فرق بين الانتصار والمبايعة:
الدروس الثلاثة من فوز بايدن في ساوث كارولينا...!
-- قرر توم ستاير مغادرة السباق رغم استثماره 22 مليون دولار
-- أصبح بايدن المرشح الأكثرمن مفضل للديمقراطيين السود
-- الحيوية والكاريزما جيدة، لكن الحصول على المندوبين أفضل
-- سيسمح الثلاثاء الكبير بمعرفة مصير ثلاثة متنافسين: بيتيغيغ، وكلوبشر، ووارين
-- أوضحت كارولينا الجنوبية الصورة، وعادت الكرة إلى وسط الميدان والبداية من الصفر تقريبًا
أعاد نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلط الأوراق في السباق الديمقراطي للبيت الأبيض بفوزه في الانتخابات التمهيدية لولاية ساوث كارولينا، السبت، مؤكداً أنه المنافس الأول للمفضل بيرني ساندرز.
وقال المرشح، 77 عاما، “شكرا لكم، لقد فزنا بفارق كبير، وأثبتنا اننا على قيد الحياة”، منددا بالذين دفنوه بسرعة كبيرة. وهذا هو أول انتصار لجو بايدن، هو الذي يخوض مغامرته الثالثة في الترشح للرئاسة.
ووفقًا للنتائج التي غطت ما يقارب 95 بالمئة من الأصوات، جاء السناتور المستقل بيرني ساندرز، 78 عامًا، في المرتبة الثانية (20 بالمئة)، بعد جو بايدن (49 بالمئة). ويظل السباق طويلاً حتى الفوز بترشيح الديمقراطيين، وستزداد ديناميكيته يوم الثلاثاء، مع “الثلاثاء الكبير”، حيث ستصوت 14 ولاية معًا.
الدرس الأول
ما أنجزه جو بايدن في ساوث كارولينا، حيث جرت الانتخابات التمهيدية الرابعة قبل يوم الثلاثاء الكبير (14 ولاية على المحك..
بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس)، يُقارن، من حيث الحجم، بالنجاح الذي سجّله باراك أوباما عام 2008 ضد هيلاري كلينتون، وبيل كلينتون عام 1992 ضد بول تسونغاس.
هل سيكون بايدن “الطفل العائد” في هذه المغامرة، كما سمّت الصحافة بيل كلينتون؟ إذا نظرنا الآن إلى أرقام هزيمة بيرني ساندرز، فإن الأمر سيكون أسوأ من تلك التي حلت به ضد هيلاري كلينتون عام 2016.
من الصعب أن نستنتج أن ساندرز استهان بأهمية تصويت السود (50 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين في ساوث كارولينا)، ولكن سناتور فيرمونت، الذي كان بين 5 و10 نقاط عن بايــــدن الأســـبوع الماضي، لــــم يــرَ الرعايــــة الحاســــمة لجيم كلايـــرن لصالـــــح بايـــدن قادمة. وبإعلانه، في اللحظة الأخيرة، لعب ممثل ساوث كارولينا في الكونغرس، دوره كبارومتر لا مثيل له وبلا منازع للحزب الديمقراطي في هذه المنطقة.
وهذا يعني أن بايدن أصبح، الى ان يُثبت خلاف ذلك، المرشح الأكثر من مفضل للناخبين الديمقراطيين السود. وسيتم التحقق من ذلك خلال الثلاثاء الكبير الذي ستصوّت خلاله عدة ولايات فيها حضور قوي للديمقراطيين السود في الانتخابات التمهيدية: ألاباما (53 بالمئة)، أركنساس (27 بالمئة)، تينيسي (32 بالمئة)، ولكن أيضًا، وخاصة، كارولينا الشمالية (32 بالمئة) وفرجينيا (26 بالمئة). في كاليفورنيا وتكساس، يمكن أن يؤدي دعم الناخبين الأمريكيين السود لصالح بايدن إلى إضعاف نتيجة ساندرز، الذي يتصدر الآن في هاتين الولايتين الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
الدرس الثاني
وبنفس الطريقة التي لا تحسم فيها الانتخابات الرئاسية بالتصويت الشعبي على مستوى البلد، ولكن ولاية تلو ولاية، عن طريق الناخبين الكبار في كل منها، سيتم الفوز بالتمهيدية الديمقراطية عبر الحصول على نصف عدد مندوبي (3979) المؤتمر الديمقراطي. والطريق أكثر تعقيدًا لأنه في غالبية الولايات، يتم توزيع المندوبين بالتمثيل النسبي بدء من 15 بالمئة من الأصوات.
لقد خلق ساندرز ديناميكية بتحقيقه التعادل في ولاية أيوا، والفوز في نيو هامبشير بفارق ضئيل، والانتصار الباهر في نيفادا. ولكن في النهاية، تم كنس التقدم الذي حصل عليه في عدد المندوبين، وحتى في عدد الأصوات، من قبل الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا. وجاءه العزاء الوحيد، من أن منافسيه الآخرين فشلوا في تجاوز سقف 15 بالمائة، لا بيت بيتيغيغ، ولا وارن، ولا كلوبشر، ولا توم ستاير، وهذا الاخير قرر مغادرة السباق رغم استثماره 22 مليون دولار في هذه الانتخابات التمهيدية وحدها.
بمعنى آخر، عادت الكرة إلى وسط الميدان والبداية من الصفر تقريبًا. ومن المرجح أن تتغير نوايا التصويت في ولايات “الثلاثاء الكبير” في الـ 48 ساعة القادمة. ويحتفظ ساندرز بميزة التعبئة والتنظيم على الميدان وجمع الأموال، غير ان انتعاش بايدن يعيد التوازن. ومن المحتمل أن يحصل نائب الرئيس السابق في الأيام المقبلة على ما يكفي من الأموال للعودة إلى السباق.
الدرس الثالث
سيسمح الثلاثاء الكبير بمعرفة مصير ثلاثة من المتنافسين. في حال أداء ضعيف لـ بيت بيتيغيغ، كما هو معلن في استطلاعات الرأي، من المتوقع، إلا في صورة حدوث مفاجأة، أنه سيتخلى عن مواصلة الحملة. في المقابل، إذا احتلت السناتورة آيمي كلوبشر المرتبة الأولى في ولايتها مينيسوتا، وإذا نجحت السناتورة إليزابيث وارين في كسب ولايتها ماساتشوستس، ولكن دون تحقيق نتائج ايجابية في مكان آخر، فستظهر مسألة انسحابهما.
واشيع السبت، أن معسكر بايدن سيضغط في هذا الاتجاه في انتظار أن تساهم كل منهما في إضعاف أداء ساندرز الثلاثاء. وقد شدد بايدن، السبت، أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه توحيد الحزب، وهي طريقة للقول، إن ساندرز ليس من أبناء الأسرة، وأن التجميع لا يمكن أن يتم إلا لصالحه.
وهذا يطرح سؤال مايكل بلومبرغ: سيدخل السباق الثلاثاء، بعد تجنب الانتخابات التمهيدية الأربعة، وقد راهن بكل ما عنده على انهيار بايدن، وبالتالي اعتقد أنه يمثل المعسكر الوسطي ضد ساندرز، مع ميزة الاستفادة من تموقع أكثر تقدمية في قضايا المناخ والأسلحة النارية (موضوعان في طليعة هواجس الديمقراطيين الشباب).
ومرة أخرى، لم تمنحه استطلاعات الراي، السبت، الصدارة في أي من ولايات الثلاثاء الكبير، لا في ولاية كاليفورنيا ولا في ولاية تكساس. هل سينتظر الانتخابات التمهيدية في نيويورك التي يمكن أن تكون لصالحه؟ لن تتم هذه الاخيرة الا في 28 أبريل، وبعبارة أخرى، سينتظر قرنا.
اختار الملياردير الآخر في الحملة، توم شتاير، إيقاف النفقات يوم السبت، لأنه “لم ير أي طريق معقول” للفوز في اختبار الانتخابات التمهيدية إلى البيت الأبيض. ومن المحتمل، ومن غير المؤكد، أن بلومبرغ سيتخذ قراره الأربعاء، بعد يوم الثلاثاء الكبير، إذا لم يستطع الحصول على عدد من المندوبين يعادل عدد بايدن وساندرز. يذكر أن الثلاثاء الكبير، سيمنح مندوبين أكثر بعشرة أضعاف من أول أربعة انتخابات تمهيدية.
