منها سقوط محطة الفضاء الدولية

الأزمات الأوروبية والعالمية السبع القادمة...!

الأزمات الأوروبية والعالمية السبع القادمة...!


    الحرب في أوكرانيا هي الأساس، كل يوم تقريبًا، لتطورات وانقلابات تولّد اضطرابات عنيفة أخرى قادمة.
1 -سقوط المحطة الفضائية؟
   في غضـــــون أســـــــبوعين تقريبا، في 30 مارس، سيعود رائدا فضاء روســـــيان ورائــــــد الفضاء الأمريكي مارك فاندي هي إلى الأرض في مركبة فضائية ســـويوز راسية في محطــة الفضاء الدولية.
 حتى ذلك الحين، ما هو الضغط الذي يمكن لروسيا أن تمارسه على شركائها الغربيين الذين كان التعاون معهم دائمًا نموذجيًا؟
   حذر رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، دميتري روجوزين، يوم السبت، من أن محطة الفضاء الدولية قد تنحرف عن مسارها المداري إذا لم يتم رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية التي تستهدف الشركات الروسية المرتبطة ببرنامج الفضاء بسرعة. وكانت وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، قد أشارت في الأول من مارس الجاري، إلى أنها تدرس حلولًا لإبقاء محطة الفضاء الدولية في مدارها الجيد دون الإمدادات الروسية، مما يضمن أيضًا استقرار المحطة.

وظهر روجوزين مهددا، ليؤكد، مدعوما بخريطة، أنه إذا سقطت المحطة التي يبلغ وزنها 500 طن، فلن تقع على روسيا ولكن على الأرجح على سكان “كلاب الحرب الذين يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات ضد روسكوسموس».

2 -هل الناتو أقوى حقًا؟
   ثلاثون ألف جندي، 200 طائرة، أسطول قتالي بحري من 27 دولة، تلك مكونات تدريبات الاستجابة الباردة 2022 في النرويج للحلف الأطلسي المخطط لها أن تكون الأكثر طموحًا على الإطلاق عددا وعتادا. لكنها تصطدم بالحرب في أوكرانيا، التي شنّتها روسيا من اجل ان يتراجع الحلف عن منطقة نفوذها السوفياتي السابق.
   يشار إلى أن السويد وفنلندا، غير الأعضاء في الناتو، ستشاركان في هذه التدريبات العملاقة التي لم ترغب روسيا في إرسال مراقبين إليها. ووفرت فرنسا، التي تقود قوة الرد السريع التابعة للناتو، 3300 جندي لمناورات الأسلحة المشتركة هذه.
   لكن على المستوى السياسي، فإن الأشياء أقل قابلية للقراءة. ففي أنطاليا، حيث فشلت الوساطة التركية بين رؤساء الدبلوماسية الروسية والأوكرانية، أصر رئيس الناتو مرة أخرى: “لدينا مسؤولية منع هذا الصراع من ان يتصاعد خارج حدود أوكرانيا ويصبح حربا مفتوحة بين روسيا والناتو. وأقرت تركيا، مثل المجر، بأنها لن تطبق العقوبات التي اعتمدتها الدول الأعضاء الأخرى في الحلف... وحدة أم انشقاق؟

3 -الغاز الطبيعي المسال للجميع؟
   لئن أصدر الرئيس بايدن مرسوماً بفرض حظرا على الواردات الأمريكية من النفط والغاز الروسي، فقد وضعت أوروبا خطة تسمّى الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي تهدف إلى “افلات أوروبا من الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي قبل فترة طويلة من عام 2030”. وتقترح المفوضية تنويع إمداداتها من أجل تقليل واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية عام 2022. وهذا يعني زيادة في واردات الغاز الطبيعي المسال.
   المشكلة الأولى: الموارد العالمية محدودة بحوالي عشرين مصدراً، منها ثلاثة مصدرين رئيسيين: أستراليا وقطر والولايات المتحدة. والطلب مرتفع وقد استبقته الصين إلى حد كبير. ثانيًا، لأوروبا عدد قليل من محطات الغاز الطبيعي المسال وشبكة أنابيب غاز محدودة. ألمانيا، على سبيل المثال، الأكثر اعتمادًا، لديها واحدة فقط، ولا تزال قيد الإنشاء. ويرى فنسان ديموري، رئيس المجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، أن هذا مثال صارخ على نقص الاستثمار المزمن في هذه الطاقة، والذي لن يتم تعويضه في غضون بضعة أشهر.

