رئيس الدولة ورئيس وزراء رومانيا يبحثان علاقات البلدين ويشهدان إعلان مذكرات تفاهم
البرازيل: جايير بولسونارو، وسياسة إنكار الجائحة...!
-- يراهن على التطرف الذي صنع انتخابه، ويسعى إلى تحميل الفاتورة السياسية للركود إلى الحكام ورؤساء البلديات
-- انقلب عليه بعض ناخبيه، وتخلى عنه حلفاء من الوزن الثقيل
-- يخشى المراقبون تفشّي كوفيد 19 في الأحياء الفقيرة
-- بحلول نهاية أبريل قد لا تكون الهياكل الصحية البرازيلية قادرة على استيعاب المرضى
-- أمام عجزه على إدارة الأزمة الصحية، دعوات لـ «انسحابه» وتفويض سلطاته إلى فريق عمل تكنوقراط
إلى أي مدى سيذهب جايير بولسونارو في إنكار جائحة كورونا فيروس؟ الأحد 29 مارس، عبث الرئيس البرازيلي مرة أخرى بالمعايير الصحية لحكومته: ذهب إلى ضواحي العاصمة برازيليا، داعياً السكان إلى عدم احترام تعليمات الحجر التي أصدرها المحافظون ورؤساء البلديات بناء على توصيات ... وزارة الصحة.
ويثير حضوره ذاته مثل هذه التجمعات الجماهيرية التي يجب تجنبها. وقال بولسونارو للتجار المحليين “أدافع عن فكرة أن يعمل الجميع، الفيروس موجود، وعلينا مواجهته، ولكن مثل الرجال وليس مثل الأطفال... الجميع سيموت يوما ما”، مهدّدا بإصدار مرسوم يسمح باستئناف النشاط الاقتصادي الأمر الذي أثار حفيظة المحافظين. من جانبه، حذف تويتر مقطعي فيديو تم نشرهما على حساب جايير بولسونارو، وتظهر هذه الأفلام الرئيس وسط مؤيديه، معتبرا أن الحجر الصحي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم البطالة. هذا، مع الدفاع عن استخدام الكلوروكين، الذي لا يزال يتعين إثبات فعاليته، لعلاج المرضى. وأوضحت الشبكة الاجتماعية في بيان، أنها وسّعت قواعدها المتعلقة بإدارة المحتوى لتطال المعلومات الصحية التي تتعارض مع معلومات المصادر الرسمية، والتي قد تعرّض الأشخاص لخطر عدوى وباء كوفيد 19.
أطروحات مهلوسة
كورونا فيروس؟ كل هذه “الهستيريا” بسبب “أنفلونزا صغيرة”، قال جايير بولسونارو يوم 24 مارس، في خطاب هذياني اتهم فيه المحافظين بالتسبب في حالة من الذعر عن طريق إغلاق المدارس والشركات غير الضرورية.
وبحسب الرئيس، فإن البرازيل بلد ساخن، وهذا من شأنه أن يبطئ انتشار الفيروس. ولما كان سكانها صغارًا نسبيًا، فهي في حفظ ومأمن. لذلك، يكفي، في رأيه، عزل كبار السن. غير ان متوسط عمر الحالات الشديدة في البلاد يتراوح بين 47 و50 سنة. أما بالنسبة لدرجات الحرارة المرتفعة، فهي لم تمنع ريو، وساو باولو، من أن تكونا أحد البؤر الرئيسية للفيروس.
في جميع أنحاء البلاد، تم تسجيل ما يقارب 4300 حالة في شهر واحد، منها 136 حالة وفاة. وتم التقليل من الرقم إلى حد كبير، نظرًا للعدد المحدود من الاختبارات المتاحة. ويخشى المراقبون الآن، الانتشار الواسع لـ كوفيد 19 في الأحياء الفقيرة، حيث تجعل الكثافة السكانية والاكتظاظ في المنزل الواحد عملية الحجر الصحي فاقدة للفاعلية وشبه مستحيلة، هذا الى جانب نقص المياه.
وبحلول نهاية أبريل، قد لا تكون الهياكل الصحية قادرة على استيعاب المرضى، حذر وزير الصحة لويز هنريك مانديتا. ووفق دراسة، فان أكثر من نصف مناطق البلاد لديها أقل من الحد الأدنى المطلوب من 10 أسرة للعناية المركزة لكل مائة ألف نسمة.
