مرتزقة المجموعة استخدموا نهجاً أكثر تعقيداً
الجيش الروسي يناقض فاغنر: دورنا أكبر
من يستمع إلى يفغيني بريغوزين يظن أن مرتزقة مجموعة فاغنر يقاتلون الجيش الأوكراني بمفردهم، ولكن الواقع مختلف.
في الواقع، زعم بريغوزين خلال الأشهر القليلة الماضية أن الجيش الروسي - الجيش الحقيقي - يُفسد جهود فاغنر. ويقول مؤسس مجموعة فاغنر، وهي الآن تشكيلة متنوعة من الجنود المحترفين المتعاقدين والمجرمين المدانين، أن القادة العسكريين الروس منعوا تزويد قواته بالذخيرة، مما كبدهم خسائر فادحة.
لكن فاغنر يعمل بالفعل عن كثب مع القوات النظامية الروسية، التي تدعم مقاتلي فاغنر، بحسب ما جاء على لسان خبير أمريكي في شؤون الجيش الروسي في تصريح نقله موقع "بيزنس إنسايدر".
وقال مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مركز التحليلات البحرية البحثي خلال حلقة 17 مارس -آذار من بودكاست "مشروع الحرب الحضرية" الخاصة بمعهد الحرب الحديثة، إن فاغنر "ليست قوة منفصلة كما يتم تصويرها في كثير من الأحيان"، والتي بوصفها قوة "تحقق بعض المكاسب التي حققتها لأنها تقاتل بمفردها".
ووصف كوفمان، الذي عاد مؤخراً من رحلة إلى أوكرانيا شملت زيارة إلى باخموت، كيف عمل مقاتلو فاغنر والمظليون الروس معاً خلال أشهر القتال الدامي في المناطق الحضرية حول المدينة.
خرافة حول فاغنر
وذكر كوفمان: "من قبيل الخرافة الاعتقاد بأن شركات فاغنر العسكرية الخاصة تقاتل في باخموت بمفردها. فعندما تكون هناك، ترى أنهم مدعومون من قِبل القوات الجوية الروسية، ومدعومون بالمدفعية الروسية، وتلقَّوا دعماً من قوات الإنزال الجوي الروسية في مجموعة من العمليات".
استولى فاغنر على معظم باخموت عن طريق شن هجمات لا هوادة فيها على طول الخطوط الأوكرانية، باستخدام تشكيلات منظمة في الهجوم، والدعم الناري، والإخلاء الطبي، وإعادة الإمداد، ومدعومة بالمدفعية.
نزلاء سجون
اشتهرت فاغنر بإرسالها موجات من نزلاء السجون ذوي التدريب السيئ والتسليح الضعيف - الذين تم تجنيدهم مع وعدٍ بالإفراج المشروط بالقتال - لاقتحام المواقع الأوكرانية.
وأوضح التقرير أن فاغنر استخدمت نهجاً أكثر تعقيداً يؤدي إلى خسائر فادحة لكنه تمكَّن من صد القوات الأوكرانية تدريجياً.
طباخ بوتين
صوّر بريغوزين، البالغ من العمر 61 عاماً، والذي قضى وقتاً في السجن الروسي بتهمة السطو في الثمانينات، نفسَه على أنه مقرَّب من بوتين. قدمت شركات التموين التي يملكها خدمات إلى الكرملين لسنوات، مما أكسبه لقب "طباخ بوتين".
وأثارت قيادة بريغوزين مجموعةَ فاغنر خلال الحرب في أوكرانيا غضب الجيش الروسي أيضاً، لا سيما مزاعمه في الأشهر الأخيرة بأن الجيش غير كفوء وأن فاغنر هي التي تقوم بالقتال.
صراع مراكز القوة
تم تصوير الخلاف بين بريغوزين والقادة العسكريين الروس على نطاق واسع على أنه صراع بين مراكز القوة التي تسعى إلى النفوذ مع الكرملين. وقال كوفمان إن انطباعه هو أن نفوذ بريغوزين أقل بكثير مما يُفترض في كثير من الأحيان.
وعادت جهود بريغوزين لإحراج الجيش الروسي لتضربه وسط القتال الدائر حول باخموت في شهر يناير (كانون الثاني)، عندما عُيِّن الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، قائداً عاماً في أوكرانيا.
وقال كوفمان: "عندما بدأ الهجوم بقيادة جيراسيموف، بدأت أولوية المدفعية في التوجه إلى جميع هذه الوحدات الروسية الأخرى. كانت مجموعة فاغنر تحصل على ما يتبقى منها، وفجأة أصبحت مكانتها أقل تفضيلاً بكثير. وبسرعة كبيرة، قُصَّ جناحا بريغوزين، ولهذا السبب يصوِّر بريغوزين الكثيرَ من مقاطع الفيديو ويحاول إظهار نفسه على أنه ما زال يحقق مكاسب، لأنه من الواضح بالنسبة لي أنه يائس".