الصين تخفف قيود مكافحة كوفيد أمام الوافدين

 الصين تخفف قيود مكافحة كوفيد أمام الوافدين


أعلنت الصين أمس الجمعة تخفيف إجراءات مكافحة كوفيد-19 مع خفض مدة الحجر الصحي للوافدين من عشرة أيام الى ثمانية وإلغاء الإغلاق المفاجئ لمسارات طيران أمام بعض الرحلات الجوية.
هذه الدولة الآسيوية هي آخر اقتصاد يبقي على سياسة صحية مشددة لمكافحة الفيروس. تبقى حدودها مغلقة أمام غالبية الرعايا الأجانب. تطبق الصين سياسة “صفر كوفيد” التي تتضمن إغلاق أحياء أو مدن بكاملها بمجرّد ظهور إصابات، وإجراء فحوص واسعة النطاق أو حتى عزل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم والمسافرين القادمين من الخارج. ولكن هذه السياسة غير المرنة تترك تداعيات كبرى على الاقتصاد الصيني وسلاسل الامدادات العالمية وحركة تنقل الصينيين والاجانب.

في مذكرة نشرها التلفزيون الرسمي، قالت الحكومة ان اللجنة الدائمة للمكتب السياسي التي تحظى بنفوذ واسع والمؤلفة من سبعة أشخاص اجتمعت الخميس لاقرار تخفيف القيود.
وجاء فيها أيضا انه سيظل مطلوبا من الوافدين الخضوع لستة فحوصات للكشف عن الفيروس ولن يسمح لهم بالخروج خلال الأيام الثمانية. وأضافت أنه سيطلب من المسافرين فقط إظهار اختبار الكشف عن كوفيد في غضون 48 ساعة قبل الصعود الى الطائرة المتوجهة للصين، بدلا من فحصين حاليا.

في تطور جديد، تحدد القواعد الجديدة “رجال الأعمال المهمين” و”المجموعات الرياضية” كأمثلة على مجموعات يسمح لها بعدم لزوم الحجر الصحي طالما بقي أفرادها في “حلقة مغلقة” آمنة من الفيروس طوال مدة إقامتهم.

أعلنت الحكومة أيضا الجمعة عن إلغاء آلية واجهت انتقادات شديدة وكانت تفرض إغلاقا مفاجئا لمسارات الرحلات إذا ثبتت إصابة نسبة معينة من الركاب بالفيروس. يشكل إعلان الجمعة انفراجا للعديد من المسافرين الذين كانوا يخشون حتى الآن أن تلغى رحلاتهم في اللحظة الأخيرة.
كانوا يرغمون على الانتظار عدة أسابيع او حتى عدة أشهر، خارج الصين قبل إيجاد رحلة.
كل هذه الاجراءات أعلن عنها بعد اجتماع الخميس للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي يضم سبعة من أعلى قادة البلاد وبينهم الرئيس شي جينبينغ.

وكانوا أعلنوا عن رغبة بكين “الثابتة” في الحفاظ على سياسة صفر كوفيد، لكن هذا لا يمنع إجراء تعديلات.
وأعلنت وزارة الصحة الصينية الجمعة عن 10,535 إصابة جديدة في الساعات ال24 الماضية غالبيتها بدون عوارض.
وهو رقم أعلى مما سجل في الأسابيع الماضية لكنه يبقى أقل مقارنة مع غالبية دول العالم.

إذا كانت سياسة صفر كوفيد ألقت بثقلها بشدة على معنويات الصينيين فانها سمحت بدون شك بالحد بشكل كبير من الإصابات.
سجلت حوالي 5200 وفاة فقط في الصين بحسب الحصيلة الرسمية خلال الوباء، مقابل أكثر من مليون في الولايات المتحدة.
لكن هذه السياسة تثير استياء متزايدا لدى الشعب، او حتى تظاهرات متفرقة.

والتداعيات الاقتصادية كبيرة الى حد ان غالبية المحللين باتوا يعتبرون انه من المستحيل للصين ان تبلغ هدفها بتحقيق نمو بنسبة “حوالي 5,5%” عام 2022.

بالتالي فان السلطة في موقف حساس، والمذكرة التي نشرت الجمعة تدعو أيضا الى عدة اجراءات تخفيف أخرى.
فهي “تمنع بشكل مشدد” الاغلاق بشكل وقائي او لفترة طويلة واغلاق المدارس الذي لا توافق عليه السلطات او حتى الحلول الجاهزة التي تطبق بشكل عشوائي.

تدعو المذكرة أيضا الى “تسريع” عمليات التلقيح ضد كوفيد في الصين وخصوصا لدى المسنين الذين يترددون أحيانا وكذلك الى تعزيز مخزونات علاجات كوفيد.