4 -تقنين القمح
    انتهى الغزو الروسي إلى إضعاف توازن العديد من الأسواق الزراعية. تمثل روسيا وأوكرانيا 12 بالمائة من الصادرات العالمية للحبوب ومدخلات الإنتاج، و34 بالمائة من تجارة القمح، و73 بالمائة من عباد الشمس. كما جمدت الحرب الصادرات من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، مثل أوديسا. والضحايا الأوائل هم المستوردون “التاريخيون” للمواد الغذائية حول البحر الأبيض المتوسط كما في الشرق الأوسط أو المغرب الكبير.
  «في لبنان، منذ أكثر من أسبوع، تقنّن المخابز الخبز، المنتج الأساسي لطعام الفقراء. يوم الاثنين الماضي، ارتفع سعر كيس الخبز بنسبة 20 بالمائة “، يحذر بوجار خوجة، مدير منظمة “كير” في لبنان. ومن المتوقع أن يستمر احتياطي القمح شهرا واحدا فقط، بحسب بيان رسمي لوزير المالية. قبل الحرب، كان لبنان يستورد 66 بالمائة من قمحه من أوكرانيا، و12 بالمائة من روسيا.
   بالنسبة لأوروبا وشركائها الأفارقة، فإن الجزء الأصعب لم يأت بعد، كما أشار الرئيس الفرنسي ماكرون في قمة فرساي الأوروبية: “نحن بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيات الإنتاج لدينا للدفاع عن سيادتنا الغذائية والبروتينية، كأوروبيين، ولكن أيضًا إعادة تقييم استراتيجية تتعلق بأفريقيا، والتي بدونها ستتأثر عدة دول أفريقية لفترة اثني عشر إلى ثمانية عشر شهرًا».

5 -تحدي توظيف للاجئين
   في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي ومولدوفا لتجاوز استقبال 3 ملايين نازح عبروا الحدود الأوكرانية، لم يتقرر بعد توزيع هؤلاء اللاجئين بين الدول الأوروبية. وبينما يمكن أن تستفيد بعض البلدان المجاورة، مثل بلغاريا، في النهاية، من اليد العاملة الأوكرانية الماهرة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد كوفيد، فإن البلدان المضيفة الأخرى في الخطوط الأمامية، مثل بولندا، يمكن أن تتأثر بتكلفة ضيافتها لمئات الآلاف من النساء والأطفال غير القادرين على العمل. نفس الشيء بالنسبة لمولدوفا، التي ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، والتي 5 بالمائة من سكانها الآن لاجئون من أوكرانيا، كما لو أن فرنسا فتحت ذراعيها في أقل من أسبوعين لثلاثة ملايين أجنبي.

6 -تعديل النمو العام نزولا
    ستؤدي الحرب في أوكرانيا إلى إبطاء اقتصادات العالم بأسره. كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، خططت للإعلان في الاجتماعات المقبلة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، عن انخفاض في “توقعات النمو العالمي”.    في يناير، خفّض صندوق النقد الدولي الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 4 فاصل 4 بالمائة لعام 2022 من 4 فاصل 9 بالمائة في أكتوبر.
   ولم يكن قرار البنك المركزي الأوروبي مفاجئًا، لن يتجاوز النمو في دول منطقة اليورو التسعة عشر 3 فاصل 7 بالمائة هذا العام، أي -0.5 بالمائة مقارنة بما كان عليه قبل ثلاثة أشهر. وحذرت كريستين لاغارد من أن “التضخم يمكن أن يكون أعلى بكثير على المدى القصير».
   وتتوقع رئيسة البنك المركزي الأوروبي، + 5 فاصل 1 بالمائة زيادات في الأسعار في منطقة اليورو لعام 2022.
  هذا الأسبوع، سيشارك الأمريكيون بدورهم في تمرين التنبؤات. كان من المقرر أن يكون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي “نقطة تحول تاريخية” مع نهاية أسعار الفائدة عند 0 بالمائة التي أعلنها جيروم باول. ولكن على العكس من ذلك، فإن الارتفاع في المعدلات هو الذي سيتعين توقعه لمحاربة التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ أربعين عامًا، والذي سيؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى تضخيمه بشكل أكبر.

7 –ملف النووي الإيراني
   طيلة أشهر، ظلت روسيا ملتزمة بقاعدة بسيطة فرضها جميع المفاوضين في فيينا على أنفسهم تتعلق بعودة إيران والولايات المتحدة إلى اتفاقيات تفكيك برنامج طهران النووي: عدم ربط هذا الملف بآخر غريب عنه... وهذا بالضبط ما حدث في 5 مارس.
    بينما كان النص النهائي مطروحًا، أخيرًا، على الطاولة، تلقى المبعوث الروسي أمرًا من موسكو بـ “التراجع”، بحسب تعبير دبلوماسي أوروبي مشارك في المفاوضات. وتطالب روسيا الآن بأن يُذكر في الوثيقة الجديدة أن علاقاتها التجارية والاقتصادية والمالية ستُعفى من نظام العقوبات الغربية التي تفرضها عليها بسبب تدخلاتها العسكرية في أوكرانيا.
   وكان وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا قالوا أمس الأول السبت  إنه “لا ينبغي لأحد أن يسعى لاستغلال هذه المفاوضات من أجل الحصول على ضمانات لا علاقة لها بهذا الاتفاق».
   وتحاول الدبلوماسية الروسية ضرب عصفورين بحجر واحد: الحصول على اتفاق بشأن العقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يخلق خرقاً في الحزم التام للغرب تجاهها، وتحميل الأوروبيين والأمريكيين مسؤولية وصول إيران إلى أسلحة نووية إذا رفضوا المساومة.