافة الإماراتية"عبر تقنية التواصل عن بعد Instagram Live تحدثت فيها عن منظومة الأخلاق والقيم المجتمعية المتوارثة والمتناقلة من جيلٍ إلى جيل وكيف يتمسك المجتمع الإماراتي بعاداته وتقاليده، ويحرص على استدامه تراثه وهويته الوطنية، وهو ما يظهر جلياً فيما يخصّ العادات المرتبطة بشهر رمضان الفضيل في الماضي – بصرف النظر عن المرحلة الحالية التي يخضع فيها المجتمع الإماراتي لإجراءات احترازية للوقاية من وباء كورونا الذي يجتاح العالم بأسره- وتحدثت المحاضرة عن الاستعدادات التي كان أفراد العائلة يقومون بها، ومظاهر فرح الصغار بقدوم الشهر الفضيل، والتكافل الاجتماعي، وصلة الأرحام، والدفء والتسامح الذي عهدناه في هذا الشهر المبارك.
وأضافت مستشارة البحوث: يمتاز شهر رمضان بممارساته الخاصة، والاستعداد لاستقباله؛ إذ يبدأ فعلياً في منتصف شهر شعبان، وتمتاز ليلة النصف من شعبان بطقوسها التي لها مكانتها الاجتماعية في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، وينتظرها الأطفال لما تنشره من البهجة في احتفالات (حق الليلة)، واستعداداً للشهر الفضيل تبدأ مرحلة التسوّق، وشراء الأواني بكميات كبيرة تتعدى الاستخدام الشخصي إلى مشاركة الجِوار والمحتاجين بوجبات الإفطار اليومية، وهذا دليل على التكاتف الذي يتضاعف في هذا الشهر الكريم، وفي أول ليلة من ليالي رمضان كان مدفع رمضان يطلق طلقة واحدة بعد التحقق من رؤية الهلال، فيهرع الناس لأداء صلاة التراويح، ويتبادلون التهاني بحلول الشهر المبارك، ويداوم الناس على صلاة التراويح ويصطحبون أبناءهم إلى المساجد، وإلى المجالس الرمضانية العامرة بالذكر، والتي يتلقى فيها الأبناء بشكل تلقائي عادات وتقاليد الآباء والأجداد، وآداب السنع الإماراتي، ويتميز شهر رمضان في الإمارات بأن لياليه تضج بالحياة، فتتغير الحياة العادية للناس؛ فقبل أن يؤذّن المغرب تستقبل الخيام الرمضانية المنتشرة الأصدقاء والأقارب والزوار على وجبات الإفطار، وتفرش الشوارع بالموائد، وتتبادل البيوت أيضاً وجبات الإفطار، وفي ذلك كله ترسيخ للعادات والتقاليد التي يفخر بها المجتمع الإماراتي.
وأشارت الدكتورة عائشة بالخير إلى الطاقة الإيجابية التي يشحن بها هذا الشهر النفوس، والتي تجعل الفرد يخرج منه وهو أكثر إقبالاً على الحياة وعلى الإخلاص في العمل من أجل الوطن وأبنائه.