رمضان في تونس

الصلاة في المنازل ومشاهدة الدراما ولعبة الشكبّة على أنغام الطرب الأصيل

الصلاة في المنازل ومشاهدة الدراما ولعبة الشكبّة على أنغام الطرب الأصيل


عندما نتحدث عن تونس لا يمكن أن نغفل جمال الطبيعة الخلابة ولا يمكن أن ننسى فن العمارة المتمثل في جامع الزيتونة والبيوت بجمالياتها الدالة على ثقافة دولة نشأ فيها أبن خلدون رائد علم الاجتماع الحديث كما صدرت الفنون والأدب للعالم العربي، فمنها شعراء اثروا الحياة بكلماتهم وأشعارهم التى بعثت في النفوس الأمل وكانت بمثابة طاقة ايجابية على مر الزمن، فخلدتهم الدواوين والقصائد، مازال أبو القاسم الشابي يقول إذا الشعب يوما أراد الحياة  .. فلابد أن يستجيب القدر ، وصارت كلماته ايقونة الشباب، فطبيعة تونس تستدعي الإلهام وتكتشف المواهب وتنمي قدرات الذات في التعبير عن الجمال  يروي الإعلامي التونسي غازي خليل قائلا حل علينا رمضان هذه السنة في صمت مخيف وحزن دفين فالمساجد مغلقة بإجراءات الحجر الصحي الشامل، الشوارع تكاد تكون خالية، بينما   فرحة التونسيون برمضان في السابق كان لها خصوصية وبهجة لما لها من أجواء السهر والسمر بالخروج إلى المقاهي بعد الافطار حيث يلتقي الأصدقاء والأحبة لشرب القهوة والشاي وأكل ما لذ وطاب من المرطبات والحلويات التقليدية المرتبطة بالشهر الفضيل منها الزلابية والمخارق، ولا تخلو الليالي الرمضانية من لعب الورق خاصة اللعبة الشهيرة في تونس منذ قديم الزّمان وهي “الشكبّة” التى تتسم بلعبها في التجمع الأسري أو بين الرفاق وتزداد أجوائها الرائعة بمصاحبة أنغام المالوف التونسي أو روائع عمالقة الزمن الجميل من كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر ومحمد عبد الوهاب

تضيف الإعلامية خولة لحفاف بأن رمضان قبلكورونا كان شهرا استثنائيا بموائده و سهراته، كانت العائلة تجتمع  علىمائدة الإفطار التي لا تخلو من البريك و الشربة، ثم تجتمع لمشاهدة المسلسلات التونسية، وبعد ذلك يخرج الجميع قاصد وجهته فمنهم من يتوجه لصلاة التراويح وأخر إلى دور السينما ومنهم من يذهب إلى المقهى أو المسرح وفي نفس الوقت تزداد المنتديات السياسية والثقافية واذا كان فيروس كورونا منعنا من الخروج لكنه لم يمنع سهراتنا وعاداتنا التى حافظت عليها العائلات من تقاسم مائدة الافطار، قد نكون فقدنا لقاءات المودة لكن لم نفقد الود فعوضنا بلقاءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي  تقول الفنانة المسرحية التونسية ريم عبد المجيد افتقد جدّا جمهوري لقد اعتدت التنقل في أرجاء الجمهوريّة لأقامه سهرات رمضانية يقبل عليها جميع فئات المجتمع  وأقاسهم البهجة و المودة رغم تعب التنقل بين ولايات، واليوم أقعدتنا الكورونا في منازلنا و رغم شحّ المواد فأنا لم أنس جمهوري و إنّما حاولت لقاءه افتراضيا بتنزيل مقاطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعية و ما أسعدني هو إقبال الجمهور على ما أقدمه من مادّة مسرحيّة خاصّة فئة الشّباب الذي يبدوأكثر إقبالا على الوسائط الرقميّة  وقالت أسماء بنميلود  كلّي أمل أن يرفع الحجر في النّصف الثّاني من رمضان لألتقي بقية أصدقائي إن رمضان زمن الكورونا يبدو مخالفا للعادة لكنٌه لم يمنع التّونسيّ من إبداع طرائق اللقاء و سبل التواصل و إن كانت أيامه عند البعض مليئة بالتوجس و الخوف مما ستؤول إليه الأوضاع الاقتصادية و السياسية في البلد لكنّ هذا الخوف لم يمنع التّونسيّ من الإقبال على   اقامة  سهراته الرمضانيّة إما بإقامة صلاة التراويح في المنزل أو التواصل الافتراضي أو اختلاس بعض الجولات في شوارع