الاستمطار .. رافد مهم لمنظومة الأمن المائي

الاستمطار .. رافد مهم لمنظومة الأمن المائي

تلجأ العديد من دول العالم ومن أبرزها دولة الإمارات إلى تنفيذ عمليات الاستمطار بهدف زيادة كميات الأمطار عن طريق تلقيح السحب من خلال استخدام الطائرات، حيث تسهم هذه العمليات في رفع الحصاد السنوي من مياه الأمطار ودعم الوضع المائي للدولة وزيادة معدلات الجريان السطحي للأودية ودعم المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.
وتعتبر الإمارات من الدول المتطورة في منطقة الشرق الاوسط من ناحية الجاهزية والتقدم ولديها خبرة واسعة في هذا المجال حيث تقوم باستخدام أحدث الإمكانات المتوفرة على المستوى الدولي وأحدث الأجهزة المتطورة عالميا في دعم عمليات الاستمطار والتي تعتمد على شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة ومراقبة السحب على مدى 24 ساعة .
وقال سعادة الدكتور عبد الله أحمد المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على مدار العقود الماضية شهدت دولة الإمارات بفضل توجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة انطلاقة مسيرة تنموية مميزة شملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ولم يكن لهذه المسيرة من أن تكتمل وتؤتي ثمارها دون النظر إلى جوانب الأمن المائي باعتبارها مرتكزا أساسيا في ضمان استدامة التنمية وترسيخ نتائجها”.
وأضاف : “ من هنا جاء دور المركز الوطني للأرصاد من خلال مشروعاتنا التطبيقية في مجال الاستمطار المستندة إلى نتائج أبحاث المشاريع البحثية الحاصلة على منحة برنامج الإمارات للاستمطار لتشكل رافدا مهما لمنظومة الأمن المائي ليس فقط على المستوى المحلي بل كذلك على المستوى الدولي عبر دعم الأبحاث المتعلقة بالاستمطار وتحسين الطقس”.
وأشار إلى أن مسيرة المركز الوطني للأرصاد تواصلت في دعم الجهود الحكومية الرامية لضمان الأمن المائي كذلك عبر تأسيس مصنع الإمارات لتحسين الطقس الذي بدأت عملياته التشغيلية في العام 2018 والمتخصص في صناعة إنتاج “الشعلات الملحية” الخاصة بعمليات الاستمطار، ويقوم حاليا بإنتاج نوعين من الشعلات المستخدمة في عمليات تلقيح السحب الجوية والأرضية وتصل قدرته الإنتاجية إلى 250 شعلة أسبوعيا.
وقال المندوس “ إن كل هذه المحطات المميزة في مسيرة المركز الوطني للأرصاد جاءت في إطار توجهات دولة الإمارات لتحقيق أعلى مستويات الأمن المائي محليا والسعي للنهوض بعلوم الاستمطار كحل لمواجهة التحديات المائية في المناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم؛ وهي تؤسس كذلك للمزيد من الإنجازات في هذا المجال الهام، التي سنواصل العمل عليها، وتهيئة البنية التحتية لناحية التقنيات والمعدات والأبحاث لمواصلتها لما فيه خير ورفاهية أجيالنا المستقبلية “ .
من جهته أوضح خالد العبيدلي رئيس قسم تطبيقات الاستمطار بالمركز الوطني للأرصاد في تصريح لـ “ وام “ أن تلقيح السحب عبارة عن عملية نثر مواد ملحية صديقة للبيئة في السحب حيث تعمل هذه الأملاح المايكروسكوبية الحجم على تجميع القطرات المائية الدقيقة لتصبح كبيرة الحجم مما يعطيها فرصة لتطوير العمليات الفيزيائية داخل السحابة وبالتالي تزداد عمليات التصادم والتلاحم بين هذه القطرات لتصبح كبيرة الحجم وتسقط نتيجة ثقل وزنها من قاعدة السحابة لتصل إلى الأرض على شكل أمطار.
