في حملتها لما بعد الوباء:

الصين تريد اغتنام فرصة الضعف الأمريكي...!

الصين تريد اغتنام فرصة الضعف الأمريكي...!

-- لمواصلة صعودها، تحتاج الصين إلى دعم جهودها التكنولوجية مع استمرار الاستثمار في جيشها
-- يعتقد الكثيرون اليوم أن العلاقات الصينية الأمريكية ستتدهور أكثر بعد كوفيد-19
-- استنفرت دبلوماسيتها لبيع المجتمع الدولي فكرة أنها سيطرت على الوباء على أراضيها
--  الدول التي سبق رد فعلها الصين، تؤكد أن هناك بدائل للنموذج الصيني


    في المقابلة التالية التي أجراها معه فيتوريو دي فيليبس، يـــرى ماتيـــو دوشاتيل مدير برنامــج آســـيا بمعهـــد مونتين، إن الصين تحـــاول أن تبيع للعالم إدارتها للأزمة لتأخــذ أسبقية على الولايات المتحدة الامريكية.
   *هل يمكن لأزمة كوفيد-19 تسريع تدارك الصين لتأخرها عن الولايات المتحدة بما يؤدي إلى شـــكل من التكافؤ الاستراتيجي بين البلدين؟
   - ترى الصين أن الأزمة هي لحظة ضعف في الولايات المتحدة وتحاول اغتنام هذه الفرصة لإقناع المجتمع الدولي بأنها قد أدارت أزمة الوباء بشكل جيد على أراضيها.
    اليوم، هي في وضع يمكّنها من بيع المعدات الطبية بفضل تعبئة غير مسبوقة لصناعتها خلال الأزمة، مما يجعلها تؤمّن خمس إنتاج العالم من أجهزة التنفس. ومع ذلك، ستعاني الصين أيضًا من الضربة الاقتصادية لهذه الفترة: توقف إنتاجها لمدة شهرين، وشلّت أسواق تصديرها. ولمواصلة صعودها الصاروخي، تحتاج إلى دعم جهودها التكنولوجية مع استمرار الاستثمار في جيشها.

 
  *ولكن مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بأقل من 2 بالمئة، كم يمكن أن يستمر الإنفاق العسكري في النمو؟
   - في السنوات الأخيرة، كان هناك مواءمة بين الزيادة في ميزانية الدفاع مع نمو الناتج المحلي الإجمالي. لكن مع الانسداد الذي تعرفه البلاد، من غير المستبعد ان تشهد ظاهرة لحاق الصين بالركب جمودا. ان النقطة الحاسمة في المنافسة الصينية الأمريكية هي ما إذا كانت الصين ستنتصر في “صراع السرديات».
   لقد استنفرت دبلوماسيتها لبيع المجتمع الدولي فكرة أنها سيطرت على الوباء على أراضيها، مع إحصاءات للوفيات أقل بكثير مما تعرفه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وذلك بفضل التفوق المفترض لنموذج حكمها. ومع ذلك، هناك ارتياب عام في الأرقام الصينية.
   من ناحية اخرى، من الواضح أن الدول التي سبق رد فعلها الصين، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان، لم تنتظر بكين ومنظمة الصحة العالمية لتعتبر فيروس كورونا خطرًا كبيرًا. وتمكنت هذه الدول من تجنب الحجر الصحي الشامل الذي أدى إلى شل ووهان وهوبي، لذلك هناك، موضوعيا، بدائل للنموذج الصيني.
   ويعتقد الكثيرون اليوم أن العلاقات الصينية الأمريكية ستتدهور أكثر بعد كوفيد-19، وأن هناك “حالة طبيعية جديدة” في المواجهة الصينية الأمريكية. لكن إدارة ترامب كانت اصلا على خط متشدد، على سبيل المثال إدارة الانفصال التكنولوجي مع الصين. علما انه بالنسبة للحاق الصين، لا يزال الوصول إلى التقنيات الأجنبية مهمًا للغاية.

   *ألن تستخلص الولايات المتحدة أو أوروبا أو اليابان الدرس من الأزمة الذي يقول يضرورة الحد من ارتهانها للقاطرة الصينية؟
   - هذه الفكرة موجودة في كل مكان. وهكذا، تتضمن خطة التحفيز اليابانية تمويلًا لنقل الصناعات اليابانية خارج الصين، الى اليابان وأماكن أخرى في آسيا. إن الشراسة التي أظهرتها الدبلوماسية الصينية اليوم في الدفاع عن إدارة الأزمة على الأراضي الصينية، وانتقاد الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لتأخّر رد فعلها، يمكن تفسيرها إلى حد كبير بموقف دفاعي. ففي مواجهة عدم الثقة هذا، يتحتّم على الصين مضاعفة إقناعها.

   *هل يمكن أن تكون جهود الإقناع هذه مثمرة؟
   - إنهم يخاطرون، بسبب إفراطهم، في أن تكون غير منتجة. فمن خلال شن “معركة الروايات” التي تشعل النار بالكامل، تحرق الصين أيضًا الجسور الدبلوماسية.
 
  *لماذا هذه الحمى؟
   - لا بجب التقليل من أهمية نجاح تايوان، والاستقبال الجيد في الديمقراطيات الغربية لنجاح الديمقراطية الجزرية في إدارة الأزمة. هذا يسبب توترا كبيرا في بكين -قضية تايوان تدفع الصين إلى مزيد تسييس رسائلها الدولية حول فيروس كورونا. بالإضافة إلى ذلك، يظهر بعض الارتباك في التواصل الصيني، مع بعض الدبلوماسيين، مثل السفير لدى الولايات المتحدة، كوي تيانكاي، الذين ينتقد المزايدات التي يظهرها بعض زملائه.
   باختصار، هذا المزيج بين إغراء اغتنام فرصة الضعف الأمريكي والشعور القوي بالهشاشة (ما لم تفز الصين بصراع السرديات) لا يعطي الانطباع بأنه تم اعتماد استراتيجية واضحة لتعزيز مواقع الصين في منافستها مع الولايات المتحدة... بل على العكس، يعطي انطباعا بوجود ارتجال.




 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot