رئيس الدولة ورئيس أوزبكستان يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
تطورات فيروس كورونا:
البديل الإنجليزي يأخذ الأسبقية على الآخرين ...!
- الانتقال، الخطورة، الطفرات ... هذا ما يُعرف عن طفرة كوفيد- 19
- في هذا النوع من المواقف، من الصعب دائمًا التمييز بين السبب والنتيجة
- لم تُكتشف أي من الطفرات التي غيّرت بشكل كبير قدرة الفيروس على البقاء والتكاثر
- في الوقت الحالي، لا يُعرف من أين جاء هذا البديل الجديد
- لن تعرقل الطفرات فعالية اللقاحات المعتمدة بشكل كبير
- لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا البديل من سارس كوف- 2 يغيّر من خطورة المرض
يمكن لنوع جديد من كورونا فيروس سارس كوف-2، وهو الفيروس المسؤول عن كوفيد-19، أن يكون وراء زيادة انتقال هذا المرض في أجزاء من المملكة المتحدة. ونتيجة لذلك، وضعت الحكومة البريطانية قيودًا جديدة أكثر صرامة من “المستوى 4” في العديد من المناطق، منها لندن. ولن يتمكن سكان المناطق المتضررة من قضاء عيد الميلاد مع الناس خارج منازلهم. وفي أماكن أخرى من البلاد، يُسمح بالتجمّع يوم عيد الميلاد فقط.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون ومستشاروه العلميون الرئيسيون، إنه بعد ظهور هذا النوع الجديد، يمكن أن يزداد انتقال المرض بنسبة تصل إلى 70 بالمائة، ويمكن أن يزيد عدد التكاثر الفعلي بمقدار 4،0 (رقم التكاثر هو تقدير لمعدل عدد الأفراد الذين يمكن أن يصيبهم الشخص المصاب).
ولفهم الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف، وتقييم ما نعرفه حتى الآن، أجرت ذي كنفرساسيون مقابلة مع لوسي فان دورب، باحثة في الجينوميات الميكروبية في جامعة كلية لندن، وخبيرة في تطور مسببات الأمراض، فيما يلي ترجمته:
*ماذا نعرف عن هذا البديل الجديد؟
- تم الإعلان الأول بخصوص هذا المتغير الجديد، الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة، والذي يسمى VUI -202012/01 (المتغير قيد التحقيق، عام 2020، الشهر 12، متغير 01) أو سلالة ب 7.1.1، في 14 ديسمبر من قبل وزير الصحة البريطاني. وتم تأكيد المعلومات بعد ذلك من قبل الصحة العامة انجلترا، والاتحاد البريطاني المخصص للتسلسل المرتبط بوباء كوفيد-19. وكشفت مراجعة لقواعد بيانات سارس كوف-2، أن العينة الأولى التي تحتوي على هذا المتغير الجديد تم جمعها في مقاطعة كينت في 20 سبتمبر.ويحمل الملف الجيني -أو الجينوم -لهذا المتغير أربعة عشر طفرة، سبعة منها تقع في مناطق ترميز بروتين سبايك، الذي يتوسط دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية. وهذا عدد كبير نسبيًا من التعديلات مقارنة بالعديد من المتغيرات المتداولة في العالم.حتى الآن، تم تسلسل جينوم هذا المتغير الجديد على نطاق واسع (وتبادل البيانات) من العينات التي تم جمعها في المقام الأول في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد تم العثور عليها أيضًا في الدنمارك، وكذلك في أستراليا، في مناسبتين. كما تم الإبلاغ عن حالة في هولندا.
وتجدر الإشارة، إلى أن جميع هذه البلدان لديها سياسات مهمة لتسلسل الفيروس، مما يعني أنه من الممكن جدًا ألا تعكس هذه الملاحظات التوزيع العالمي الحقيقي لهذا النوع الفيروسي: يمكن أن يكون موجودًا في مكان آخر، ولكن لا يتم الكشف عنه بسبب نقص حجم التسلسل الكافي. وسنعرف المزيد عندما يتم ترتيب الجينوم الجديد ومشاركته.