-- أصبح بايدن المرشح الأكثرمن مفضل للديمقراطيين السود
-- الحيوية والكاريزما جيدة، لكن الحصول على المندوبين أفضل
-- سيسمح الثلاثاء الكبير بمعرفة مصير ثلاثة متنافسين: بيتيغيغ، وكلوبشر، ووارين
-- أوضحت كارولينا الجنوبية الصورة، وعادت الكرة إلى وسط الميدان والبداية من الصفر تقريبًا
أعاد نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلط الأوراق في السباق الديمقراطي للبيت الأبيض بفوزه في الانتخابات التمهيدية لولاية ساوث كارولينا، السبت، مؤكداً أنه المنافس الأول للمفضل بيرني ساندرز.
وقال المرشح، 77 عاما، “شكرا لكم، لقد فزنا بفارق كبير، وأثبتنا اننا على قيد الحياة”، منددا بالذين دفنوه بسرعة كبيرة. وهذا هو أول انتصار لجو بايدن، هو الذي يخوض مغامرته الثالثة في الترشح للرئاسة.
ووفقًا للنتائج التي غطت ما يقارب 95 بالمئة من الأصوات، جاء السناتور المستقل بيرني ساندرز، 78 عامًا، في المرتبة الثانية (20 بالمئة)، بعد جو بايدن (49 بالمئة). ويظل السباق طويلاً حتى الفوز بترشيح الديمقراطيين، وستزداد ديناميكيته يوم الثلاثاء، مع “الثلاثاء الكبير”، حيث ستصوت 14 ولاية معًا.
الدرس الأول
ما أنجزه جو بايدن في ساوث كارولينا، حيث جرت الانتخابات التمهيدية الرابعة قبل يوم الثلاثاء الكبير (14 ولاية على المحك..
بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس)، يُقارن، من حيث الحجم، بالنجاح الذي سجّله باراك أوباما عام 2008 ضد هيلاري كلينتون، وبيل كلينتون عام 1992 ضد بول تسونغاس.
هل سيكون بايدن “الطفل العائد” في هذه المغامرة، كما سمّت الصحافة بيل كلينتون؟ إذا نظرنا الآن إلى أرقام هزيمة بيرني ساندرز، فإن الأمر سيكون أسوأ من تلك التي حلت به ضد هيلاري كلينتون عام 2016.
من الصعب أن نستنتج أن ساندرز استهان بأهمية تصويت السود (50 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين في ساوث كارولينا)، ولكن سناتور فيرمونت، الذي كان بين 5 و10 نقاط عن بايــــدن الأســـبوع الماضي، لــــم يــرَ الرعايــــة الحاســــمة لجيم كلايـــرن لصالـــــح بايـــدن قادمة. وبإعلانه، في اللحظة الأخيرة، لعب ممثل ساوث كارولينا في الكونغرس، دوره كبارومتر لا مثيل له وبلا منازع للحزب الديمقراطي في هذه المنطقة.
وهذا يعني أن بايدن أصبح، الى ان يُثبت خلاف ذلك، المرشح الأكثر من مفضل للناخبين الديمقراطيين السود. وسيتم التحقق من ذلك خلال الثلاثاء الكبير الذي ستصوّت خلاله عدة ولايات فيها حضور قوي للديمقراطيين السود في الانتخابات التمهيدية: ألاباما (53 بالمئة)، أركنساس (27 بالمئة)، تينيسي (32 بالمئة)، ولكن أيضًا، وخاصة، كارولينا الشمالية (32 بالمئة) وفرجينيا (26 بالمئة). في كاليفورنيا وتكساس، يمكن أن يؤدي دعم الناخبين الأمريكيين السود لصالح بايدن إلى إضعاف نتيجة ساندرز، الذي يتصدر الآن في هاتين الولايتين الأكثر كثافة سكانية في البلاد.
الدرس الثاني
وبنفس الطريقة التي لا تحسم فيها الانتخابات الرئاسية بالتصويت الشعبي على مستوى البلد، ولكن ولاية تلو ولاية، عن طريق الناخبين الكبار في كل منها، سيتم الفوز بالتمهيدية الديمقراطية عبر الحصول على نصف عدد مندوبي (3979) المؤتمر الديمقراطي. والطريق أكثر تعقيدًا لأنه في غالبية الولايات، يتم توزيع المندوبين بالتمثيل النسبي بدء من 15 بالمئة من الأصوات.
