رئيس الدولة يتلقى دعوة من خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية - الأميركية في الرياض
الأمم المتحدة تحذر من نزوح سكان إقليم تيجراي الإثيوبي
قالت الأمم المتحدة إن هناك تسعة ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في إقليم تيجراي في إثيوبيا محذرة من أن إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى.
ويواصل رئيس الوزراء أبي أحمد حملة عسكرية أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي ضد الإقليم رغم مناشدات دولية للحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بدلا من المخاطرة باندلاع حرب أهلية. وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا لعشرات السنين إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018 وتتصدى الآن لجهوده الرامية لإزاحة قبضتها عن السلطة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صادر أول أول أمس إن اشتباكات بين القوات الاتحادية وقوات تيجراي اندلعت في ثمانية مواقع بالمنطقة.
وجاء في التقرير أن حوالي 600 ألف شخص في تيجراي يعتمدون على المساعدات الغذائية في حين يحصل مليون آخرون على أشكال أخرى من الدعم وجميعها توقفت.
وقال مصدر إغاثي لرويترز إن ستة مسلحين قُتلوا وأصيب أكثر من 60 في اشتباكات قرب الحدود بين إقليمي تيجراي وأمهرة وإن الجانبين تكبدا خسائر. وفاز أبي العام الماضي بجائزة نوبل للسلام تكريما له على تحقيق السلام مع دولة إريتريا المجاورة بعد عداء استمر عشرات السنين وشمل حربا استمرت من عام 1998 إلى عام 2000 وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص. وقال أبي إن حملته العسكرية تهدف إلى “وضع لحد للحصانة السائدة منذ وقت طويل” في إشارة إلى هيمنة أبناء تيجراي على السياسة في البلاد قبل توليه السلطة. ويشكو أبناء تيجراي من تعرضهم للاضطهاد في ظل حكم أبي الذي ينتمي لعرق الأورومو والذي أمر باعتقال العشرات من كبار المسؤولين السابقين بالجيش والسياسة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إطار حملة على الفساد. وجعل أبي الائتلاف الحاكم حزبا واحدا العام الماضي لكن الجبهة رفضت الانضمام له.
وكتب أبي على تويتر أنه على الإثيوبيين ضمان عدم تعرض أبناء تيجراي لمعاملة جائرة “بسبب هويتهم”، ووصف قادة الإقليم بأنهم “عصبة جشعة».
يعرب خبراء ودبلوماسيون عن قلقهم من حرب أهلية محتملة قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة.
وتقع أكبر قيادة في الجيش الاتحادي ومعظم أسلحته الثقيلة في تيجراي. ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيجراي وانضمامهم لقوات الإقليم. وقال الخبراء إن هناك مؤشرات على أن هذا يحدث بالفعل. ويقول الخبراء إن قوام قوات تيجراي يصل إلى 250 ألف رجل ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.
وقالت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين في بيان نشره معهد الولايات المتحدة للسلام يوم الخميس “من شأن انقسام إثيوبيا أن يكون أكبر انهيار لدولة في التاريخ الحديث».
وجاء في البيان أن تصاعد القتال سيقضي أيضا على الأمل المتبقي في الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها أبي.
وتحدث أبي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي “عرض مساعيه الحميدة”. كما تحدث جوتيريش أمس مع موسى فقي محمد رئيس الاتحاد الأفريقي وكذلك عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني بصفته رئيس الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد)، حسبما قال متحدث.
لكن دبلوماسيين ومسؤولي أمن بالمنطقة قالوا لرويترز إن أبي لا ينصت إلى طلبات الوساطة. ولم يصدر بيانا بخصوص مكالمته مع جوتيريش.
وفي إجراء آخر لنزع الشرعية عن حكومة إقليم تيجراي التي تم انتخابها في سبتمبر أيلول في تحد للحكومة الاتحادية، صوت البرلمان الإثيوبي أمس الأول لصالح تشكيل حكومة تحل محل حكومة الإقليم.