بفضل مشاركة البيانات والمراقبة الجينية ونتائج اختبارات كوفيد-19 التي أجريت في المملكة المتحدة، نرى أن هذا البديل يبدو أنه بدأ يأخذ الأسبقية على الآخرين. وقد يكون مسؤولاً في أجزاء من البلاد عن عدد متزايد من حالات كوفيد-19، لا سيما في الأماكن التي يتزايد فيها هذا العدد بسرعة.
وفي هذا النوع من المواقف، من الصعب دائمًا التمييز بين السبب والنتيجة. وبالتالي، فإن الزيادة في ظهور طفرات معينة قد تكون بسبب الزيادة في تواتر السلالات الفيروسية التي تحملها، ولكن ليس بالضرورة بسبب انتقالها بشكل أفضل؛ قد يكون التفسير البديل هو أن هذه المتغيرات موجودة فقط في المناطق التي يكون فيها انتقال العدوى مرتفعًا، بسبب بعض الأنشطة البشرية المحلية أو سياسات الصحة العامة التي تم وضعها هناك، على سبيل المثال.
ومع ذلك، على الرغم من إمكانية تفسير نجاح هذا المتغير الجديد بهذه الطريقة، فإن الملاحظات الأولى التي تم إجراؤها حتى الآن تبرر الاهتمام بشكل خاص بتوصيفه ومراقبته، فضلاً عن إعداد التدخلات لوقف انتقاله.
*هل هذا البديل الجديد أكثر خطورة؟
- صرح كبير الاطباء كريس ويتي، بشكل لا لبس فيه، أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا البديل من سارس كوف-2 يغيّر من خطورة المرض، سواء من حيث الوفيات أو شدة المرض بين الحالات المصابة. والعمل جار لتأكيد هذا.
*كيف تحدث طفرات الفيروس؟
- تعد الطفرات جزءً طبيعيًا من تطور الفيروسات. في حالة سارس كوف-2، يمكن أن تنتج هذه الطفرات عن أخطاء عشوائية أثناء تكاثر الفيروس. ويمكن أن تحدث أيضًا عن طريق البروتينات المضادة للفيروسات الموجودة في الأشخاص المصابين. وأخيرًا، يمكن أن تحدث عن طريق إعادة التركيب، وهو نوع من “الخلط” الجيني. ومع ذلك، لم يتم اكتشاف أي علامات على إعادة التركيب بالنسبة لـ سارس كوف-2.
عادة ما تكون معظم الطفرات الفيروسية غير فعالة. لذلك عندما قمنا بتقييم الطفرات الدقيقة التي أثرت على أكثر من 50 ألف جينوم فيروسي خلال الموجة الأولى من الوباء، لم نكتشف أيًا من الطفرات التي غيّرت بشكل كبير قدرة الفيروس على البقاء والتكاثر.
من حين لآخر، فإن الطفرة، أو في هذه الحالة مجموعة معينة من الطفرات، تعطي الفيروس ميزة جديدة. وإذا سمحت البيئة الوبائية بذلك، يمكن للفيروسات التي تحمل هذه التوليفات من الطفرات أن ترى زيادة تواترها بين السكان، تحت تأثير الانتقاء الطبيعي.
*من أين يأتي هذا البديل الجديد؟
- في الوقت الحالي، لا نعرف. حتى الآن، لم يتعرف العلماء على أي فيروس وثيق الصلة يسمح بدعم النظرية القائلة بأن هذا البديل قد تم إدخاله إلى البلاد. وبدلاً من ذلك، فإن أنماط الطفرات التي لوحظت على أساس البيانات المتاحة حاليًا، تدافع لصالح فترة طويلة من التطور التكيّفي، والذي يحتمل أنه حدث في المملكة المتحدة.
وقد لوحظت ملامح طفرة مشابهة لتلك أثناء تطور فيروس سارس كوف-2 في المرضى المصابين بالعدوى المزمنة، والذين يكون جهازهم المناعي أضعف من الطبيعي. الفرضية الحالية هي أن مثل هذا السيناريو للعدوى المزمنة، في مريض واحد، يمكن أن يكون قد لعب دورًا في ظهور هذا المتغير. وسيتم إجراء بحث جديد لتوضيح ذلك.
*كم عدد المتغيرات من سارس كوف-2 التي وجدناها حتى الآن؟
- هناك عدة آلاف من سلالات سارس كوف-2، والتي تختلف عن بعضها البعض من خلال عدد صغير من الطفرات في المتوسط. ولا يدعو اكتشاف هذا المتغير الجديد إلى التشكيك في حقيقة أن سلالات سارس كوف-2 المنتشرة حاليًا في العالم لها تنوع جيني منخفض.
ومهما كانت دقيقة، فإن الطفرات الموجودة في السلالات المختلفة يمكن أن تكون مفيدة جدًا في إعادة بناء أنماط الوراثة. في بداية الوباء، على سبيل المثال، ما لا يقل عن ألف إدخال لـ سارس كوف-2 في المملكة المتحدة تم التمكّن من تحديدها بعد إسنادها إلى سلالات مختلفة.
*لماذا هذا البديل مختلف؟
- من المهم التأكيد على أن العديد من الطفرات الموجودة في هذا البديل البريطاني الجديد قد تمت ملاحظتها في متغيرات أخرى من سارس كوف-2 من قبل، وهذا في بعض الأحيان في وقت مبكر جدًا من الوباء. ومع ذلك، فإن هذا البديل له عدد وتوليفة من الطفرات غير عادية.
وقد ثبت سابقًا أن إحدى هذه الطفرات، N501Y، تزيد من ارتباط الفيروس بالمستقبلات في خلايانا. تم وضع تسلسل N501Y لأول مرة في فيروس موجود في البرازيل في أبريل 2020. وهو مرتبط حاليًا بمتغير سارس كوف-2 الذي يتزايد تواتره أيضًا في جنوب إفريقيا -سلالة مستقلة من ب 7.1.1، والتي تستحق أيضًا أن تؤخذ في الاعتبار.
إن عمليات الحذف الخاصة التي تم تحديدها في بروتين سبايك ب 7.1.1 ظهرت في سلالات أخرى متعددة من الفيروس بوتيرة متزايدة. كما تظهر أيضًا في حالات العدوى المزمنة، حيث يمكنها تغيير قابلية اكتساب المناعة – بمعنى قدرة التعرّف على الفيروس بواسطة الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي.
ويمكن أن ترتبط عمليات الحذف هذه أيضًا بطفرات أخرى موجودة في منطقة ربط بروتين سبايك لفيروس كورونا. وهذا هو الحال بشكل خاص مع الطفرات التي لوحظت أثناء عدوى المنك الذي تمت تربيته في المزارع، وكذلك الطفرة التي من المعروف أنها لعبت دورًا في قدرة الفيروس على الهروب من جهاز المناعة لدى البشر. ويحتوي المتغير الجديد ب 7.1.1 ايضًا على جين ORF8 مبتورا، في حين ارتبطت عمليات الحذف في هذه المنطقة بانخفاض شدة المرض.ولا يزال يتعين تحديد التأثير الوظيفي لهذه الطفرات وعمليات الحذف، لا سيما عندما تكون مندمجة كما في حالة ب 7.1.1. ويؤكد العدد الكبير من الطفرات الموجودة في هذا المتغير الاستثنائي، والزيادة الأخيرة في انتشاره، بالإضافة إلى الأهمية البيولوجية المحتملة لبعض الطفرات المعنية، يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث.
*اي آثار على مستوى اللقاح؟
- في الوقت الحالي، لا نعرف. وما يبعث على الاطمئنان هو أن اللقاحات تثير ردا واسعا من الاجسام المضادة موجهة ضد بروتين سبايك بالكامل. لذلك لا ينبغي أن تعرقل الطفرات فعاليتها بشكل كبير. والاختبارات لتأكيد هذا جارية.ومع ذلك، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الأنواع الأخرى من فيروسات كورونا الموسمية قادرة إلى حد ما على الهروب من المناعة بمرور الوقت. لذلك من المعقول جدا أن نضطر يومًا ما إلى تحديث اللقاحات التي تهدف إلى مكافحة كوفيد-19، كما نفعل مع تلك التي تستهدف الإنفلونزا، من أجل تكييفها مع المتغيرات المتداولة ساعة استخدامها.
من السابق لأوانه القول ما إذا كان مثل هذا الوضع سينشأ. ما هو مؤكد، مع ذلك، هو أن التسلسل المتعمق للجينوم لمختلف متغيرات كورونا فيروس سارس كوف-2، ومشاركة البيانات الناتجة، وإنشاء بروتوكولات تسمح بمتابعة ظهورها ومستقبلها، ستشكل عناصر ضرورية لجمع المعلومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
- في هذا النوع من المواقف، من الصعب دائمًا التمييز بين السبب والنتيجة
- لم تُكتشف أي من الطفرات التي غيّرت بشكل كبير قدرة الفيروس على البقاء والتكاثر
- في الوقت الحالي، لا يُعرف من أين جاء هذا البديل الجديد
- لن تعرقل الطفرات فعالية اللقاحات المعتمدة بشكل كبير
- لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا البديل من سارس كوف- 2 يغيّر من خطورة المرض
يمكن لنوع جديد من كورونا فيروس سارس كوف-2، وهو الفيروس المسؤول عن كوفيد-19، أن يكون وراء زيادة انتقال هذا المرض في أجزاء من المملكة المتحدة. ونتيجة لذلك، وضعت الحكومة البريطانية قيودًا جديدة أكثر صرامة من “المستوى 4” في العديد من المناطق، منها لندن. ولن يتمكن سكان المناطق المتضررة من قضاء عيد الميلاد مع الناس خارج منازلهم. وفي أماكن أخرى من البلاد، يُسمح بالتجمّع يوم عيد الميلاد فقط.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون ومستشاروه العلميون الرئيسيون، إنه بعد ظهور هذا النوع الجديد، يمكن أن يزداد انتقال المرض بنسبة تصل إلى 70 بالمائة، ويمكن أن يزيد عدد التكاثر الفعلي بمقدار 4،0 (رقم التكاثر هو تقدير لمعدل عدد الأفراد الذين يمكن أن يصيبهم الشخص المصاب).
ولفهم الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف، وتقييم ما نعرفه حتى الآن، أجرت ذي كنفرساسيون مقابلة مع لوسي فان دورب، باحثة في الجينوميات الميكروبية في جامعة كلية لندن، وخبيرة في تطور مسببات الأمراض، فيما يلي ترجمته:
*ماذا نعرف عن هذا البديل الجديد؟
- تم الإعلان الأول بخصوص هذا المتغير الجديد، الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة، والذي يسمى VUI -202012/01 (المتغير قيد التحقيق، عام 2020، الشهر 12، متغير 01) أو سلالة ب 7.1.1، في 14 ديسمبر من قبل وزير الصحة البريطاني. وتم تأكيد المعلومات بعد ذلك من قبل الصحة العامة انجلترا، والاتحاد البريطاني المخصص للتسلسل المرتبط بوباء كوفيد-19. وكشفت مراجعة لقواعد بيانات سارس كوف-2، أن العينة الأولى التي تحتوي على هذا المتغير الجديد تم جمعها في مقاطعة كينت في 20 سبتمبر.ويحمل الملف الجيني -أو الجينوم -لهذا المتغير أربعة عشر طفرة، سبعة منها تقع في مناطق ترميز بروتين سبايك، الذي يتوسط دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية. وهذا عدد كبير نسبيًا من التعديلات مقارنة بالعديد من المتغيرات المتداولة في العالم.حتى الآن، تم تسلسل جينوم هذا المتغير الجديد على نطاق واسع (وتبادل البيانات) من العينات التي تم جمعها في المقام الأول في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فقد تم العثور عليها أيضًا في الدنمارك، وكذلك في أستراليا، في مناسبتين. كما تم الإبلاغ عن حالة في هولندا.
وتجدر الإشارة، إلى أن جميع هذه البلدان لديها سياسات مهمة لتسلسل الفيروس، مما يعني أنه من الممكن جدًا ألا تعكس هذه الملاحظات التوزيع العالمي الحقيقي لهذا النوع الفيروسي: يمكن أن يكون موجودًا في مكان آخر، ولكن لا يتم الكشف عنه بسبب نقص حجم التسلسل الكافي. وسنعرف المزيد عندما يتم ترتيب الجينوم الجديد ومشاركته.
بفضل مشاركة البيانات والمراقبة الجينية ونتائج اختبارات كوفيد-19 التي أجريت في المملكة المتحدة، نرى أن هذا البديل يبدو أنه بدأ يأخذ الأسبقية على الآخرين. وقد يكون مسؤولاً في أجزاء من البلاد عن عدد متزايد من حالات كوفيد-19، لا سيما في الأماكن التي يتزايد فيها هذا العدد بسرعة.
