الصين-البرازيل.. انتقال إلى الديبلوماسية الهجومية

الصين-البرازيل.. انتقال إلى الديبلوماسية الهجومية


نشرت صحيفة “أوغلوبو” البرازيلية مقالاً للي يانغ، القنصل العام الصيني في ريو دي جانيرو، رد فيه على كلام لعضو الكونغرس البرازيلي إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس جايير بولسونارو، وصف فيه فيروس كورونا بـ”الفيروس الصيني».
وتوقع القراء مقالاً يشدد على أهمية العلاقات الصينية-البرازيلية، مع انتقادات خفيفة، ولكن لي عوض ذلك، كان يفكر في أمر مختلف تماماً، إذ هاجم النائب البرازيلي بقسوة، متسائلاً عما إذا كان بولسونارو قد تعرض “لغسل دماغ” من الولايات المتحدة، الدولة التي أشار لي إلى “أدائها المرعب” في مكافحة الوباء. ثم توجه إلى النائب البرازيلي مهدداً إياه بأنه “إذا كانت أية دولة تصر على أن الصين عدوتها، سنكون العدو الأكثر تعقيداً».

وكتب الصحفي أوليفر ستونيكل في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أنه حتى الأمس القريب، لم يكن يرد على بال أحد أن مبعوثاً للحكومة الصينية سيتوجه بمثل هذا الكلام ضد مسؤول منتخب في البرازيل. ومعلوم أن المقابلات التي تنشرها الصحف مع مسؤولين صينيين تكون عادة رسمية وتمر بسلاسة- على عكس قنبلة لي، التي جرى تداولها على نطاق واسع.

وكانت الصين تعتمد نهجاً داعماً لبولسونارو وتقيم علاقات أقتصادية وثيقة مع إدارته. والعام الماضي، وخوفاً من أن لا يستقطب مزاد نفطي برازيلي مهم عروضاً، تدخل بولسونارو شخصياً طالباً مساعدة الصين. وهرعت شركتان صينيتان للإنقاذ. وخلال حرائق الأمازون في أغسطس (آب) 2019، أشاد الديبلوماسي الثاني في السفارة الصينية ببكين كو يوهي، في مقابلة صحافية بالسجل البيئي للحكومة البرازيلية، ليثير بذلك دهشة المنظمات البرازيلية غير الحكومية التي تعنى بالبيئة.

على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، تهاجم السفارة الصينية- التي زاد عدد متابعيها خلال الجدل مع نجل الرئيس الصيني، أي شخص يتجرأ على انتقاد الصين. وفي إشارة لا تخطئ دلالتها، نشرت الصين في أوائل أبريل (نيسان) محضر اجتماع بين السفير الصيني يانغ وانمينغ ووزير الصحة البرازيلي آنذاك لويس إريك مانديتا، الذي كان من أشد خصوم بولسونارو. (وتم إعفاء مانديتا من منصبه بعد عشرة أيام). وأتى قرار السفير الصيني بعقد اجتماع مع مانديتا في وقت كان الأخير يتجادل مع الرئيس البرازيلي حول طريقة إدارة الأزمة ضد كورونا. وفسر اللقاء المذكور على أنه موقف صيني واضح ضد بولسونارو الذي اتخذ موقف الإنكار.

ومن أجل القاء الضوء على التغيير في الاستراتيجية الديبلوماسية للصين، ذكر الكاتب بالرد الصيني المختلف على أزمات سابقة منذ عامين. وعندما زار بولسونارو المرشح للرئاسة وقتذاك تايوان وهاجم الصين في أوائل 2018، واعداً على خلاف رؤساء برازيليين سابقين، بالتخلي عن سياسة “الصداقة مع الشيوعيين، فإن رد فعل السفارة الصينية في برازيليا كان مدروساً وأصدرت رسالة احتجاج عادية.

وبعد فوز بولسونارو في الانتخابات، تعهد إقامة تحالف وثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأبدى الديبلوماسيون الصينيون قلقهم سراً، وكانوا متأكدين أن الحكومة البرازيلية ستتبع سياسة أكثر براغماتية في علاقاتها مع الصين، الشريك التجاري الأكبر للبرازيل. وعندما زار الرئيس البرازيلي بكين واستقبله الرئيس شي جينبينغ خلال قمة مجموعة البريكس، بدت العلاقات البرازيلية-الصينية أكثر متانة من أي وقت. وتساءل الكاتب ما سر التغيير الجذري في الموقف الصيني وتبني نهج ديبلوماسي هجومي؟  وقال إن الصين أدركت أن البقاء خارج الرادار السياسي في البرازيل لم يعد خياراً، بعدما باتت عامل انقسام في الجدل السياسي العام في البلاد. وفي الوقت الحاضر، هناك الكثير من البرازيليين الذين يعون مدى الاعتماد الاقتصادي على الصين.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot