الحريق الأوكراني:

الصواريخ الأسرع من الصوت مدمرة ويستحيل إيقافها

الصواريخ الأسرع من الصوت مدمرة ويستحيل إيقافها

-- رغم تخلّفها، تظل الاستثمارات الأمريكية في البحث والتطوير العسكري أعلى بكثير من استثمارات الآخرين
-- ربما يفسّر التأخير الأمريكي بأسئلة حول الفائدة من تطوير هذه التكنولوجيا من حيث الردع
-- صواريخ غير قابل للكشف وأسرع  بكثير من صواريخ كروز التقليدية
-- بدأت القوى العظمى في سباق تسلح جديد، تمتلك فيه روسيا أسبقية طفيفة


  تم نشره عدة مرات في التدريبات منذ أول اختبار ناجح عام 2018، وحسب وكالة ريا نوفوستي، يمثل استخدامه سابقة اولى. ومن المحتمل أن يكون هذا النوع من الصواريخ غير قابل للكشف وأسرع بكثير من صواريخ كروز التقليدية، قادر على الطيران بأكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت “ماخ 5، أو أكثر من 6000 كم / ساعة”، ويتحدى جميع أنظمة الدفاع المضادة للطائرات، بحسب موسكو.

   هناك نوعان من الأنظمة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. أولاً، هناك صواريخ كروز القادرة على الطيران أسرع بكثير من الإصدار الكلاسيكي.
ثم هناك الصواريخ الانزلاقية، التي تسقط في مدار منخفض بواسطة الصواريخ الباليستية. إنها قادرة على التحليق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع عدة عشرات من الكيلومترات، وتغيير مسارها وتنفيذ مناورات تجنب.
 لذلك، من غير المرجح أن يتم اكتشافها مثل صاروخ عابر للقارات، يكون مساره على شكل جرس، والذي يتجاوز ارتفاعه أحيانًا ألف كيلومتر، فهو أكثر قابلية لتوقّعه.

روسيا في المقدمة
   بعد ثلاثة عقود من سقوط الاتحاد السوفياتي، بدأت القوى العظمى في سباق تسلح جديد، يعتمد على تقنيات تفوق سرعة الصوت. وفي هذا السباق، قوية بالتراث السوفياتي، تمتلك روسيا أسبقية طفيفة. وقد أعلنت في 4 أكتوبر نجاح تجربتين لإطلاق صواريخ كروز الأسرع من الصوت زيركون من غواصة.
   ويتباهى رئيسها، فلاديمير بوتين، بامتلاكه “السلاح المطلق” لاختراق الدروع المضادة للصواريخ الأمريكية والأوروبية بمنظومة “أفانغارد” الصاروخية فائقة السرعة، التي دخلت الخدمة نهاية عام 2019، ومن المرجح أن تجعل موسكو-نيويورك في أقل من ربع ساعة بفضل السرعة القصوى التي تزيد عن 33000 كم / ساعة “27 ماخ”. وحذر روبرت وود: “لا نعرف كيف ندافع عن أنفسنا ضد هذه التكنولوجيا، والصين وروسيا لا تعرفان أيضًا».  

  لا يعني السباق القوى العظمى فقط. تعمل فرنسا على تطوير صاروخ كروز تفوق سرعته سرعة الصوت بحلول عام 2035 لتجهيز طائراتها المشاركة في الردع النووي.
وعهدت إلى مجموعة آريان بتطوير مركبة انزلاقية قادرة على تجهيز صواريخ غواصات الصواريخ الباليستية النووية. وأعلنت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي في مايو، أن مشروع “في-ماكس” هذا، الخاص بـ “مركبة المناورة التجريبية”، سيقوم بأول رحلة له في نهاية عام 2021.
   كما شرعت الهند وأستراليا والمملكة المتحدة واليابان في برنامج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. ودخلت دولة أخرى مؤخرًا السباق بطموحات نووية: كوريا الشمالية.
  وقالت بيونغ يانغ في نهاية سبتمبر، إنها اختبرت بنجاح أول مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأطلق عليها اسم هواسونغ -8.
 ثم بثت صوراً لهذا السلاح بعد أيام قليلة خلال معرض للصواريخ زاره زعيمها كيم جونغ أون.
 وسيدفع هذا جارتها الجنوبية لمتابعة البحث الأساسي في هذا المجال، وكذلك إسرائيل وإيران، كما أشار تقرير أخير للكونغرس الأمريكي.