عاجز على إدارة الأزمة الصحية، يضاعفها النائب السابق بأزمة سياسية. انه “عبء” قالت صحيفة “أو إستادو دي ساو باولو” اليمينية. “انسحب”، أضافت صحيفة “فولها دي ساو باولو”، داعية جايير بولسونارو إلى تفويض سلطاته إلى “فريق عمل” تكنوقراط. ففي مواجهة تحدي تنسيق الجهود في نظام فيدرالي، وفي بلد ذي أبعاد قارية، أصبح من الضروري تحييد رئيس يغذي الانقسامات، تشرح بشكل أساسي أول صحيفة وطنية يومية.
“بولسونارو، قاتل!”
بالتأكيد، أن رئيس الدولة يتعرض لضغوط من قبل رجال الاعمال الذين يهددون بتسريح العمال إذا استمر تعليق النشاط لفترة طويلة. غير ان إنكاره للوبــاء ألقى ببعض ناخبيه ضده. كل مساء، في المدن الرئيسية في البلاد، وخاصة في المناطق الراقية التي بايعته، يقف البرازيليون في نافذتهم للطرق على المقالي وهم يصرخون “بولسونارو، على بره!” أو “بولسونارو، قاتل”.
تخلى عنه حلفاء من الوزن الثقيل، مثل حاكم ولاية ساو باولو القوية، يبدو أن الرئيس معزول، لكنه لا يزال يحتفظ بقاعدة صلبة تدين له بالولاء. وحسب مسح اجرته داتافولها، يعتقد 35 بالمائة من السكان بأنه يتعاطى جيدًا مع الأزمة، مقابل 33 بالمائة فقط يعتقدون عكس ذلك.
“يراهن الرئيس على الراديكالية التي صنعت انتخابه”، يحلل الكاتب إيغور جيلو. “إنه يسعى إلى نقل التكلفة السياسية للركود إلى الحكام ورؤساء البلديات، يكتب أستاذ العلوم السياسية ماركوس أندريه ميلو، فإذا نجح الحجر الصحي في تخفيف منحنى الوباء، فسيقول إنه كان على حق في الاعتقاد بأن الأزمة لم تكن حادة كما قيل... وخلاف ذلك، فإنه سيزعم أن السلطات الإقليمية تسببت في الفوضى والكارثة”.
-- انقلب عليه بعض ناخبيه، وتخلى عنه حلفاء من الوزن الثقيل
-- يخشى المراقبون تفشّي كوفيد 19 في الأحياء الفقيرة
-- بحلول نهاية أبريل قد لا تكون الهياكل الصحية البرازيلية قادرة على استيعاب المرضى
-- أمام عجزه على إدارة الأزمة الصحية، دعوات لـ «انسحابه» وتفويض سلطاته إلى فريق عمل تكنوقراط
إلى أي مدى سيذهب جايير بولسونارو في إنكار جائحة كورونا فيروس؟ الأحد 29 مارس، عبث الرئيس البرازيلي مرة أخرى بالمعايير الصحية لحكومته: ذهب إلى ضواحي العاصمة برازيليا، داعياً السكان إلى عدم احترام تعليمات الحجر التي أصدرها المحافظون ورؤساء البلديات بناء على توصيات ... وزارة الصحة.
ويثير حضوره ذاته مثل هذه التجمعات الجماهيرية التي يجب تجنبها. وقال بولسونارو للتجار المحليين “أدافع عن فكرة أن يعمل الجميع، الفيروس موجود، وعلينا مواجهته، ولكن مثل الرجال وليس مثل الأطفال... الجميع سيموت يوما ما”، مهدّدا بإصدار مرسوم يسمح باستئناف النشاط الاقتصادي الأمر الذي أثار حفيظة المحافظين. من جانبه، حذف تويتر مقطعي فيديو تم نشرهما على حساب جايير بولسونارو، وتظهر هذه الأفلام الرئيس وسط مؤيديه، معتبرا أن الحجر الصحي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم البطالة. هذا، مع الدفاع عن استخدام الكلوروكين، الذي لا يزال يتعين إثبات فعاليته، لعلاج المرضى. وأوضحت الشبكة الاجتماعية في بيان، أنها وسّعت قواعدها المتعلقة بإدارة المحتوى لتطال المعلومات الصحية التي تتعارض مع معلومات المصادر الرسمية، والتي قد تعرّض الأشخاص لخطر عدوى وباء كوفيد 19.
