كشفت دراسة حديثة من جامعة بانغور البريطانية أنه من المرجح أن يوفر التفكير والتحدث بصوت عال عددا من الفوائد من حيث التركيز وتحقيق المهام المتعددة والسيطرة على العواطف.  كما أثبتت الدراسة أن التحدث إلى نفسك قد يكون علامة على الذكاء.

التفكير بصوت عال
في تقريرها الذي نشره موقع (لورنينغ مايند) الأميركي، قالت الكاتبة، لوتي مايلز، إن دراسة منفصلة وجدت أن المشاركين الذين طلب منهم قول كلمات عشوائية بصوت عال وبشكل متكرر أثناء محاولتهم تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام، لم يتمكنوا من تحديد ما يجب عليهم القيام به لإنجاز هذه المهام. وفي الواقع، تعمل نتائج هذه الدراسة على إظهار التأثيرات السلبية للتحدث بصوت عال، ولكن ما فوائد التفكير بصوت عال؟
بحسب الكاتبة فإن للتفكير بصوت عال خمس فوائد هي:

الدافع الذاتي
ذكرت الكاتبة أنه من الممكن في بعض الأحيان ألا نجد دافعا للتعامل مع مهمة صعبة. ومع ذلك، يمكن أن يساعدنا التحدث مع أنفسنا في تحقيق ذلك، حيث تظهر دراسة حول الحديث الإيجابي عن النفس أن أفكارنا يمكن أن تكون لها انعكاسات هائلة على عواطفنا ودوافعنا وإنجازاتنا، ويمكن أن نحقق تأثيرا أكبر من خلال التفكير بصوت عال.
في الواقع، عند الإعداد للمقابلات، من المستحسن ألا تفكر بشكل إيجابي في نتيجة المقابلة فحسب، بل حاول أن تخبر نفسك بالفعل بأنها ستسير على ما يرام. وإذا كنت تشعر بالضعف، سينعكس إخبار نفسك بأن الأمور ستكون على ما يرام وامتداح نفسك على شيء قمت به اليوم على حالتك المزاجية. ومع ذلك، يجب أن تكون متأكدا من عدم السماح للحديث السلبي عن نفسك، بإفساد حياتك.

تحسين المعالجة الحسية
إنه من السهل علينا أن نعالج الإشارات الصوتية مقارنة بالإرشادات التي نقرؤها أو نفكر فيها بصمت من خلال الحديث الداخلي. وتدعم هذه الفكرة دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن، حيث قدمت للمشاركين تعليمات مكتوبة أو طلبت منهم قراءة التعليمات بصوت عال عند البحث عن صورة. وكان أولئك الذين قرؤوا التعليمات بصوت عال أكثر قدرة على العثور عليها. وفي الواقع، أدى قول الكلمة إلى تحسين قدرة المشاركين على تصور ما يبحثون عنه، مما يشير إلى زيادة في قدرة الدماغ على المعالجة.
التفكير بصوت عال يساعدك في تنشيط الذاكرة وحماية عقلك من الشيخوخة (بيكساباي)

مهارات حل المشاكل
يستخدم مبرمجو الحاسوب عادة طريقة تعرف باسم “تنقيح البطة المطاطية” للتغلب على المشاكل الأكثر صعوبة.
ويشير هذا المصطلح إلى التحدث عن المشكلة في أبسط أشكالها خطوة بخطوة مع أقرب شيء موجود على مكتبك، مثل بطة مطاطية. ومن خلال شرح مبرمجي الحاسوب لما يريدون أن يحققه الكود، وذكر التفاصيل المتعلقة بكيفية قيامه بذلك أثناء التحدث بصوت عال، سرعان ما سيجدون الإجابة عن أسئلتهم.
وتدعم هذه الفكرة دراسة أجراها الدكتور، كريستوفر أتكين لجامعة نوتنغهام ترينت التي وجدت أن المشاركين الذين يتحدثون عند القيام بمهام معقدة كانوا أفضل بكثير في حل المشاكل.
وفي الواقع، ارتكب المشاركون في هذه الدراسة أخطاء أقل بنسبة 78%، مقارنة بالمشاركين الذين طلبوا إكمال المهام من خلال حل الأمور في صمت. ومن شأن التفكير بصوت عال أن يلفت انتباهك ويحسّن قدرتك على التركيز مما يسهل عملية حل المشاكل.

تحسين إدارة الوقت
أشارت الكاتبة إلى الدور الذي يلعبه التفكير بصوت عال عندما يتعلق الأمر بالتوقيت والدقة. فعلى سبيل المثال، ركزت إحدى الدراسات على تأثير استخدام التفكير بصوت عال باعتباره أداة تحفيزية لتحسين الأداء في كرة السلة، ووجدت أن اللاعبين الذين تلقوا تعليماتهم شفويا كانوا قادرين على تمرير الكرة وتسديدها بشكل أدق.
وعموما، لاحظت الدراسة على وجه التحديد أن الحديث الذاتي التعليمي يحسن من مهارات الدقة، في حين يساعد الحديث الذاتي التحفيزي في المهام القائمة على السرعة. ويستخدم الحديث عن النفس بشكل شائع في علم النفس الرياضي.

تعزيز الذاكرة
يستخدم المتقدمون في العمر التفكير بصوت عال للتأكد من حفظهم للمعلومات بشكل صحيح.
وتنجح هذه الطريقة عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالمعلومات التي نقرؤها، وذلك لأن الذاكرة تتحسن من خلال مشاركة الدماغ بنشاط مع ما نقوم به.
وعلى هذا النحو، يمكن أن يكون للتفكير بصوت عال فوائد محتملة مع تقدمنا في السن، كما يمكن أن يساعدك التأكد من مشاركة عقلك بنشاط أكبر في مهام أخرى، لتجنب بعض الآثار الضارة للشيخوخة على العقل.
وأوضحت الكاتبة أن التفكير بصوت عال لطالما أثبت بأن له ضررا كبيرا،
 لكن مع إظهار مزيد من الأبحاث للفوائد المتعددة للتحدث عن أفكارنا بصوت عال،
سيكون من الجيد محاولة التعود على هذه الممارسة في حياتك اليومية.