لن تتخلف الولايات
 المتحدة عن الركب
   وماذا عن الولايات المتحدة؟ لم تنشر حتى الآن أسلحة تفوق سرعة الصوت، على عكس روسيا والصين. لكن يمكنها اللحاق بالركب بسرعة، مع ما لا يقل عن ستة برامج لتطوير الصواريخ، مثل المركبات الانزلاقية، للبعض بحلول عام 2025. وقد افتتح أحد مزوّدي الأسلحة الرئيسيين، لوكهيد مارتن، وحدة إنتاج مخصصة، في ألاباما، بداية اكتوبر. وفي الحادي والعشرين، أعلنت البحرية الأمريكية نجاح الاختبارات في فيرجينيا على نماذج أولية لمكونات صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. لكن في اليوم التالي، اعترف البنتاغون بفشل تجربة صاروخ تم اختباره في ألاسكا. وسبق، في أبريل، ان فشل الاختبار الأول بالحجم الطبيعي للصواريخ الانزلاقية السهم المحمولة جواً.   

ان “حقيقة أن روسيا أخذت اسبقية تحتاج الى تنسيب، لأن هناك فرقًا بين الإعلان عن نشر الجهاز وإنتاجه بكميات كبيرة، والذي قد يكون مكلفًا للغاية، يقول بنجامين هاوتكوفيرتير، الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية.  وبشكل عام، تظل الاستثمارات الأمريكية في البحث والتطوير العسكري أعلى بكثير من استثمارات الآخرين «.    ربما يفسّر التأخير الأمريكي في تصنيع أسلحة تفوق سرعة الصوت بأسئلة حول الفائدة من مزيد تطوير هذه التكنولوجيا من حيث الردع، بينما تحتفظ الصواريخ الباليستية بأهميتها. أن “الدروع المضادة للصواريخ التي تهدف إلى الحماية من الصواريخ بعيدة المدى لم تكن حتى الآن موثوقة تمامًا، حتى بنسبة 90 بالمائة، يوضح جوزيف هينروتين الباحث في معهد الاستراتيجية المقارنة، خاصة، ان عدد الصواريخ الاعتراضية يظل أقل بكثير من عدد الرؤوس الحربية التي يمكن إطلاقها “-1625 رأسًا نوويًا نشرتها روسيا و1800 رأسًا نوويًا نشرتها الولايات المتحدة، وفقًا لآخر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.   

لا يزال أمام ردع الصواريخ الباليستية مستقبل مشرق. و”هذا هو السبب في أن العسكريين أكثر تحفظًا عندما يتعلق الأمر بالفائدة التشغيلية للأنظمة التي تفوق سرعة الصوت، سواء كانت مركبات انزلاقية أو صواريخ كروز”، يؤكد بنيامين هاوتكوفيرتور. لكن من الواضح أن هذا لن يحدّ من طموحات بكين وموسكو وغيرهما. و”حتى لا يؤدي تطوير أنظمة تفوق سرعة الصوت إلى المخاطرة بتغيير الاستقرار الاستراتيجي بين القوى، سيكون من الضروري إطلاق حوار حول نشرها واستخدامها، يقول الباحث. إلا أن التوترات شديدة للغاية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا لبدء مثل هذا الحوار الاستراتيجي”. ان سباق التسلح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت ليس على وشك التوقف.