في جلسة حوارية عالمية افتراضية
الأرشيف الوطني يناقش مستقبل الأرشيفات بعد كوفيد19
عقد الأرشيف الوطني جلسة حوارية عالمية عن بعد بعنوان “مستقبل الأرشيفات ما بعد كوفيد19” تناولت واقع العمل الأرشيفي قبل انتشار وباء كوفيد19 الذي اجتاح العالم، والتحديات التي فرضتها هذه المرحلة على الأرشيفات في مختلف أنحاء العالم، والنظرة المستقبلية إلى أداء الأرشيفات في حفظ التاريخ والتراث للأجيال.
شارك في هذه الجلسة الافتراضية التي عقدها الأرشيف الوطني كل من: سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني، وسعادة ديفيد فريكر رئيس المجلس الدولي للأرشيف، ومدير عام الأرشيف الوطني الأسترالي، وسعادة جيف جيمس الرئيس التنفيذي والمدير العام للأرشيف الوطني البريطاني، وسعادة الدكتور توفيق مدير عام الأرشيف الوطني للجمهورية الإندونيسية
استهل الجلسة سعادة الدكتور عبد الله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني بحديثه عن تجربة دولة الإمارات في مواجهة جائحة كوفيد19، والتي تعتبر من التجارب النموذجية الملهمة، فالدور الذي أدته القيادة الحكيمة أضفى روح التعاون والتآلف بين أبناء مجتمع الإمارات، ثم تحدث عن تجربة الأرشيف الوطني الإماراتي فأشار إلى أنه قبل عقدين من الزمن بدأ التحول الرقمي الحقيقي في جميع أعمال الأرشيف الوطني مواكبة مع توجّه حكومة الإمارات نحو تنفيذ مبادرة الحكومة الإلكترونية، وفي عام 2013حين أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -رعاه الله - مبادرة الحكومة الذكية من أجل توفير الخدمات للجمهور حيثما كانوا وعلى مدار الساعة، عزز الأرشيف الوطني من جهوده على الصعيد الرقمي، وقبل جائحة كوفيد19 ركز الأرشيف الوطني في خطة استمرارية الأعمال، وأوكل فيها المهام إلى كوادره، ومع إعلان أول إصابة بفيروس كورونا في الدولة، بدأ التحضير بشكل جدي لمرحلة العمل عن بعد، وبدأت حملات التعقيم لمقره، وأعقبها إلغاء جميع الفعاليات، ورافقت ذلك رسائل التوعية الصحية، ثم بدأت مرحلة العمل عن بعد فعلياً، وفي ظل العمل عن بعد لم يتعطل شيء؛ إذ قام الموظفون بإنجاز مهامهم واستمرت الاجتماعات الإدارية والتنفيذية أيضاً عن بعد.
وأضاف: لكننا جميعاً متفقون على أن التواصل بين الناس أمر مهم جداً في بناء روح الفريق وتعزيز الطاقة الإيجابية، كما أننا متفقون على أن بعض الأعمال لا يمكن إنجازها عن بعد، ووجود اليد البشرية مهم جداً لإنجاز بعض المهام الأرشيفية.
وأشاد سعادته بتعاون دولة الإمارات وتحركها كفريق واحد، وبأداء القيادة الرشيدة في إدارة أزمة كوفيد19 وما منحته من ثقة وطمأنينة لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها مما يساند الجميع في عبور هذه الأزمة.
وأضاف: لقد وجدنا جميعاً في توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي تفاؤله بأن الظروف الصعبة التي نشهدها ستمضي ونحن أكثر قوة وصلابة. وهذا مما يجعل من هذه الأزمة تجربة نخوضها بثقة ونحن نحافظ على رصيدنا الوثائق للأجيال.
وأكد سعادته أن الأرشيف الوطني قد سخر جهوده في هذه المرحلة لتوثيق النموذج المثالي الإماراتي في إدارة الأزمة ومواجهة كوفيد19، وفي توثيق تضحيات الجيش الإماراتي الأبيض في مقارعة فيروس كورونا المستجد.
وشارك في هذه الجلسة الحوارية العالمية سعادة جيف جيمس الرئيس التنفيذي والمدير العام للأرشيف الوطني البريطاني الذي تحدث عن أهمية الحفاظ على الملفات والوثائق التاريخية، والتوثيق الرقمي الخاص بالجهات صاحبة القرار، وأهمية توسيع دائرة التواصل عن بعد، وخلق نموذج جديد للتواصل البناء عبر الانترنت، مؤكداً على أهمية الأرشيف في البحث والإبداع وتوفير المعلومات المهمة لأجيال المستقبل.
وتحدث سعادة الدكتور توفيق مدير عام الأرشيف الوطني للجمهورية الإندونيسية عن التحديات التي واجهها الأرشيف الإندونيسي في مرحلة جائحة كورونا، وعن حرصهم على حفظ الوثائق التاريخية، والتدريب على استخدام التقنيات، والمحاولات المستمرة في تحويل الوثائق التقليدية إلى رقمية.
واختتم الجلسة الحوارية الافتراضية التي تستشرف مستقبل الأرشيفات بعد كوفيد19 سعادة ديفيد فريكر رئيس المجلس الدولي للأرشيف، ومدير عام الأرشيف الوطني الأسترالي بتسليط الضوء على أهمية (الذاكرة الجمعية)، وأهمية هذه المرحلة التي جعلت القيادات الأرشيفية تفكر بأهمية الماضي بالنسبة للأجيال التي تتطلع نحو آفاق المستقبل، وأعرب عن إيمانه بأن هذه الوقت سيمضي، ولكنه شدد على أهمية تحويل المرحلة الراهنة إلى فرصة لجمع مزيد من المعلومات التي تستفيد منها الأجيال القادمة.
يذكر أن الدكتور إيان ويلسون الرئيس الأسبق للمجلس الدولي للأرشيف قد أدار الجلسة، وفي ختام الجلسة طرح المشاركون أفكاراً حول أهمية التحول الرقمي للوثائق، وقد تطرق سعادة مدير عام الأرشيف الوطني إلى أهمية الأرشيف الرقمي للخليج العربي والذي يتضمن آلاف الوثائق التاريخية، ويتيحه الأرشيف الوطني للجميع مجاناً عبر الإنترنت، وقد كان من المواقع الأرشيفية التي استفاد منها عدد هائل من الباحثين في هذه المرحلة. وأشار إلى أهمية التواصل بين الأرشيفات والجامعات والمكتبات حتى يستفيدوا من تجارب بعضهم في هذه المرحلة.