رئيس الدولة يهنئ هاتفياً رئيس أذربيجان باتفاق السلام الأذري - الأرميني التاريخي
الخبير البولندي في الذكاء الاصطناعي داويد أداتش لـ (الفجر):
الإمارات نموذج عالمي في التميز والريادة بمجال الذكاء الاصطناعي
أكد داويد أداتش الخبير البولندي في مجال الذكاء الاصطناعي ومؤسس مشارك لمنصة MDBootstrap.com، أن دولة الامارات العربية المتحدة وضعت لنفسها خارطة طريق تستهدف أن تكون محطة عالمية للابتكار والإبداع، وقد ايقنت مبكراً أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في صناعة المستقبل، فقامت بخطوة غير مسبوقة في 2017 بتعيين عمر سلطان العلماء كأول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم بهدف تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
وأضاف أن جهود الإمارات في هذا المجال تحظى بتقدير عالمي، حيث احتلت في أحدث تصنيفات "أداة ستانفورد العالمية لقياس حيوية الذكاء الاصطناعي"، المرتبة الخامسة عالميًا والأولى على مستوى الشرق الأوسط.
مشـــــيراً إلى أن الإمارات بمـــــواصلة جهــــودها والتزامها الحقيقي بإدماج الذكاء الاصطناعي في رؤيتها الوطنية وتركيزها الدائم على الإبداع وتوسيع نطاق الابتكار وتطوير المواهب الشابة فإنها لن تكتفي بالحفاظ على مكانتها الدولية، بل ستعيد تعريف مفهوم الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.
وقال أداتش: إن تقدم الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي مذهل بالفعل، ويستحق التحليل بعناية لفهم موقعها بشكل أفضل، على سبيل المثال، تعيين عمر سلطان العلماء كأول وزير للذكاء الاصطناعي في عام 2017 وإطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 هما خطوتان واضحتان تعكسان التزامًا حقيقيًا بإدماج الذكاء الاصطناعي في رؤية الإمارات الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت الإمارات بشكل كبير في البنية التحتية والتعليم والشراكات التي تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن القيادة الحقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي لا تتعلق فقط باتخاذ خطوات جريئة؛ بل تتعلق بالحفاظ على التأثير المستدام.
القيادة تعني القدرة على تعزيز الابتكار، والتغلب على التحديات الحقيقية، والتأثير في مجتمع الذكاء الاصطناعي العالمي، ولذلك فالإمارات تسير في الاتجاه الصحيح، مؤمنة بأن التحدي يكمن في الحفاظ على هذا الزخم ومواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.
وردا على سؤال بشأن المبادرات الإماراتية للحفاظ على الريادة في الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم وتطوير المواهب مثل (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) و(برنامج المليون مبرمج) قال أداتش: إن هذه المبادرات هي أمثلة ممتازة على كيفية تركيز الإمارات على تطوير المواهب على المدى الطويل.
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي هي مؤسسة فريدة من نوعها، وهي واحدة من الجامعات القليلة عالميًا التي تركز بالكامل على الذكاء الاصطناعي، هذا يعكس التزام الإمارات بتطوير الخبرات في مجال يتطلب معرفة متقدمة.
من جهة أخرى، برنامج (المليون مبرمج) يهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي متاحًا لجمهور أوسع من خلال تعليم المهارات العملية للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن من المهم أن ندرك أن هذا المجال يتطور بسرعة هائلة، قد تصبح مهارة كتابة الأوامر للذكاء الاصطناعي أقل أهمية مع مرور الوقت مع تطور الأنظمة التي تعتمد على التفاعل الطبيعي مثل اللغة المنطوقة، أو تحليل السلوك. مبادرات التعليم في الإمارات جديرة بالإعجاب، وأتوقع أن تظل مرنة ومتجددة لتواكب التطورات التكنولوجية.
وتطرق إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على القطاعات الرئيسية مثل الصحة والنقل والطاقة في الإمارات، مشيراً الى أن الذكاء الاصطناعي يحدث تأثيرًا عميقًا في العديد من القطاعات الحيوية في الإمارات.
في قطاع الصحة، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيص ومراقبة المرضى عن بُعد، بل وحتى دعم العمليات الجراحية. على سبيل المثال، بدأت المستشفيات في الإمارات استخدام أدوات التصوير بالذكاء الاصطناعي التي تقلل من احتمالات الخطأ في التشخيص، مما يجعل الرعاية الصحية أكثر دقة وكفاءة.
وفي مجال النقل، تهدف استراتيجية دبي للنقل الذكي ذاتي القيادة إلى جعل 25% من جميع الرحلات في دبي ذاتية القيادة بحلول عام 2030، مما يسهم في تقليل الانبعاثات وتحسين كفاءة التنقل.