لقد خلق ساندرز ديناميكية بتحقيقه التعادل في ولاية أيوا، والفوز في نيو هامبشير بفارق ضئيل، والانتصار الباهر في نيفادا. ولكن في النهاية، تم كنس التقدم الذي حصل عليه في عدد المندوبين، وحتى في عدد الأصوات، من قبل الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا. وجاءه العزاء الوحيد، من أن منافسيه الآخرين فشلوا في تجاوز سقف 15 بالمائة، لا بيت بيتيغيغ، ولا وارن، ولا كلوبشر، ولا توم ستاير، وهذا الاخير قرر مغادرة السباق رغم استثماره 22 مليون دولار في هذه الانتخابات التمهيدية وحدها.
بمعنى آخر، عادت الكرة إلى وسط الميدان والبداية من الصفر تقريبًا. ومن المرجح أن تتغير نوايا التصويت في ولايات “الثلاثاء الكبير” في الـ 48 ساعة القادمة. ويحتفظ ساندرز بميزة التعبئة والتنظيم على الميدان وجمع الأموال، غير ان انتعاش بايدن يعيد التوازن. ومن المحتمل أن يحصل نائب الرئيس السابق في الأيام المقبلة على ما يكفي من الأموال للعودة إلى السباق.
الدرس الثالث
سيسمح الثلاثاء الكبير بمعرفة مصير ثلاثة من المتنافسين. في حال أداء ضعيف لـ بيت بيتيغيغ، كما هو معلن في استطلاعات الرأي، من المتوقع، إلا في صورة حدوث مفاجأة، أنه سيتخلى عن مواصلة الحملة. في المقابل، إذا احتلت السناتورة آيمي كلوبشر المرتبة الأولى في ولايتها مينيسوتا، وإذا نجحت السناتورة إليزابيث وارين في كسب ولايتها ماساتشوستس، ولكن دون تحقيق نتائج ايجابية في مكان آخر، فستظهر مسألة انسحابهما.
واشيع السبت، أن معسكر بايدن سيضغط في هذا الاتجاه في انتظار أن تساهم كل منهما في إضعاف أداء ساندرز الثلاثاء. وقد شدد بايدن، السبت، أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه توحيد الحزب، وهي طريقة للقول، إن ساندرز ليس من أبناء الأسرة، وأن التجميع لا يمكن أن يتم إلا لصالحه.
وهذا يطرح سؤال مايكل بلومبرغ: سيدخل السباق الثلاثاء، بعد تجنب الانتخابات التمهيدية الأربعة، وقد راهن بكل ما عنده على انهيار بايدن، وبالتالي اعتقد أنه يمثل المعسكر الوسطي ضد ساندرز، مع ميزة الاستفادة من تموقع أكثر تقدمية في قضايا المناخ والأسلحة النارية (موضوعان في طليعة هواجس الديمقراطيين الشباب).
ومرة أخرى، لم تمنحه استطلاعات الراي، السبت، الصدارة في أي من ولايات الثلاثاء الكبير، لا في ولاية كاليفورنيا ولا في ولاية تكساس. هل سينتظر الانتخابات التمهيدية في نيويورك التي يمكن أن تكون لصالحه؟ لن تتم هذه الاخيرة الا في 28 أبريل، وبعبارة أخرى، سينتظر قرنا.
اختار الملياردير الآخر في الحملة، توم شتاير، إيقاف النفقات يوم السبت، لأنه “لم ير أي طريق معقول” للفوز في اختبار الانتخابات التمهيدية إلى البيت الأبيض. ومن المحتمل، ومن غير المؤكد، أن بلومبرغ سيتخذ قراره الأربعاء، بعد يوم الثلاثاء الكبير، إذا لم يستطع الحصول على عدد من المندوبين يعادل عدد بايدن وساندرز. يذكر أن الثلاثاء الكبير، سيمنح مندوبين أكثر بعشرة أضعاف من أول أربعة انتخابات تمهيدية.