في مواجهة التهديدات الجديدة:

الجيش البريطاني يقلص حجمه ويغيّر جلده...!

الجيش البريطاني يقلص حجمه ويغيّر جلده...!

-- تحديث المعدات، والروبوتات والطائرات دون طيار في الصدارة، والاستثمار في البحث والتطوير
-- تسجل بريطانيا أكبر زيادة في الإنفاق العسكري منذ نهاية الحرب الباردة
-- سيتم تخفيض عدد الرجال ليصبح بحلول عام 2025، أقل عدد للجيش البريطاني منذ عام 1714


  أكثر إحكاما وحداثة: الجيش البريطاني في طور تحول. لقد تغيّرت التهديدات خلال الثلاثين عامًا الماضية “إلى درجة لا يمكن التعرف عليها”، حذر وزير الدفاع، بن والاس، الأحد في صحيفة “ديلي تلغراف”.

بعبارة أخرى، حان الوقت للقوات المسلحة للتكيف معها. وأضاف “لم يعد بإمكاننا اعتبار تفوق القوات الغربية أمرا مفروغا منه. إن لأعدائنا خيارات أكثر لا حدود لها، ونجد أنفسنا باستمرار في مواجهة ‘منطقة رمادية’ -أعمال عدوانية تحت عتبة الصراع المفتوح «.

   وللرد على هذا النوع من العدوان، أعلن الوزير  أمس الأول الاثنين عن سلسلة من التغييرات الكبرى من خلال تقديم كتابه الأبيض حول الدفاع، الذي طال انتظاره، إلى النواب: سينخفض عدد الرجال أولاً بـ 9500، ليتقلص العدد من 82000، وهو الهدف الذي تم تحديده عام 2015، إلى 72500 فقط بحلول عام 2025. أي أقل عدد للجيش البريطاني منذ عام 1714، حسبت صحيفة “الغارديان”، حتى وان اصرّت الحكومة، على ان القوة الحالية في الواقع هي 76000 رجل فقط. وسيتم إلغاء الوظائف على قاعدة المغادرين بشكل طبيعي.

الروبوتات والطائرات
دون طيار
   فيما يتعلق بالمعدات، فإن آخر 14 طائرة من طراز هرقل سي 130 والتي كان مقررا أن تستمر في الطيران حتى منتصف عام 2030، سيتم استبدالها وعهد اخيرا بمهامها إلى 20 طائرة أ400 أم أطلس، الأكثر حداثة، من سلاح الجو الملكي. كما سيتم تقاعد تسع طائرات هليكوبتر من طراز شينوك، و24 طائرة مقاتلة من طراز تايفون، و20 طائرة هليكوبتر للدعم من طراز بوما في المملكة المتحدة. وستفسح أكثر من 700 مدرعة واريور المجال الى البوكسر. كما سيتم “تحسين” 148 فقط من 227 دبابة تشالنجر 2 مقابل 1.3 مليار جنيه إسترليني لتمديد دورة حياتها، وسيتم التخلي عن الباقي. أما بالنسبة لعدد الفرقاطات والمدمرات، فسينخفض من 19 إلى 17، مع وجود فرقاطتين أقل في الأشهر الـ 18 المقبلة.    في المقابل، ستحتل الروبوتات والطائرات دون طيار الصدارة. وسيتم استثمار ملياري جنيه إسترليني في البحث والتطوير لبرنامج “تيمبست” او العاصفة للطائرات المقاتلة في المملكة المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، مع تخصيص خمسة مليارات دولار لتمويل جيل جديد من الأقمار الصناعية العسكرية. وسيتضاعف الاستثمار في مجال السفن الحربية على مدار فترة مجلس النواب الحالي (بحلول الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2024) ليصل إلى 1.7 مليار في السنة.

لواء العمليات الخاصة
   سيتم إنشاء لواء عمليات خاصة على غرار نموذج القبعات الخضر للجيش الأمريكي، قادر على “الانتشار السريع” و “العمل بتكتم” لدعم القوات العسكرية المتحالفة، للتعامل بسرعة مع صراع ناشئ وتجنب تضخمه. هذه القوة المؤلفة من ألف “رينجرز”، سيتم تجنيدهم كأولوية للمشاة، ستشهد تركيز الكتائب الأربع الأولى منها في بداية العام المقبل. وسيتم استثمار 120 مليون جنيه فيها.
   من جانب آخر، سيتم تغيير اسم وحدة المارينز الملكية إلى “قوة كوماندوز المستقبل”، وستكون مسؤولة عن “حماية ممرات الشحن والحفاظ على حرية الملاحة”، وسيخصص لها أكثر من 200 مليون جنيه على مدى العقد المقبل.
   وحذر بوريس جونسون الأسبوع الماضي، عند تقديمه “مراجعته المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية”، من أنه “سيتم إرسال المزيد من الجنود”، و”في كثير من الأحيان ولفترة أطول”، في مهمّات خارجية، لإعطاء مضمون لـ “بريطانيا العالمية” والدور الذي تنوي لعبه ما بعد البريكسيت على المسرح العالمي. وسبق لجونسون أن أعلن في نوفمبر عن زيادة الإنفاق العسكري بمقدار 16.5 مليار جنيه إسترليني إضافية على مدى أربع سنوات، أي أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة. لكنه وعد أيضا، قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة في ديسمبر 2019، “بعدم تقليص ميزانية القوات المسلحة بأي شكل من الأشكال».