أطروحات مهلوسة
كورونا فيروس؟ كل هذه “الهستيريا” بسبب “أنفلونزا صغيرة”، قال جايير بولسونارو يوم 24 مارس، في خطاب هذياني اتهم فيه المحافظين بالتسبب في حالة من الذعر عن طريق إغلاق المدارس والشركات غير الضرورية.
وبحسب الرئيس، فإن البرازيل بلد ساخن، وهذا من شأنه أن يبطئ انتشار الفيروس. ولما كان سكانها صغارًا نسبيًا، فهي في حفظ ومأمن. لذلك، يكفي، في رأيه، عزل كبار السن. غير ان متوسط عمر الحالات الشديدة في البلاد يتراوح بين 47 و50 سنة. أما بالنسبة لدرجات الحرارة المرتفعة، فهي لم تمنع ريو، وساو باولو، من أن تكونا أحد البؤر الرئيسية للفيروس.
في جميع أنحاء البلاد، تم تسجيل ما يقارب 4300 حالة في شهر واحد، منها 136 حالة وفاة. وتم التقليل من الرقم إلى حد كبير، نظرًا للعدد المحدود من الاختبارات المتاحة. ويخشى المراقبون الآن، الانتشار الواسع لـ كوفيد 19 في الأحياء الفقيرة، حيث تجعل الكثافة السكانية والاكتظاظ في المنزل الواحد عملية الحجر الصحي فاقدة للفاعلية وشبه مستحيلة، هذا الى جانب نقص المياه.
وبحلول نهاية أبريل، قد لا تكون الهياكل الصحية قادرة على استيعاب المرضى، حذر وزير الصحة لويز هنريك مانديتا. ووفق دراسة، فان أكثر من نصف مناطق البلاد لديها أقل من الحد الأدنى المطلوب من 10 أسرة للعناية المركزة لكل مائة ألف نسمة.
عاجز على إدارة الأزمة الصحية، يضاعفها النائب السابق بأزمة سياسية. انه “عبء” قالت صحيفة “أو إستادو دي ساو باولو” اليمينية. “انسحب”، أضافت صحيفة “فولها دي ساو باولو”، داعية جايير بولسونارو إلى تفويض سلطاته إلى “فريق عمل” تكنوقراط. ففي مواجهة تحدي تنسيق الجهود في نظام فيدرالي، وفي بلد ذي أبعاد قارية، أصبح من الضروري تحييد رئيس يغذي الانقسامات، تشرح بشكل أساسي أول صحيفة وطنية يومية.
“بولسونارو، قاتل!”
بالتأكيد، أن رئيس الدولة يتعرض لضغوط من قبل رجال الاعمال الذين يهددون بتسريح العمال إذا استمر تعليق النشاط لفترة طويلة. غير ان إنكاره للوبــاء ألقى ببعض ناخبيه ضده. كل مساء، في المدن الرئيسية في البلاد، وخاصة في المناطق الراقية التي بايعته، يقف البرازيليون في نافذتهم للطرق على المقالي وهم يصرخون “بولسونارو، على بره!” أو “بولسونارو، قاتل”.
تخلى عنه حلفاء من الوزن الثقيل، مثل حاكم ولاية ساو باولو القوية، يبدو أن الرئيس معزول، لكنه لا يزال يحتفظ بقاعدة صلبة تدين له بالولاء. وحسب مسح اجرته داتافولها، يعتقد 35 بالمائة من السكان بأنه يتعاطى جيدًا مع الأزمة، مقابل 33 بالمائة فقط يعتقدون عكس ذلك.
“يراهن الرئيس على الراديكالية التي صنعت انتخابه”، يحلل الكاتب إيغور جيلو. “إنه يسعى إلى نقل التكلفة السياسية للركود إلى الحكام ورؤساء البلديات، يكتب أستاذ العلوم السياسية ماركوس أندريه ميلو، فإذا نجح الحجر الصحي في تخفيف منحنى الوباء، فسيقول إنه كان على حق في الاعتقاد بأن الأزمة لم تكن حادة كما قيل... وخلاف ذلك، فإنه سيزعم أن السلطات الإقليمية تسببت في الفوضى والكارثة”.
