يكمن في الامتداد العالمي للحرب

التهديد الإرهابي حقيقي للألعاب الأولمبية 2024

التهديد الإرهابي حقيقي للألعاب الأولمبية 2024


تمثِّل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الحدث الرياضي الرائد في العالم الذي يضم رياضيين من شتى أنحاء العالم. وستقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام في باريس.
وباريس، تلك العاصمة الهادئة ذات التاريخ العريق، يساورها أيضاً قلق متزايد بشأن التهديدات الإرهابية التي قد تؤثر تأثيراً كبيراً على دورة الألعاب الأولمبية. وتتخذ الحكومة الفرنسية كل الاحتياطات اللازمة وتستعد للطوارئ الأمنية في مواجهة التداعيات العالمية والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المحلية بغية منع وقوع هجمات محتملة.

الألعاب الأولمبية الصيفية 2024
وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحافي جوليان ماكبرايد، وهو عالم أنثروبولوجيا متخصص في الطب الشرعي، في مقاله بموقع «1945»: تتخوف فرنسا، تلك الدولة الأوروبية الغربية التي لا تزال تعاني من التطرف، من الهجمات الإرهابية المنفردة والمنسَّقَة خلال دورة الألعاب الأولمبية التي ستجلب عشرات الملايين من السياح وكبار الرياضيين في العالم إلى أراضيها». 
وأشار الكاتب إلى أنه منذ عدة سنوات، تعرّضت فرنسا لهجمات إرهابية من عناصر تنظيم داعش وأتباعهم، مثل هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وإطلاق النار على صحيفة «شارلي إيبدو»، وحصار سوق كوشير وغيرها من الأحداث الإرهابية.
وتشهد البلاد حالياً ارتفاعاً في معدلات جرائم الكراهية، بما في ذلك عمليات الطعن التي يرتكبها المجرمون المنفردون، والمستَلهمَة من أعمال التطرف والتداعيات العالمية من الشرق الأوسط. ووضعت الحكومة الفرنسية، التي تتأهب لجميع السيناريوهات الأسوأ على الإطلاق، سياسات مختلفة لضمان تأمين دورة الألعاب الأولمبية قدر الإمكان.

بين التوترات المتصاعدة واليقظة
تشمل الاستعدادات لحفل الافتتاح خفض عدد الحضور إلى النصف، وهو ما سيسمح لوكالات الاستخبارات الفرنسية والشرطة المحلية والإدارات الأخرى بمراقبة الحدث دون الحاجة إلى زيادة الموارد. ولسوء حظ المسؤولين الفرنسيين، فإن الأجهزة الأمنية في البلاد منهكة بالفعل، وفقاً لصحيفة «بوليتيكو».
ففي 28 مارس (آذار)  الماضي، ذكرت صحيفة «لوموند» أن فرنسا طلبت من الحلفاء الأجانب إرسال عناصر من أجهزة مخابراتهم وقوات الأمن الخاصة بهم لمساعدة الحكومة المنهكة خلال دورة الألعاب الأولمبية. وأكدت جوانا كليشميت، المتحدثة باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البولندية، لوكالة الأنباء الفرنسية أنه سيتم تخصيص قوة عمل لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية. 
وستعمل باريس بشراكة مع شركات أمنية أمريكية على تفعيل أنظمة مراقبة عالية التقنية، مثل التعرف على الوجه. وعلى ضفاف نهر السين، سيخضع الضيوف من خارج المدينة والسياح وحتى المقيمين في المدينة إلى التحقق من هوياتهم. وسيُمنَع السائحون أيضاً من الاقتراب من ضفاف النهر في أثناء حفل الافتتاح خوفاً من استخدام الطائرات المسيرة التي يمكن تسليحها لتنفيذ عمليات غطس مباشر أو انتحاري في شن هجمات.
غيّرت طائرات FPV المسيَّرة، التي شوهدت بالفعل في أوكرانيا، وجه الحرب وربما طبيعة الإرهاب العالمي أيضاً. وإذ تتمتع الطائرات المسيرة بأنها رخيصة الثمن ويمكن الوصول إليها بسهولة، فمن الممكن أن تدمِّر البنية التحتية الرئيسة والمعدات العسكرية وتقتل الأفراد. وهذه الإجراءات المثيرة للجدل ستجعل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لهذا العام أكثر الألعاب الأولمبية صرامة في تاريخ العالم وأكثرها إثارة للقلق منذ ألعاب أتلانتا وميونيخ.