ولفت إلى أن عملية تلقيح السحاب تعتمد على استخدام شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة لتتم مراقبة بدء تكون السحب والتي تعتبر الخطوة الأساسية في عملية التلقيح حيث تتم عملية الاستمطار عن طريق إطلاق الشعلات الملحية المحملة على جناحي الطائرة وهي عبارة عن عبوات من الأملاح يتم ضخها في السحب المحملة بنسب عالية من الرطوبة لزيادة التكثف المائي وتشكيل المطر، ويتم تصنيع تلك الشعلات في “مصنع الإمارات لتحسين الطقس” .
وتعتبر عمليات استمطار السحب من العمليات التي تتطلب الدقة في طريقة تلقيح السحابة والتي عادة تكون قابلة للاستمطار / السحب الركامية / حيث أن هناك أنواعا من السحب تكون غير قابلة للاستمطار وبالتالي فإن من أهم التحديات التي يواجهها فريق العمل هو الدقة في تواجد الطائرة بالمكان المناسب عند قاعدة السحابة لتنفيذ نثر الأملاح في ذلك المكان الذي يصاحبه عادة رياح عامودية تعمل على حمل هذه الأملاح الاسترطابية داخل السحابة.
وتتم عملية الاستمطار ضمن سلسلة من الإجراءات الدقيقة يقوم بتنفيذها خبراء المركز الوطني للأرصاد وتستغرق عملية احتراق كامل الشعلة الملحية التي تتكون من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم بشكل أساسي حوالي 4 دقائق وثم تبدأ عملية تفاعل هذه الأملاح من خلال العمليات الفيزيائية الدقيقة والتي تستمر من 10 إلى 15 دقيقة وذلك حسب تركيز القطرات المائية داخل السحاب في المتر المكعب، حيث تبدأ هذه المواد الاسترطابية بتجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم وذات ثقل بحيث يصبح الهواء غير قادر على حملها لتسقط على شكل أمطار.
وتعود عمليات الاستمطار في الإمارات للعام 1990 حيث كانت عبارة عن تجارب بسيطة ثم بدأت تأخذ مجرى يعتمد المبادئ العلمية والدراسات الفيزيائية والكيميائية وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات العريقة منها المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو الولايات المتحدة الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالإضافة إلى جامعة “وت ووترز راند” من جنوب إفريقيا.
ويمتلك المركز الوطني للأرصاد اليوم شبكة رصد سطحية متطورة عددها 91 محطة تنتشر على كامل مساحة الدولة وتغطي مناطق مختلفة ذات طابع مناخي متنوع حيث تعمل على رصد كافة العوامل الجوية ومنها كميات الأمطار ودرجات الحرارة وسرعة واتجاه الرياح والرطوبة وغيرها من المؤشرات التي تسهم قراءتها وتحليلها في إعداد نشرات الطقس المتكاملة عن الأحوال الجوية في الدولة. ونظرا لأهمية رصد وتتبع الأمطار الساقطة على الدولة تم تعزيز شبكة الرصد الجوي التابعة للمركز بإضافة شبكة مختصة لرصد الأمطار عددها 17 محطة وذلك من أجل تحسين الدراسة المتعلقة بتوزيع الأمطار بالإضافة إلى وجود 7 محطات يدوية للرصد السطحي في مطارات الدولة.
ويستخدم المركز عددا من الطائرات المجهزة بأحدث التقنيات التي يتم من خلالها تلقيح السحب وإجراء البحوث الجوية، كما أنه يتبادل المعلومات مع المنظمات الدولية والاقليمية للاطلاع على أحدث التطورات الجديدة الخاصة بالأبحاث العلمية المعنية بالاستمطار.
ويعد المركز الوطني للأرصاد المصدر الرسمي والوحيد المسؤول عن جمع البيانات المتعلقة بأحوال الطقس ومراقبة وتحليل التغيرات التي تحدث في الغلاف الجوي داخل الدولة، وتقديم خدمات التنبؤات الجوية بمجالاتها الرئيسة العامة والبحرية والطيران.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/