مغني راب على خط السباق:

الترشّح الغريب لكاني ويست للبيت الأبيض...!

الترشّح الغريب لكاني ويست للبيت الأبيض...!

  • كاني ويست لن يجمع عددًا كافيًا من الناخبين ليصبح رئيسًا، لكن يمكنه جمع ما يكفي لتحديد نتيجة الانتخابات

هذه ليست نكتة... في بداية شهر يوليو، أعلن كاني ويست ترشّحه للرئاسة تحت شعار “حفلة عيد الميلاد”: “عندما نفوز، سيكون عيد ميلاد الجميع”.  برنامجه، الذي يتم تقديمه على موقع ويب مختزل جدا، وتتصدره صورة السيد المسيح، ويتكون من عشر نقاط موجزة تنتهي كل منها بمقولة من الانجيل:  الهدف الأول هو “استعادة الإيمان”، وإعــادة إقامة الصلاة في المدرسة، وإعطاء المزيد من الأموال العامة للجماعات الدينية.    كما يطلب من فريقه عدم “المعاشرة” خارج إطار الزواج. وفي الآونة الأخيرة، أصبح كاني ويست أكثر تدينًا وينظم قداسات كبيرة، ويغنـي أناشـــــيد دينية مسيحية ... مغني الراب، البالغ من العمر 43 عامًا، والذي لم يصوت أبدًا، يقوم بالتأكيد بحملة ظريفة، أو بالأحرى ليست حملة.
 لقد اختار ميشيل تيدبال لتكون زميلته في السباق، وهي امرأة مغمورة تسمي نفسها “المدربة الروحية”، وتساعد في العثور على “إجابات قوية” عن الله، هدف الحياة…، مقابل 65 دولارًا لكل جلسة. مثله، تعيش في وايومنغ -تمتلك مزرعة هناك -وكانت حتى الآن مجهولة تمامًا.
لم يعقد المرشح ويست سوى تجمع سياسي واحد في ساوث كارولينا منذ بداية حملته الانتخابية. تدخل مملّ... مرتديًا سترة واقية من الرصاص، أمضى وقته في الصراخ على المسرح، ثم انفجر بالبكاء عندما قال إن زوجته، كيم كارداشيان، فكرت في إجراء عملية إجهاض أثناء حملها الأول.
إثر ذلك مباشرة، أطلق العديد من التغريدات، التي تم حذفها منذئذ، ادعى فيها أن عائلته كانت تحاول إدخاله المستشفى، وأنه يريد الطلاق.  وفي مقابلة، قال إن التنظيم العائلي تم تثبيته في المدن الكبرى من قبل المتعصبين لتفوق الرجل الابيض، وأنه ينوي، بمجرد انتخابه، نموذجًا تنظيميًا يعتمد على واكاندا، الدولة السرية من فيلم النمر الأسود.

شخصية «رائعة»
ولكنها «معقدة»
ومن هنا، العديد من الأسئلة حول صحته العقلية. الأمر ليس لغزًا أبدًا، فهو ثنائي القطب ولا يبدو أنه يعالج نفسه. كيم كارداشيان، بعد أيام قليلة من الاجتماع، نشرت رسالة على انستاغرام.  وتحدثت عن الاضطراب النفسي الذي يعاني منه، ووصفته بأنه “شخصية رائعة ومعقدة”، وطلبت “التعاطف معه والشفقة عليه”، اما “المقربون منه يعرفون قلبه، ويفهمون أن كلماته أحيانًا تختلف عن نواياه. «
عام 2016، صدم كاني ويست معجبيه عندما أصبح ناشطًا في جبهة ترامب. ذهب لرؤية دونالد ترامب في برجه في نيويورك بعد الانتخابات مباشرة. وعام 2018، دُعي إلى البيت الأبيض، وأعلن أنه مع قبّعة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، ويشعر بأنه سوبرمان. كما زارت كيم كارداشيان المكتب البيضاوي عدة مرات لمناقشة إصلاح العدالة والضغط من أجل تخفيف العقوبات على العديد من السجناء. لماذا يترشح كاني ويست إذا؟ هل يرغب في الاشهار لنفسه؟ بعد أن سيطر على عالم الموسيقى والموضة، هل يحلم بمغامرة جديدة؟ أم أنه بالون اختبار، كما فعل ترامب عام 2016، ليرى إلى أي مدى يمكنه الذهاب وربما الاستفادة من التجربة؟
تجمعه أيضًا نقاط أخرى مشتركة بالرئيس الحالي. لقد كان يتحدث عن الترشح منذ سنوات، رغم أنه لا أحد أخذ الأمر على محمل الجد. وهو أيضًا متخصص في التصريحات المثيرة تلك التي تملك موهبة احتكار وسائل الإعلام. لقد غرد: “بيل كوسبي  الممثل المدان بارتكاب اعتداءات جنسية متعددة، ملاحظة المحرر  بريء” وأشار إلى أن العبودية كانت اختيارًا ... ومؤخرًا، في رسالة حذفها تويتر، نشر رقم هاتف “مراسل فوربس، واصفا إياه بـ “نصير تفوق البيض”.
وفي حديثه عن حملته، قال بإيحـــــاءات ترامبيـــــة للغايــــة: «على غرار كل ما فعلتــــه في حياتي، أفعل ذلك لتحقيق الفوز. »

أنف ترامب المزيف
الديموقراطيون يرون وراء هذا الترشّح دوافع ميكافيلية أكثر. بالنسبة لهم، هذه مؤامرة دبرها الجمهوريون، الذين يسعون لسرقة أصوات السود من جو بايدن. والدليل، كما يقولون، تحدث ويست مع جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، ويتحدث إليه كثيرًا. ويشارك العديد من الترامبيين الأقوياء في حملته، منهم لين روهلاند، المحامية التي تعمل لدى دونالد ترامب في ويسكونسن.
“حقيقة أن محامٍية من فريق ترامب تعمل لمساعدة كاني ويست في التسجيل على ورقة الاقتراع، تشير إلى أن حملة ويست مزيفة”، تقول ميشيل كوبرسميث، مديرة منظمة الحملة من أجل المساءلة. وعندما يقال للملياردير مغني الراب أن ترشيحه قد يضر بايدن، فإنه لا ينفي ذلك.
 من الواضح أن دونالد ترامب يدحض أي تنسيق: “لكيم كارداشيان قلب طيب، قلب طيب حقيقي، وأحب أيضا كاني كثيرا”... لا علاقة لي بترشيحه... سنرى كيف سينتهي ذلك، لكنني لست طرفا».
ومهما كان سبب هذا الترشّح، فليس من المؤكد أن جو بايدن هو الوحيد الذي سيعاني.    “أظن أن كاني ويست سيجتذب أنصار معسكر بايدن ومعسكر ترامب”، يرى باري بوردن، الأستاذ في جامعة ويسكونسن، في مقابلة