الإمارات للفلك ترصد ظواهر سماوية مميزة خلال ديسمبر

الإمارات للفلك ترصد ظواهر سماوية مميزة خلال ديسمبر


يشهد شهر ديسمبر المقبل ظواهر سماوية مميزة تتنوّع بين ولادة القمر العملاق والاقترانات اللامعة وزخّات الشهب وصولًا إلى الكواكب المرئية وعددا من السدم والمجرات والعناقيد النجمية.
وقال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تصريحات لـ "وام" إنه مع بداية ديسمبر سيتم مشاهدة كواكب نيرة بالعين المجرّدة في الأيام الأولى منه وسيكون المشتري ألمعها حيث يطلع من الأفق الشرقي قرابة التاسعة مساء فيما يكون كوكب زحل ظاهرًا عاليًا في وسط السماء بعد الغروب أمّا كوكب عطارد فيمكن رصده قريبًا من الأفق الشرقي قبل الشروق بقرابة ساعة فيما يظهر كوكب الزهرة ألمع الكواكب بشكل خافت قبل شروق الشمس مقتربة من الأفق الشرقي.
وأشار إلى أنه في 4 ديسمبر سيكتمل القمر ليظهر ما يُعرف بـ “ قمر البرد” أو القمر البدر المكتمل لشهر ديسمبر مع دخول وقت شدة البرد ويعتبر "قمرا عملاقا" أو ما يعرف بـ"بدر الحضيض" نظرا لتزامن طور البدر من القمر مع كونه في موضع الحضيض الأقرب إلى الأرض خلال الشهر القمري وهو من أجمل الأقمار الكاملة في موسم الشتاء ثم تتناقص إضاءته تدريجيا و يقترن بكوكب المشتري النير مساء 7 ديسمبر وبعد منتصف ديسمبر يتضاءل ضوء القمر ليختفي مع ولادة القمر الجديد حيث يحدث الاقتران المركزي للشمس والقمر في 20 ديسمبر.
وقال إن هذا الحدث يشكل بداية مرحلة القمر المحاق و ولادة القمرالجديد حيث تغيب إضاءة القمر ليلتين تقريبًا مما يجعل السماء مثالية لرصد الأجرام الخافتة وزخّات الشهب والسدم و المجرات والغناقيد النجمية.
وذكر أن ذروة زخّة شهب التوأميات تبلغ ليلة 13–14 ديسمبر وهذه الزخة التي تصدر من كوكبة الجوزاء أو التوأمين تعتبر من أكثر زخّات الشهب غزارةً في السنة ويمكن رؤية عشرات الشهب في الساعة في الظروف الجيدة حول فترة القمر الجديد مما يزيد من جمال المشهد.
أما الاقترانات الكوكبية المميزة التي ستحدث خلال ديسمبر فهناك اقتران للقمر مع كوكب المشتري مساء 7 ديسمبر ومع زحل مساء 26 ديسمبر ويقترن القمر بعنقود الثريا مرتين خلال ديسمبر أولا قبل تمام البدر في 3 ديسمبر وقبل اكتمال إضاءة القمر البدر من جديد، يحدث واحد من أجمل مشاهد السماء الشتوية و هو اقتران القمر مع الثريا في ليلة رأس السنة مساء 31 ديسمبر حيث تظهر الثريا أو“الشقيقات السبع” كعنقود نجمي لامع في كوكبة الثور ويقترب منها القمر الأحدب الأول هذا الاقتران هو من أروع المشاهد التي تُرى بالعين المجردة ويزداد جماله عند مراقبته بالمنظار حيث تتلألأ نجوم الثريا بجوار القمر الذي يمكن رصد تضاريسه عند المنطقة الفاصلة بين الاضاءة والعتمة على سطحه.
وفي 21 ديسمبر يصل الانقلاب الشمسي الشتوي إيذانًا بأطول ليلة في السنة وأقصى ميل جنوبي للشمس ورغم أن الحدث لا يعتبر ظاهرة و لا تُرى مباشرة في السماء إلا أنها علامة فلكية مهمّة وبداية رسمية لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وتستمر الأحداث الفلكية في 22–23 ديسمبر مع ذروة زخّة شهب الدبّ الأصغر وهي أقل نشاطًا من التوأميات لكنها تُشاهد بشكل أفضل في الليالي الباردة الصافية بعيدًا عن أضواء المدن.
ولفت إلى أن ديسمبر يعد من أجمل أشهر السنة لهواة الرصد بالمنظار فسماء الشتاء في الجزيرة العربية غنية بالأجرام الرائعة التي لا تحتاج إلى تلسكوب لرؤيتها ومع برودة الأجواء وصفاء السماء تبرز عناقيد مشهورة وسُدُم لامعة ومجرات يمكن تمييزها بسهولة حتى للمبتدئين بالمنظار و من أهمها سديم الجبار (سديم أوريون) ويظهر بوضوح في كوكبة الجبار (أوريون) إضافة الى عنقود الثريا و هي أجمل عنقود نجمي للعين المجردة، لكنها تصبح مذهلة بالمنظار
و كذلك عنقود القلائص (هييادس) و يقع قرب الثريا في كوكبة الثور و هو أقرب عنقود نجمي إلينا لذلك يظهر واسعًا وممتدًا ويُرصَد بشكل ممتاز بالمنظار و يشكّل هو والثريا ثنائيًّا جميلًا في سماء ديسمبر.
ومن أهم الأجرام أيضا مجرة أندروميدا و هي ألمع مجرة يمكن رؤيتها بالمنظار وتقع في كوكبة المرأة المسلسلة (أندروميدا).