وفي هذا النوع من المواقف، من الصعب دائمًا التمييز بين السبب والنتيجة. وبالتالي، فإن الزيادة في ظهور طفرات معينة قد تكون بسبب الزيادة في تواتر السلالات الفيروسية التي تحملها، ولكن ليس بالضرورة بسبب انتقالها بشكل أفضل؛ قد يكون التفسير البديل هو أن هذه المتغيرات موجودة فقط في المناطق التي يكون فيها انتقال العدوى مرتفعًا، بسبب بعض الأنشطة البشرية المحلية أو سياسات الصحة العامة التي تم وضعها هناك، على سبيل المثال.
ومع ذلك، على الرغم من إمكانية تفسير نجاح هذا المتغير الجديد بهذه الطريقة، فإن الملاحظات الأولى التي تم إجراؤها حتى الآن تبرر الاهتمام بشكل خاص بتوصيفه ومراقبته، فضلاً عن إعداد التدخلات لوقف انتقاله.
*هل هذا البديل الجديد أكثر خطورة؟
- صرح كبير الاطباء كريس ويتي، بشكل لا لبس فيه، أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا البديل من سارس كوف-2 يغيّر من خطورة المرض، سواء من حيث الوفيات أو شدة المرض بين الحالات المصابة. والعمل جار لتأكيد هذا.
*كيف تحدث طفرات الفيروس؟
- تعد الطفرات جزءً طبيعيًا من تطور الفيروسات. في حالة سارس كوف-2، يمكن أن تنتج هذه الطفرات عن أخطاء عشوائية أثناء تكاثر الفيروس. ويمكن أن تحدث أيضًا عن طريق البروتينات المضادة للفيروسات الموجودة في الأشخاص المصابين. وأخيرًا، يمكن أن تحدث عن طريق إعادة التركيب، وهو نوع من “الخلط” الجيني. ومع ذلك، لم يتم اكتشاف أي علامات على إعادة التركيب بالنسبة لـ سارس كوف-2.
عادة ما تكون معظم الطفرات الفيروسية غير فعالة. لذلك عندما قمنا بتقييم الطفرات الدقيقة التي أثرت على أكثر من 50 ألف جينوم فيروسي خلال الموجة الأولى من الوباء، لم نكتشف أيًا من الطفرات التي غيّرت بشكل كبير قدرة الفيروس على البقاء والتكاثر.
من حين لآخر، فإن الطفرة، أو في هذه الحالة مجموعة معينة من الطفرات، تعطي الفيروس ميزة جديدة. وإذا سمحت البيئة الوبائية بذلك، يمكن للفيروسات التي تحمل هذه التوليفات من الطفرات أن ترى زيادة تواترها بين السكان، تحت تأثير الانتقاء الطبيعي.
*من أين يأتي هذا البديل الجديد؟
- في الوقت الحالي، لا نعرف. حتى الآن، لم يتعرف العلماء على أي فيروس وثيق الصلة يسمح بدعم النظرية القائلة بأن هذا البديل قد تم إدخاله إلى البلاد. وبدلاً من ذلك، فإن أنماط الطفرات التي لوحظت على أساس البيانات المتاحة حاليًا، تدافع لصالح فترة طويلة من التطور التكيّفي، والذي يحتمل أنه حدث في المملكة المتحدة.
وقد لوحظت ملامح طفرة مشابهة لتلك أثناء تطور فيروس سارس كوف-2 في المرضى المصابين بالعدوى المزمنة، والذين يكون جهازهم المناعي أضعف من الطبيعي. الفرضية الحالية هي أن مثل هذا السيناريو للعدوى المزمنة، في مريض واحد، يمكن أن يكون قد لعب دورًا في ظهور هذا المتغير. وسيتم إجراء بحث جديد لتوضيح ذلك.
*كم عدد المتغيرات من سارس كوف-2 التي وجدناها حتى الآن؟
- هناك عدة آلاف من سلالات سارس كوف-2، والتي تختلف عن بعضها البعض من خلال عدد صغير من الطفرات في المتوسط. ولا يدعو اكتشاف هذا المتغير الجديد إلى التشكيك في حقيقة أن سلالات سارس كوف-2 المنتشرة حاليًا في العالم لها تنوع جيني منخفض.