تداعيات عالمية 
وأضاف الكاتب «ترتبط استضافة فرنسا للألعاب الأولمبية بتوترات متصاعدة في مناطق مختلفة تتشابك السياسة الخارجية الفرنسية في العديد منها. ويمتد أحد أصول التهديدات المتزايدة من التطرف إلى المستعمرات الفرنسية السابقة، حيث تغلغل التمرد الإسلامي الوحشي في شمال ووسط أفريقيا على مدى العقدين الماضيين.
وتشكَّل «حزام انقلابي» داخل مستعمرات فرنسا السابقة يحمل بصمات الحرب الروسية الهجينة. فقد كان لفرنسا ماضٍ مظلم في أفريقيا، وساعد نفوذ الكرملين على دعم الطغمة العسكرية محدِثاً تأثيراً تعاقبياً سريعاً تمثَّل في زيادة الهجرة إلى أوروبا.
وقد يحاول تنظيم داعش، الذي له وجود متزايد في حزام الانقلابات ونفّذ أيضاً العديد من الهجمات في أوروبا، استخدام دورة الألعاب الأولمبية هدفاً رئيساً للعودة إلى مشهد الأحداث مجدداً، وهو أمر تدركه باريس والأجهزة الأمنية الغربية الشقيقة تماماً.
وأشار الكاتب إلى تهديد أمني رئيس آخر يتمثل في احتمال وقوع هجمات إلكترونية روسية أو تسلل استخبارات أجنبية أو اندلاع حرب هجينة. 
وقد شنّت أجهزة الاستخبارات الأجنبية الروسية بالفعل هجمات وعمليات رفيعة المستوى داخل الدول الأعضاء في حلف الناتو، مثل المملكة المتحدة والجبل الأسود وألبانيا والتشيك.
وكثّفَت فرنسا مساعداتها لأوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية بقدر كبير، إذ بلغ الأمر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن اقترح تدخلاً عسكرياً مباشراً محتملاً إذا اســـــتمرت كفــــــّة أوكرانيــــا في الحرب في التداعي.
 وقد استقبلت روسيا تعليقات فرنسا ودعمها بقسوة، وقد تستعد لشن هجمات هجينة أو مباشرة محتملة، وهو أمر حذرت منه وكالات الاستخبارات الأوروبية مؤخراً.

الحرب في غزة
وتابع الكاتب «يمكن الزعم بأن أكبر تهديد لدورة الألعاب الصيفية يكمن في الامتداد العالمي للحرب بين إسرائيل وحماس. وأثار الصراع الدائر اهتماماً عالمياً واحتجاجات وهجمات فردية في فرنسا. فقد شهدت فرنسا، التي تحتضن جالية يهودية كبيرة، موجة جديدة من الهجمات منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وتشمل هذه الهجمات عمليات طعن، بالإضافة إلى حادثة اختطاف واعتداء جنسي طالت امرأة يهودية مؤخراً، والتي يُشتبه في أنها جريمة كراهية منفردة من النوع الذي ينفذه الفلسطينيون.
تجدر الإشارة إلى أن الجالية اليهودية في فرنسا تشهد تراجعاً سريعاً في أعدادها مع تصاعد وتيرة الاعتداءات المعادية للسامية. ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع نمو ملحوظ في عدد السكان المسلمين الذين يواجهون صعوبات في الاندماج مع المجتمع الفرنسي.
وقد لا تشهد دورة الألعاب الأولمبية في باريس، العاصمة المكتظة بالسكان والجاذبة للسياح بالفعل، تهديدات معادية للسامية فحسب، وإنما أيضاً هجمات من الخلايا النائمة والمتطرفين الساخطين، وهو ما تكافح الحكومة الفرنسية لاحتوائه. وفي خضم التوترات المتصاعدة، والتهديدات العديدة، والصراعات العالمية المتشابكة، والأجهزة الأمنية الضعيفة بالفعل، ستكون دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس الأكثر استهدافاً من قبل الخصوم الأجانب والجماعات المتطرفة للتخطيط لهجمات، وستتطلع فرنسا وحلفاؤها إلى تجنب عمليات على غرار تفجيرات أتلانتا أو ميونيخ مرة أخرى.

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot