الخطاب التركي المزدوج مستمرّ...دعم لحماس وأسلحة لإسرائيل

الخطاب التركي المزدوج مستمرّ...دعم لحماس وأسلحة لإسرائيل


أفادت مجلة “لوبوان” الفرنسية أنّ سفينة “أسياتيك آيلاند” التي كانت تنقل أسلحة إلى إسرائيل تملكها شركة “توركون هولدن” التي يرأسها نوزاد كالكافان، المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و”حزب العدالة والتنمية” الحاكم.
وكانت سفينة الحاويات التي يبلغ طولها 150 متراً تبحر الأسبوع الماضي في مياه البحر الأبيض المتوسط، بعدما غادرت في 12 مايو (أيار) فوس-سور-مير، ورست في مرفأ جنوا الإيطالي في اليوم التالي. وفي 14 مايو وصلت إلى مدينة ليفورنو، حيث رفض عمال المرفأ تحميل الحاويات على متنها.

وأفاد اتحاد عمال إيطاليا أن السفينة تنقل أسلحة وذخائر ومنتجات متفجرة إلى إسرائيل، وأنَّ تقرير مجموعة عمال مرفأ جنوا المستقلة، وجمعية مراقبة الأسلحة، كشف حاويات محملة بالأسلحة والمتفجرات متجهة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي. وأشار تقرير آخر إلى عشرات الآليات العسكرية المدرعة جاهزة للانطلاق.

وأكد العضو في الاتحاد ماسيمو مازا رفض المجموعة التواطؤ في مذبحة الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد سقوط مئات الضحايا ومنهم أطفال، مضيفاً أنَّ السفينة غادرت المرفأ أسرع من المتوقع واتجهت نحو نابولي، لتجنب الفضيحة.
ومنذ عام 2015، قدمت السفينة هذه الخدمات بانتظام إلى إسرائيل، نيابة عن شركة “زيم” الإسرائيلية لخدمة الشحن التي تتخذ من نورفولك مقراً لها.
مقرّب من أردوغان

وتعود ملكية سفينة “آسياتيك آيلاند”، التي صنعت عام 2007 تحت اسم “مراد ك”، إلى نوزاد كالكافان، رئيس شركة “توركون هولند”، والصديق المقرب لأردوغان.
ويرأس كالكافان مجلس إدارة أحواض بناء السفن في توزلا، قرب إسطنبول، وأسطول كبير من السفن التجارية، كما يعمل لصالح الجيش التركي.
وبعدما حصل على عقد بناء حاملة الطائرات “تي سي جي أناضول” عام 2015، احتفل مع أردوغان ببدء تشييدها عام 2016.

وبالتالي، يفسر ذلك الخطاب المزدوج للإسلاميين الأتراك بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
فمن جهة، أظهر أردوغان دعمه القوي لحركة “حماس” في غزة، ووصف إسرائيل بـ”دولة إرهابية”، و تواصل أردوغان مع نظيره الإيراني حسن روحاني يوم الأحد، داعياً إلى اتخاذ إجراءات مشتركة مع الدولة المجاورة، العدو المعلن لإسرائيل.

ونظمت اسطنبول تظاهرات واسعة دعماً للفلسطينيين وحركة “حماس” فيما تنشط المنظمات غير الحكومية الإسلامية التركية بشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن جهة أخرى، تسعى أنقرة إلى الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع إسرائيل.
وبعد 11 سنة من محاولة سفينة “مافي مرمرة” التركية كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، تصدر تركيا اليوم منتجاتها، ولا سيما المواد الغذائية، إلى إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجهتين 6,5 مليار دولار عام 2020.