ومهما كانت دقيقة، فإن الطفرات الموجودة في السلالات المختلفة يمكن أن تكون مفيدة جدًا في إعادة بناء أنماط الوراثة. في بداية الوباء، على سبيل المثال، ما لا يقل عن ألف إدخال لـ سارس كوف-2 في المملكة المتحدة تم التمكّن من تحديدها بعد إسنادها إلى سلالات مختلفة.
*لماذا هذا البديل مختلف؟
- من المهم التأكيد على أن العديد من الطفرات الموجودة في هذا البديل البريطاني الجديد قد تمت ملاحظتها في متغيرات أخرى من سارس كوف-2 من قبل، وهذا في بعض الأحيان في وقت مبكر جدًا من الوباء. ومع ذلك، فإن هذا البديل له عدد وتوليفة من الطفرات غير عادية.
وقد ثبت سابقًا أن إحدى هذه الطفرات، N501Y، تزيد من ارتباط الفيروس بالمستقبلات في خلايانا. تم وضع تسلسل N501Y لأول مرة في فيروس موجود في البرازيل في أبريل 2020. وهو مرتبط حاليًا بمتغير سارس كوف-2 الذي يتزايد تواتره أيضًا في جنوب إفريقيا -سلالة مستقلة من ب 7.1.1، والتي تستحق أيضًا أن تؤخذ في الاعتبار.
إن عمليات الحذف الخاصة التي تم تحديدها في بروتين سبايك ب 7.1.1 ظهرت في سلالات أخرى متعددة من الفيروس بوتيرة متزايدة. كما تظهر أيضًا في حالات العدوى المزمنة، حيث يمكنها تغيير قابلية اكتساب المناعة – بمعنى قدرة التعرّف على الفيروس بواسطة الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي.
ويمكن أن ترتبط عمليات الحذف هذه أيضًا بطفرات أخرى موجودة في منطقة ربط بروتين سبايك لفيروس كورونا. وهذا هو الحال بشكل خاص مع الطفرات التي لوحظت أثناء عدوى المنك الذي تمت تربيته في المزارع، وكذلك الطفرة التي من المعروف أنها لعبت دورًا في قدرة الفيروس على الهروب من جهاز المناعة لدى البشر. ويحتوي المتغير الجديد ب 7.1.1 ايضًا على جين ORF8 مبتورا، في حين ارتبطت عمليات الحذف في هذه المنطقة بانخفاض شدة المرض.ولا يزال يتعين تحديد التأثير الوظيفي لهذه الطفرات وعمليات الحذف، لا سيما عندما تكون مندمجة كما في حالة ب 7.1.1. ويؤكد العدد الكبير من الطفرات الموجودة في هذا المتغير الاستثنائي، والزيادة الأخيرة في انتشاره، بالإضافة إلى الأهمية البيولوجية المحتملة لبعض الطفرات المعنية، يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث.
*اي آثار على مستوى اللقاح؟
- في الوقت الحالي، لا نعرف. وما يبعث على الاطمئنان هو أن اللقاحات تثير ردا واسعا من الاجسام المضادة موجهة ضد بروتين سبايك بالكامل. لذلك لا ينبغي أن تعرقل الطفرات فعاليتها بشكل كبير. والاختبارات لتأكيد هذا جارية.ومع ذلك، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الأنواع الأخرى من فيروسات كورونا الموسمية قادرة إلى حد ما على الهروب من المناعة بمرور الوقت. لذلك من المعقول جدا أن نضطر يومًا ما إلى تحديث اللقاحات التي تهدف إلى مكافحة كوفيد-19، كما نفعل مع تلك التي تستهدف الإنفلونزا، من أجل تكييفها مع المتغيرات المتداولة ساعة استخدامها.
من السابق لأوانه القول ما إذا كان مثل هذا الوضع سينشأ. ما هو مؤكد، مع ذلك، هو أن التسلسل المتعمق للجينوم لمختلف متغيرات كورونا فيروس سارس كوف-2، ومشاركة البيانات الناتجة، وإنشاء بروتوكولات تسمح بمتابعة ظهورها ومستقبلها، ستشكل عناصر ضرورية لجمع المعلومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.