الإرهاب والصواريخ الباليستية...بندان أساسيان في أي اتفاق جديد مع إيران
كتب أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن أميتاي إتزيوني في موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي، أن إيران قد تكون الدولة التي يرجح أن تُقدم على اختبار إرادة الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن، ويمكن أن تستغل الاضطراب الحاصل خلال الفترة الانتقالية.
وعلى سبيل المثال، وقع انفجار غامض قبل أيام على متن ناقلة نفط ترفع علم سنغافورة في ميناء سعودي، دون أن تعيره وسائل الإعلام اهتماماً كافياً.
وخلال رئاسته، تخلى الرئيس دونالد ترامب عن خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي، لكن دولاً أخرى بقيت ملتزمة بها. وكتب بايدن، خلال حملته الانتخابية، أنه في عهد إدارته “إذا ما عادت إيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق كنقطة انطلاق من أجل مفاوضات” جديدة.
عيوب النووي
ومنذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لمحت إيران إلى أنها تتوقع من إدارة بايدن العودة إلى اتفاق 2015، ما يؤشر على أن طهران نفسها راغبة في العودة إلى التزام كامل في مقابل رفع العقوبات الأمريكية. إلا أن المعارضين يشيرون إلى عيوب أساسية في الاتفاق ويحذرون من العودة إليه.
ومع ذلك، حتى لو تم تصويب الاتفاق النووي وجرى التزامه بدقة، فإن إيران ستبقى تمثل تهديداً رئيسياً للسلام في المنطقة وما وراءها.
وفي الوقت الحاضر، تقيد خطة العمل المشتركة الشاملة القدرات النووية الإيرانية لبضع سنوات أخرى، حتى عام 2030، حيث سيكون لدى إيران عقب ذلك، حرية مواصلة برنامج نووي دون قيود على نوعية أجهزة الطرد المركزي، ولا على مخزونها من الأورانيوم المخصب، ولا على تطوير مواد انشطارية.
ومع ذلك، يفترض الكاتب أن إيران ستوافق إلى حد ما على تمديد هذه القيود لمدة عشرين عاماً أخرى.
وحالياً، لا يتطلب الاتفاق من إيران أن تفتح كامل منشآتها النووية “في كل وقت وفي أي مكان” أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الوقت الذي يمكن المفتشين مراقبة المواقع النووية المعروفة، فإنه يتعين عليهم أن يطلبوا من إيران حرية الوصول إلى مواقع أخرى “بما فيها مواقع عسكرية حيث يشتبه في وجود نشاط نووي”. ويفترض أن إيران تسمح بتفتيش كل مواقعها إذا طلب منها ذلك.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران حتى الشهر الماضي، ضاعفت مخزونها من الأورانيوم المخصب ثماني مرات الحد المسموح به بمقتضي الاتفاق النووي. ويفترض الكاتب أن إيران ستعود عن التقدم الذي حققته على هذا الصعيد في العامين الماضيين.
إن العقوبات الأمريكية الحالية تلحق ضرراً شديداً بإيران، وإذا ما تم رفعها، فمن الصعب إعادة فرضها. ورغم ذلك، تصر إيران على رفع كل العقوبات قبل العودة إلى التزاماتها. وبكلام آخر، تطالب إيران بتناول الآيس كريم، قبل تناول الدواء. ويفترض الكاتب أن إيران قد تخلت عن هذا المطلب.
صواريخ باليستية
ومع ذلك، يقول إنه حتى لو نفذت إيران كل الفرضيات الواردة أعلاه، وهو ما يتطلب تغييباً للمنطق بقدر كبير، ستبقى طهران تشكل تهديداً رئيسياً بسبب قضايا أخرى.
وأهم هذه القضايا، هو انتهاك قرار الأمم المتحدة الذي يطالبها بالتوقف عن جهودها لتطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وليس ثمة أفضل مثال على خطر الصواريخ الإيرانية غير المشمولة بالاتفاق النووي، من الهجوم الصاروخي الإيراني على المنشآت النفطية السعودية في أبقيق وخريس في 14 سبتمبر-أيلول 2019. وقد أسفر الهجوم عن حرمان السوق من 5.7 ملايين برميل نفط يومياً، أي نصف الانتاج السعودي.
وباختصار، المطلوب اتفاق مختلف مع إيران، اتفاق لا يعالج العيوب الخطيرة التي تضمنتها خطة العمل المشترك الشاملة الحالية فحسب، وإنما يفرض قيوداً على الصواريخ الباليستية والدقيقة، ويلزم إيران بوقف دعم الإرهاب.