كان مستشارا لستة رؤساء:

الدكتور فوشي، «سيّد الفيروسات» في واشنطن...!

 الدكتور فوشي، «سيّد الفيروسات» في واشنطن...!

-- لئن كان أحد الموظفين الأعلى أجراً فإنــه يبقى طبيبــاً قبـــل كل شــيء
-- يصفه العاملون معه بأنه أَلْمَعِيّ ولكنـه طَلُوب وصــارم في العمل
-- هو حاليًا نجم الإعلام، ويسرق أحيانا الاضواء من دونالد ترامب
--  دبلوماسي، يعرف كيف يصنع حلفاء، ويحسن التفاوض في المواقف السياسية الصعبة
-- أصبح أنتوني فوشي هدفًا لمنظري المؤامرة والموالين لترامب الذين يتهمونه بأنه يريد جلد زعيمهم
-- تظهره عشرات الصور مع بيل كلينتون، جورج بوش، ماجيك جونسون، باربرا سترايسند، الأم تيريزا


   ليس كل يوم ينال خبير في الأمراض المعدية شرف وجود صورته على كعكة. فقد أحدث مخبزا في ولاية نيويورك كعكة دونات مزينة بصورة الدكتور أنتوني فوشي، ومزركشة بزخارف وطنية بيضاء حمراء زرقاء. ويشرح نيك سيمرارو، الخباز الذي ابتكرها: “لقد اعجبنا حقًا برسالته، وسيطرته على الموضوع، والطريقة التي يوصل بها المعلومة للجميع... لذا أردنا أن نشكره».    قبل شهر، لم يكن أحد يعرف الدكتور فوشي. مديرا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أحد المعاهد والمراكز السبعة والعشرين التي تشكل المعاهد الوطنية للصحة، وهي وكالة تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة، سرعان ما أصبح التجسيد الحيّ ووجه مقاومة فيروس كورونا في الولايات المتحدة. عادة ما يقف هذا الرجل، البالغ من العمر 79 عامًا، وبلهجة بروكلين، إلى جانب دونالد ترامب خلال إحاطات تلفزيونية يومية حول الوباء.
فوضى وعدم استعداد البيت الأبيض
   ومع ذلك، إذا كان الرئيس يقضي وقته في إعطاء آراء متناقضة، والتّقليل من الأزمة، والترويج لعلاج طبي لم يخضع للاختبار، فان أنتوني فوشي، يتحدث بطريقة هادئة وواضحة ومباشرة.

 وهي ثلاث صفات على الأقل، تجعل من حضوره عاملا مطمئنًا وسط فوضى وعدم استعداد البيت الأبيض لوباء كوفيد 19 الذي يصيب البلاد -يوجد اليوم 215 الف مصاب، وأكثر من 5 الاف قتيل.
   وبينما وصف دونالد ترامب في بداية الوباء الفيروس بأنه إنفلونزا بسيطة، أعلن الدكتور فوشي أنه أكثر فتكًا بعشر مرات. واعترف امام الكونغرس، أن نظام الصحة العامة غير جاهز لإجراء فحوصات واسعة النطاق. وقال: “إنه الفشل، فلنعترف بذلك».
   لمدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بعض الخبرة في الأزمات الصحية، فخلال 35 سنة من حياته المهنية، كان عليه ادارة سلسلة من الأوبئة، من الإيدز إلى زيكا، مرورا بإيبولا، فيروس النيل ... تصدّر دفعته في اختصاص الطب، ابن صيدلاني من نيويورك، ومولود عام 1940، تخصّص في الجهاز المناعي، ويطور علاجات في أمراض الروماتيزم.

تجربة فيروس الإيدز
   في أوائل الثمانينات، ركز على مرض غامض، الإيدز، الذي بدأ يتسبب في خسائر كبيرة في اوساط المثليين. عام 1984، تم تعيينه رئيسًا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. وبعد ذلك بعامين، نشر مدير الصحة العامة، سي إيفريت كوب، تقريرًا يصف خطر هذا الوباء.
   للأسف، الرئيس المحافظ ريغان، رفض الاهتمام بالمسألة. وفي مواجهة تقاعس واشنطن، كان لكوب وفوشي فكرة. قررا إرسال كتيب إلى 107 مليون أسرة أمريكية تشرح المرض لمعالجة الأفكار المسبقة المتزايدة. وتمكّن فوشي من الحصول على تمويلات. وبموافقة الكونغرس، تم إرسال كتيّب من سبع صفحات لجميع الأمريكيين. ولم يمنعه هذا الجهد من سهام نقد نشطاء كانوا يشتكون من بطء استجابة الإدارة. ولكنه، على عكس بقية الحكومة، التي تظاهرت بعدم سماعهم، فتح مكتبه لهم.

