الرئيس الفرنسي يستقبل نظيره اللبناني
استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نظيره اللبناني جوزاف عون في زيارته الرسمية الاولى إلى دولة غربية منذ انتخابه في كانون الثاني-يناير بمساهمة من فرنسا على أمل إطلاق عملية إصلاحات لإخراج لبنان من أزمته الراهنة.
ووصل عون قبل قليل الى قصر الإليزيه للقاء ماكرون. ويريد الرئيس الفرنسي إضفاء بُعد إقليمي قوي على هذه الزيارة، إذ بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية لعون مع ماكرون الذي زار بيروت لتهنئته في 17 كانون الثاني-يناير، يعقد الرئيسان أيضا اجتماعا عبر الفيديو مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية لصحفيين أن الرؤساء الثلاثة سيبحثون في "قضية الأمن على الحدود السورية اللبنانية" حيث أدت "توترات الى وقوع مواجهات" قبل أسابيع. كذلك يشمل البرنامج اجتماعا خماسيا "مخصصا لشرق المتوسط" يضمّ إلى الرؤساء الثلاثة نظيريهم القبرصي واليوناني، لمناقشة "التحديات" المرتبطة بـ "الأمن البحري" و"التأثير البيئي الإقليمي على الأمن"، بحسب الإليزيه. ورأت أوساط ماكرون في زيارة عون دليلا على تقدير عون "لصداقة فرنسا ودعمها الثابت للبنان". وأنهى انتخاب جوزاف عون وتشكيل حكومة برئاسة الإصلاحي نواف سلام تعطيلا سياسيا استمر أكثر من عامين. وتقع على عاتق عون وسلام مهمة صعبة تتمثل في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن التمويل اللازم لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. وأمامهما أيضا تحدّي نزع سلاح حزب الله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أواخر تشرين الثاني-نوفمبر حربا دامية بين الحزب واسرائيل، خرج منها لبنان منهكا، وحزب الله ضعيفا.
ويبحث ماكرون وعون في "الصعوبات" و"التحديات" التي تعترض هذه المهمة، بحسب قصر الإليزيه الذي دعا إلى "التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار".
واعتبر الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس كريم بيطار أن "هذه الزيارة إلى فرنسا ذات رمزية كبيرة، لأن فرنسا كانت، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية، من بين الدول الثلاث التي دفعت بقوة نحو انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية". ويتوقع أن تتناول المحادثات بين الرئيسين أيضا "مؤتمر إعادة إعمار" لبنان مع الجهات المانحة الدولية الذي تعهد ماكرون تنظيمه ولكن لم يُعلَن عن موعده بعد.