أما في قطاع الطاقة، فإن الإمارات تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الشبكات الكهربائية، ودمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، والتنبؤ بشكل أدق باحتياجات الطاقة، هذه المبادرات تعكس قدرة الإمارات على تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزز الاستدامة.
(الفجر) سألت الخبير البولندي عن رؤيته لجهود الإمارات ونهجها المثير للاهتمام، وكيف تعزز هذه الجهود مكانة الدولة على الساحة العالمية.. فقال: لا شك أن جهود الإمارات تحظى بتقدير عالمي، على سبيل المثال، في أحدث تصنيفات (أداة ستانفورد العالمية لقياس حيوية الذكاء الاصطناعي)، احتلت الإمارات المرتبة الخامسة عالميًا والأولى على مستوى الشرق الأوسط، هذا إنجاز كبير، خاصة عندما نأخذ في الاعتبار أن هذا التصنيف يقيم الدول بناءً على عوامل مثل الانتاج البحثي، والابتكار، والبنية التحتية، فحين يتم تصنيف الإمارات إلى جانب قوى كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي مثل الولايات المتحدة، والصين فإن هذا يظهر مدى فعالية استثماراتها ومواردها، وهي تدرك جيداً أن هذا التصنيف ليس مجرد وسام شرف؛ بل هو مسؤولية، وهو تصنيف يعكس المعايير العالية التي وضعتها الإمارات لنفسها، والحفاظ على هذا المستوى يتطلب جهدًا مستمرًا، وتركيزا دائماً على تطوير المواهب، وتوسيع نطاق الابتكار عبر الصناعات، وتعزيز ثقافة الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، التصنيف هو دليل على قدراتهم، ولكنه أيضًا دعوة للحفاظ على ما حققوه بهدف تطويره.
وتحدث أداتش عن مشاريع (فالكون) التي طورتها دولة الإمارات وأهميتها في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، مشيراً إلى أن مشاريع مثل (فالكون 40 بي) و(180بي) تعتبر تحولات جذرية، هذه النماذج هي أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على فهم ومعالجة كميات كبيرة من المعلومات المعقدة.
وما يميز (فالكون) هو قرار الإمارات بجعل هذه النماذج مفتوحة المصدر، مما يعني أن الباحثين، والمطورين، والشركات حول العالم يمكنهم الوصول إليها وتحسينها، هذا القرار يعزز التعاون العالمي ويضع الإمارات في موقع ليس فقط كمستهلك للتكنولوجيا، بل كمساهم رئيسي في تطورها، ومن خلال هذه الخطوة، أرسلت الإمارات رسالة واضحة أنها جادة في دعم الابتكار على نطاق عالمي، ومع ذلك، فإن نجاح هذه النماذج يعتمد أيضًا على مدى تبنيها في التطبيقات الواقعية مثل: تحسين الخدمات، وأتمتة العمليات، ودعم اتخاذ القرارات في مختلف القطاعات، إنها مبادرة جريئة تعكس طموح الإمارات في قيادة الابتكار وإتاحته للجميع.
وفي الختام أكد خبير الذكاء الاصطناعي البولندي أن الإمارات وضعت أساسًا قويًا بفضل استثماراتها الاستراتيجية، ومبادراتها الجريئة، وشراكاتها الدولية، مساهماتها مثل مشاريع فالكون مفتوحة المصدر، وتعليم الكفاءات من خلال جامعة محمد بن زايد، وتصنيفاتها العالية في (ستانفورد) تعكس التزامها أن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، فإن القيادة في الذكاء الاصطناعي ليست هدفًا ثابتًا؛ بل هي عملية تطور مستمرة، التحدي الرئيسي سيكون في كيفية معالجة قضايا مثل تطوير المواهب المحلية، والبقاء في طليعة الأطر التنظيمية، وتوسيع نطاق الابتكارات لتحقيق تأثير مستدام، إذا استطاعت الإمارات تحقيق التوازن بين الابتكار، وبين الاستدامة والأخلاقيات، فإنها لن تكتفي بالحفاظ على مكانتها بل ستعيد تعريف مفهوم الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا.
داويد أداتش في سطور
داويد أداتش خبير في مجال الذكاء الاصطناعي، متخصص في تطوير الحلول التكنولوجية المتقدمة التي تعزز التحول الرقمي للعملاء العالميين، وهو المؤسس المشارك لـ MDBootstrap.com، وهي منصة تستخدمها منظمات مثل (وكالة ناسا، وأمازون، ونايكي، وإيرباص، وسامسونج، وآبل)، وقد اعترفت مجلة فوربس بإنجازاته، حيث أدرجته في قائمة (30 Under 30) المرموقة، وبفضل الخبرة المهنية التي اكتسبها في دول مثل هولندا،وبلجيكا، وبولندا، والهند، يجمع داويد بين الخبرة التكنولوجية وبين الرؤية العالمية، مما يوفر حلولاً مبتكرة لمختلف الأسواق.