معاشرته لا تجلب الحظ السعيد

الرئيس دونالد ترامب والفاسدون السبعة...!

الرئيس دونالد ترامب والفاسدون السبعة...!

-- سيثير اعتقال ستيف بانون قلق العديد من المقربين من الرئيس، بل وترامب نفسه
-- خسارة ترامب للانتخابات، قد تدفع بانون للتعاون مع القضاء، وهو كنز من المعلومات المفيدة للعدالة
-- حاول ترامب أن ينأى بنفسه نافيا علمه بمشروع تمويل الجدار، ثم ناقض نفسه بالقول إنه لم يعجبه


يبدو، ان معاشرة دونالد ترامب لا تجلب الحظ السعيد. لقد تم القبض على ستيف بانون، مهندس فوزه في انتخابات 2016، هذا الأسبوع بتهمة التزوير.
كان على متن يخت قبالة ولاية كونيتيكت. والقارب الفاخر مملوك لـ “غو وينغي”، الملياردير الصيني الذي فر من الصين عام 2014 متهما بالفساد والاغتصاب.
   لا يبدو أن اعتقال بانون له علاقة بغو، إلا أنه حسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الرئيس السابق لموقع بريتبارت نيوز، وهو موقع يميني متطرف، يخضع أيضًا لتحقيق فيدرالي حول علاقات عمل مع الملياردير الصيني.
   ستيف بانون، هو على الأقل العضو السابع في محيط دونالد ترامب الذي يواجه مشكلة خطيرة مع القضاء. هناك دائمًا شخصيات محلّ شكوك تدور حول البيت الأبيض، لكن يمكن القول أن هذه هي المرة الأولى التي يوجد فيها الكثير ممن يتسنى لهم التباهي بأنهم كانوا على اتصال مباشر مع الرئيس.

اختلاس أموال الجدار
   حُكم على بول مانافورت، مدير حملته، عام 2018 بالسجن لأكثر من سبع سنوات لارتكاب جرائم متعددة، منها الاحتيال المصرفي والضريبي وغسيل الأموال ... وكشف تقرير لمجلس الشيوخ هذا الأسبوع ارتباطه أثناء الحملة مع عميل روسي. كما أدين ريك جيتس، الساعد الأيمن لمانافورت.
   مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، ومستشار السياسة الخارجية جورج بابادوبولوس، وروجر ستون، وهو صديق قديم للرئيس، حُكم عليهم بالسجن لعلاقاتهم بموسكو في إطار قضية التدخل الروسي في الحملة الرئاسية.
  أخيرًا، حُكم على مايكل كوهين، المحامي الشخصي لدونالد ترامب، بالسجن ثلاث سنوات بسبب دفع أموال سرا خلال الحملة لامرأتين ادعتا أنهما مارستا الجنس مع ترامب.
   أما بالنسبة لستيف بانون، 66 عامًا، الذي لم يعد في الحقيقة يتمتع بقداسة لدى الرئيس، وتم إبعاده من البيت الأبيض عام 2017، فهو متهم، مع ثلاثة أفراد آخرين، ببعث صفحة “نبني الجدار” على منصة التمويل الجماعي غو فاند، بهدف جمع التبرعات لتمويل بناء أجزاء من الحاجز الشهير على الحدود المكسيكية، وهو أمر عزيز على قلب دونالد ترامب.
   كانت العملية ناجحة بشكل مطلق. وجمع الرجال الأربعة 25 مليون دولار، لكنهم سرقوا الكثير منها. ستيف بانون، الذي يعيش في رخاء كبير، رغم معتقداته الشعبوية، تحصل على مليون دولار من أجل “نفقات شخصية”، قال المدعي الفيدرالي في مانهاتن. بريان كولفاج، من قدماء حرب العراق المبتورين ومؤسس الموقع، متهم باختلاس 350 ألف دولار لتمويل شراء قارب وعربة غولف وعلاجات جراحية تجميلية.

جامعة وهمية
   دافع ستيف بانون بأنه غير مذنب في التهمتين الموجهتين إليه، وهما الاحتيال وغسيل الأموال. وكل تهمة يعاقب عليها بالسجن 20 عاما كحد أقصى. وأطلق سراحه بكفالة 5 ملايين دولار.    حاول دونالد ترامب أن ينأى بنفسه زاعما أولاً أنه لا يعرف شيئًا عن مشروع تمويل الجدار، ثم ناقض نفسه بالقول إنه لم يعجبه.
  ويواجه الرئيس نفسه عدة تحقيقات قضائية في شؤونه المالية والضرائب. كما اضطر إلى دفع غرامة قدرها 2 مليون دولار وحل مؤسسته الخيرية التي استخدمت التبرعات لتمويل نفقات الحملة. واضطر أيضًا إلى دفع 25 مليون دولار كتعويضات لطلاب في الجامعة التي أسسها، جامعة ترامب، الغاضبين من سوء التدريس وزيفه.
   «بالنسبة الى شخص قام بحملته على قاعدة الوعد بـ ‘تجفيف المستنقع’، فقد أظهر ترامب نقصًا استثنائيًا في التقييم عند اختيار شركائه، تشير باربرا ماكوادي، المدعية العامة السابقة في ميشيغان، ويجب أن يثير اعتقال ستيف بانون بتهمة الاحتيال قلق العديد من المقربين من دونالد ترامب، بما في ذلك الرئيس نفسه».
   حتى الآن، من بين الأفراد الستة المدانين، فضل العديد عدم التعاون مع المحققين، على أمل الاستفادة من عفو رئاسي. الا ان بانون، خاصة إذا خسر ترامب الانتخابات، قد يقرر الجلوس إلى الطاولة مقابل تخفيف العقوبة... وهو بالتأكيد صيد ثمين يملك الكثير من المعلومات المفيدة للعدالة.