مستشار لستة رؤساء
   يصفه الذين عملوا معه بأنه أَلْمَعِيّ ولكنه طَلُوب، وصارم في العمل. “إنه يحظى باحترام كبير، ولا يواجه سوى القليل من الانتقادات داخل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية”، يقول مدير مختبر فضّل عدم الكشف عن هويته.
   في مكتبه، تظهره عشرات الصور مع بيل كلينتون، جورج بوش، ماجيك جونسون، باربرا سترايسند، الأم تيريزا ... ولئن كان أحد الموظفين الأعلى أجراً، فإنه يبقى طبيبا قبل كل شيء. عام 2015، عندما اصيب العديد من الأمريكيين بالإيبولا، خصّص ساعتين يوميًا لفحص المرضى.
   كما انه دبلوماسي، يعرف كيف يصنع حلفاء، ويتفاوض في المواقف السياسية الصعبة، وهذا ما يفسر لماذا كان مستشارا لستة رؤساء. ومع ذلك، فإن لديه عيبين يشكلان ازعاجا تقريبا للمقيم الحالي في المكتب البيضاوي: أولاً، هو حاليًا نجم الإعلام، ونتيجة لذلك، يسرق الاضواء في بعض الأحيان من دونالد ترامب، وهذا أكثر ما يكره هذا الاخير.
   ثانياً، لا يتردد في تصويبه أو مناقضته علناً. دحض الدكتور فوشي، على سبيل المثال، التوقعات المتفائلة للرئيس الذي أعلن عن صنع لقاح “قريبا”. وقال عندما تسلّم الميكروفون: “سيستغرق الامر سنة على الأقل”.
 وماذا بخصوص الكلوروكين الذي أشاد به دونالد ترامب؟ يستند هذا في الوقت الراهن إلى أدلة علمية “غير مهمة”. وفي حين يؤكد الرئيس اختفاء فيروس كورونا مع الربيع؟ يجيب فوشي: “ممكن، لكننا لا نعرف. «
   وبسرعة كبيـــرة، أصبح هذا العالم هدفًا لمنظري المؤامرة والموالين لترامب. على تويتر، يتهمونه بأنه يريد جلد زعيمهم وحيوانهم الأليف. و”الدليل” ذاك الايميل المليء بالثناء، كتبه قبل سبع سنوات إلى هيلاري كلينتون، التي كانت تشغل حينها منصب وزيرة الخارجية، وأثنى على صمودها امام الهجمات العنيفـــــة التي تلقتهـــــا بعد الهجوم على قنصلية بنغازي في ليبيا.
   واستنتجت مجموعة من المحافظين، أن الدكتور فوشي ينتمي الى رابطة مناهضة لترامب. قبل بضعة أيام، خلال مؤتمر صحفي، عندما اشتكى الرئيس، كالمعتاد، من جيش سري من مسؤولي وزارة الخارجية يرغبون، حسب قوله، في طرده، احنى الطبيب رأسه ومرر يده على جبهته، وكأنه كان يريد اخفاء إحباطه. واعتبر المؤيدون لترامب على الفور ان في ذلك شتيمة... وبرر الدكتور فوشي ذلك بالقول إن علكة علقت في حلقه.

تجنب “إعلان الحرب
 على الرئيس»
   في المقابل، أصبح بالنسبة لمناهضي ترامب، بطلاً. الآن، في كل مرة لا يظهر فيها الدكتور فوشي على المنبر خلال المؤتمر الصحفي التلفزيوني اليومي، تندلع انتفاضة على الشبكات الاجتماعية، تتكهّن بأن ترامب، الذي يشعر بالغيرة من شهرته وسمعته، قد طرده. وبشكل منتظم، تعلن وسائل الإعلام عن عزله.
   من جانبه، يحاول أنتوني فوشي تقليل التوترات: فالرئيس “يسلك طريقه الخاص... ولديه أسلوبه الخاص، ولكن في القضايا الأساسية يستمع إلى ما يجب أن أقوله”، اجاب في مقابلة. وعندما سُئل عن سبب التزامه الصمت عندما يدلى دونالد ترامب بتصريحات لا منطق يحكمها، قال: “لا يمكنني القفز أمام الميكروفون ودفعه جانبا”. ومع ذلك يعترف بصراحة أن وظيفته تفرض عليه ان يمارس لعبة التوازن... “يجب ألا تدمر مصداقيتك، ولا تريد إعلان الحرب على الرئيس”، أضاف في مقابلة أخرى.
   طيلة سنوات، كان الدكتور فوشي واحدًا من أول الواصلين الى مكتبه في ضواحي واشنطن، وآخر من يتركه. لكن في الأشهر الأخيرة، لا ينام الا بين ثلاث وخمس ساعات فقط في الليلة محاولاً كبح ما يصفه بأنه أسوأ كوابيسه: مرض تنفسي، شديد العدوى، يتسم بدرجة عالية من الحركة والوفيات. انه يشرف على أبحاث اللقاحات، ويشارك جميع أنواع الاجتماعات، ويحضر المؤتمرات الصحفية، ويوزع تحذيراته في جميع وسائل الإعلام.
   لقد ظهر مع ستيفن كاري، لاعب كرة السلة، في نقاش مباشر على إنستغرام، وحاوره مارك زوكربيرغ على فيسبوك، ويمرّ على قنوات يوتيوب الشعبية ... باختصار، ان التقاعد ليس على جدول اعمال طبيب سيحتفل بربيعه الـ 80 يوم 24 ديسمبر. “عندما أشعر بأنني لم أعد أملك الطاقة للقيام بهذه المهمة، مهما كان عمري، سأغادر وأكتب كتابي”، لخص في الختام.





 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/