الإمارات وأوزبكستان .. شراكة نحو مستقبل أكثر استدامة

الإمارات وأوزبكستان .. شراكة نحو مستقبل أكثر استدامة


تمثل زيارة فخامة شوكت ميرضائيف رئيس جمهورية أوزبكستان إلى دولة الإمارات محطة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أوزبكستان، والتي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في العديد من المجالات أبرزها التعاون القائم في مجال الطاقة النظيفة والمشاريع المعنية بقطاع الاستدامة.
واتخذت العلاقات الثانية بين الدولتين منحاً تصاعدياً في السنوات الأخيرة وصلت إلى مستوى إستراتيجي، وشكلت اللقاءات الثنائية والزيارات الرسمية بين قيادتي ومسؤولي البلدين محركاً إيجابيا لإحراز تقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويجري حالياً تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي بمشاركة كل من مصدر ومبادلة وموانئ دبي العالمية وصندوق أبوظبي للتنمية وشركات إماراتية أخرى.وتشتمل قائمة المشاريع التي تربط البلدين في المجال البيئي على مشاريع للطاقة النظيفة وإدارة النفايات، منها مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام النفايات الحرارية في منطقتي بخارى ونافوي بقيمة 200 مليون دولار، ومشروع لبناء محطة طاقة الرياح بقوة 1000 ميجاوات في منطقة في نافوي ومشروع لتطوير نظم الإنتاج الزراعي المستدام بقيمة مليون دولار، لإنشاء بنك بذور للنباتات الصحراوية المقاومة للملوحة، وبرنامج بحثي مشترك حول أهداف التنمية المستدامة بين جامعة الإمارات والجامعة الخضراء في أوزبكستان للطلاب من كلا البلدين.

وتهدف هذه المبادرة إلى تدريب جيل جديد من الاختصاصيين القادرين على معالجة القضايا البيئية الملحة والإسهام بشكل كبير في التنمية المستدامة للمنطقة، ونما حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان بأكثر من 1.5 ضعف خلال السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب الإحصائيات فقد ارتفع إجمالي حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وأوزبكستان بشكل ملحوظ بنسبة 113% من 2018 إلى 2019، حيث وصل إلى 689 مليون دولار في 2019.واتفقت الإمارات وأوزبكستان في مايو الماضي على تنمية الشراكة الاقتصادية في قطاعات الاقتصاد الجديد والسياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا المالية والابتكار والنقل والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والزراعة والأمن الغذائي والبيئة والبنية التحتية، وذلك خلال اجتماع الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، في العاصمة الأوزبكية طشقند.

وفي سياق متصل، شهد التعاون السياحي تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، إذ بلغ عدد السياح الأوزبكيين الذين زاروا الإمارات أكثر من 65 ألف سائح خلال عام 2023 بنسبة زيادة بلغت حوالي 30% مقارنة بعام 2022.وتسعى أوزبكستان وفقاً لإستراتيجية "أوزبكستان الجديدة" إلى تجسيد أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني، حيث تشهد إصلاحات نشطة في الإطار القانوني والتنظيمي لدعم ريادة الأعمال الخاصة وتهيئة بيئة مواتية لتدفق الاستثمارات الموجهة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال ك.ب. تورسونوف، نائب رئيس لجنة مجلس الشيوخ في المجلس الأعلى المعنية بالميزانية والشؤون الاقتصادية في أوزبكستان في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة تتوقف إلى حد كبير على توفير التمويل اللازم، مضيفاً أنه وفقًا للبنك الدولي، فإن حجم الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة يتراوح بين 2 و4 تريليونات دولار سنويًا، أي حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.وأوضح أنه ووفقا لتحليل تقييم تمويل التنمية في أوزبكستان، يتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة الوطنية جذب استثمارات إضافية لا تقل عن 6 مليارات دولار سنويًا، مؤكداً أنهم يتطلعون إلى رفع نسبة الموارد المخصصة في الميزانية العامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من 69% في عام 2024 إلى 72% في عام 2025.

ووقعت حكومة دولة الإمارات وحكومة جمهورية أوزبكستان في أبريل 2019 اتفاقية للشراكة الإستراتيجية في التحديث الحكومي، تضمنت إطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة بالاستفادة من تجربة حكومة دولة الإمارات، في خطوة شكلت امتداداً للعلاقات المتينة المتنامية بين البلدين الصديقين.وحققت الشراكة الإستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين، على مدى 6 سنوات نجاحاً كبيراً ونتائج متميزة، ضمن 35 محورا تقريبا.يذكر أن تاريخ العلاقات الإماراتية الأوزبكية يعود إلى العام 1992 حيث بدأت القنصلية العامة لجمهورية أوزبكستان نشاطها في دبي، وفي العام 2007، تم إنشاء سفارة جمهورية أوزبكستان في أبو ظبي، فيما افتتحت القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في أوزبكستان في العام 2004.