أنصاره نادرون هناك:

البريكسيت: بوريس جونسون في الفخ الإسكتلندي...!

البريكسيت: بوريس جونسون في الفخ الإسكتلندي...!

- يخشى جونسون احتمال استقلال اسكتلندا في حال عدم التوصل إلى اتفاق
- لا يستطيع الصيادون البريطانيون، أن يضعوا حدودًا على الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي
- صوّت الإسكتلنديون بنسبة 62 بالمائة لصالح بقاء المملكة في الاتحاد الأوروبي عام 2016
- بين استعادة “السيادة” البريطانية والحفاظ على وحدة المملكة، على جونسون أن يقرر، وبسرعة


أنصار رئيس الوزراء بوريس جونسون نادرون في اسكتلندا. من بين 59 نائبا انتخبوا شمال جدار هادريان العام الماضي، ثلاثة فقط من المحافظين المنتخبين يجلسون في الأغلبية في وستمنستر، البرلمان البريطاني. غير أنه يمكن لرئيس الحكومة الاعتماد على دعم بعض الصيادين الإسكتلنديين.
 
  إن احتمال الخروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر لا يخيف اتحاد صيادي الأسماك البيضاء وأعضائه البالغ عددهم 1400. ويفضل رئيس الجمعية الإسكتلندية لمنتجي الأسماك البيضاء، التي تقول أنها “أكبر نقابة للصيادين في أوروبا”، أن تنتهي المفاوضات بين لندن والاتحاد الأوروبي بصفقة، لكن مايك بارك مقتنع بأن صيادي أسماك القد والحدوق والبياض، سيستمرون في النمو حتى دون اتفاق.
   وقال هذا الأسبوع “لسنا خائفين لأننا نعتقد أنه يمكننا التفاوض مع جيراننا للوصول إلى مناطق الصيد والحصص على أساس القواعد الدولية”. وتكمن مشكلة بوريس جونسون في أن ما ينطبق على صيادي الأسماك البيضاء الإسكتلنديين لا ينطبق، على وجه الخصوص، على مزارعي السلمون. “يجب على بوريس جونسون أن يقرر ما إذا كان يقف الى جانب المؤسسات أو السياسة”، قال منزعجا تافيش سكوت، رئيس منظمة منتجي السلمون.

معركة رمزية
   العام الماضي، كان سمك السلمون المستزرع في اسكتلندا، المُصدّر الأول للأغذية الزراعية في المملكة المتحدة. وتعدّ فرنسا أول دولة مستوردة للأسماك الوردية، متقدمة على الولايات المتحدة والصين.
   هذا العام، أدت المشكلات اللوجستية التي سببتها أزمة فيروس كوفيد-19 إلى زيادة ارتهان اسكتلندا الى أوروبا، أقرب جار لها: بين أكتوبر 2019 وأكتوبر 2020، استوعب الاتحاد الأوروبي 64 بالمائة من صادرات السلمون الإسكتلندي، مقابل 52 بالمائة عام 2019.

   وبشكل عام، لا يستطيع الصيادون البريطانيون، الذين صوّتوا بأغلبية لصالح البريكسيت، أن يضعوا حدودًا على الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي دون الإساءة الى أنفسهم. ويُباع أكثر من ثلثي ما يصطادونه في أوروبا، حيث يتزايد عدد المستهلكين ويحبون السردين والاسقلوب أكثر من البريطانيين.
   ولكن ما المصلحة من البريكسيت إذا احتفظ البلجيكيون أو الأيرلنديون أو الفرنسيون بنفس الوصول إلى المياه البريطانية؟ لكي تتحقق الصفقة، من الواضح أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يوافق على تقييد وصول صياديه إلى المياه البريطانية، لكن، حسب آخر الأنباء، كانت مواقف المفاوضين متباعدة للغاية بشأن هذه النقطة.

   يوم الجمعة الماضي، كان الأوروبيون على استعداد لقبول فقدان ربع قدرتهم على الوصول إلى الأسماك البريطانية بينما تطلب منهم لندن التخلي عن 60 بالمائة من صيدهم. ولحل هذا الموقف، سيتعين على كل طرف قبول حل وسط. من الناحية الإحصائية، فإن حصة مصايد الأسماك في الاقتصاد البريطاني ضئيلة (0.12 بالمائة). ومع ذلك، من الناحية الرمزية، فإن هذه المعركة من أجل حماية المياه البريطانية لها وزنها في الخطاب السيادي للغاية الذي ظل بوريس جونسون يروّجه منذ شهور.

ستورجون تريد إجراء استفتاء
  ربما ستشجع استطلاعات الرأي القادمة من اسكتلندا رئيس الوزراء البريطاني على أن يكون تصالحيا أكثر تجاه السبعة والعشرين من أجل تجنب عدم الاتفاق. وقد أعطى استطلاع للرأي نشرته صحيفة “الاسكتلندي”  يوم الجمعة الماضي أنصار اسكتلندا المستقلة الصدارة “52 بالمائة مقابل 38 بالمائة” ، مؤكدا توجهًا أساسيًا.
   وقبل أقل من خمسة أشهر من تجديد البرلمان الأسكتلندي، فإن الخروج دون صفقة من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر، سيقود دون شك نيكولا ستورجون،رئيسة الوزراء الإسكتلندية، صاحبة الشعبية الكبيرة، إلى الدعوة مجددا إلى تنظيم استفتاء على الاستقلال.
    لم تتوقف زعيمة الحزب الوطني الإسكتلندي أبدًا عن التذكير بأن الإسكتلنديين صوتوا بنسبة 62 بالمائة لصالح بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي عام 2016 –على عكس الإنجليز والصيادين. وبين استعادة “السيادة” البريطانية، والحفاظ على وحدة المملكة المتحدة، سيتعين على بوريس جونسون أن يقرر، وبسرعة.